كنت أراقب والدتي بينما أجلس بجانب روز على طاولة الطعام، هي تحاول بيأس أن تراقص والدي الذي كان يتعب بسرعة ، لتتجه نحو أخي بعد أن توقفت عن إجباره على مراقصتها.
التفت إلى روز قائلا :"والدتي تحب الرقص كثيرا ..." توقفت عن الكلام فجأة بعد أن وجدتُ تلك الابتسامة الصغيرة التي أعرفها جيدًا على وجهها، تلك الابتسامة التي كانت تعني أنها تخطط لشيء ما.
سألت باستغرب:" ماذا بكِ ؟ "
وضعت يدها في جيبها وأخرجت شيئًا صغيرًا ملفوفًا. كان خاتمًا ورقيًا، مصنوعًا من قطعة ورق رمادية كانت قد طوتها بعناية.
أ صنعتها قبل أن تأتي إلى هنا ؟
لم تقل شيئًا حينها، فقط نظرت في عيني وأخذت يدي بين خاصتها ، و هذا قد جعلني ألاحظ دقات قلبها المتسارعة التي كانت تنبض في كفها الذي أمسكته بيدي، ثم بلطف، وضعت الخاتم في بنصري.
لم يكن هناك كلمات، فقط ذلك الشعور العميق الذي اختلج في صدري.
كنت أبتسم، ولكن بداخلي، كان هناك دوامة من المشاعر. ذلك الخاتم البسيط، على الرغم من تواضعه، حمل معنى أكبر من أي شيء آخر.
قلت بمزاح و أنا أنظر إليها بحب"أ تطلبين يدي للزواج أم ماذا ؟ عليكِ أن تسألي والدتي أولا ، هي لن تقبل أن تشاركيها ابنها أبدا"
ضحكت برقة، لأضيف بصوت عال " أليس كذلك يا أمي " لكنها أسكتتني بسرعة بيدها التي وضعتها على فمي.
عضضت يدها بعد أن أطالت وضعها بفمي لتصرخ بصوت عال نسبيا " ااأااي ، أ جننت ؟ "
جررتها في لحظة غفلتها لأجلسها على حجري ، و نحن نكمل محادثتنا السابقة بينما أدخل خصلات شعرها خلف أذنها " لو أني تقدمتُ لكِ بخاتم ورقي ، أ كنت ستقبلين ؟ "
رفعت حاجبها بتكبر قائلا " أ جننت لأفعل ذلك ؟" راقبتها باستمتاع و أنا موقن كيقين أن اسمي جوش أنها كانت ستفعل ...
سألت مجددا و أنا أفرد يدي أمام وجهنا لأريها الخاتم " كم من الوقت أخذت حتى استطعت صنعه بهذه المهارة ، فعلى حسب ما أخبرتني به ، فأنتِ سيئة للغاية في كل شيء يتعلق بالأعمال اليدوية"
جالت بأنظارها بعيدا عني مجيبة " كلا ، أنهيته في حوالي خمس دقائق "
"متأكد أنكِ فعلتِ "
رفعتُ يدها بعد ذلك أدعوها للرقص برفقتي لترفض بلباقة لكني أصررت عليها ، لتستقيم بعدها و هي تتطوق بيداها عنقي .
كنت أنظر إلى عيناها و نحن نرقص على أنغام أغنية ما ، لكنها كانت تبدو أكثر خجلا من المعتاد ... ربما لأن الجميع قد بدأو يتغامزون فيما بينهم بخصوصنا.
يتبع ...

أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز