أصبحنا بعد ذلك اليوم أكثر قربا عما كنا عليه ، فها هي الآن ترسل إلي الأغاني المفضلة إليها ، لذا أنا مشغول الآن بوضعها في قائمة الأغاني الخاصة بي ...
أرسلتُ إليها أيضا الأغاني التي أفضلها و قد استمرت بعد ذلك في السخرية من ذوقي الموسيقي العشوائي ... لكني دافعت على نفسي قائلا بأن هذا يرجع إلى مزاجيتي المتغيرة.
في الحقيقة ، شعرت بأني بدأت أكتشف مدى روعة ذوقها و كيف أن كل أغنية ترسلها تحمل جزءا من شخصيتها و أحاسيسها
إنها فقط فريدة من نوعها ، فلا أعتقد أن هناك شخص ضمن جيل زي يستمع إلى أغاني الجاز غيرها ، و هذا يجعلها أكثر تميزا في عيني ...
لقد وجدت نفسي متعلقا بكل ما تحبه ...
بعدها بأيام الأيام ، اضطررت للسفر إلى مزرعتي لمدة أسبوع بسبب مرض والدي المفاجئ ، لذا تناقص حديثنا أكثر من أي وقت مضى ، و قد صرنا نكتفي بالسؤال على أحوال بعضنا البعض فقط.
و قد فاجأتني في أحد المرات باتصالها بي حوالي التاسعة مساء ، هندمت نفسي قليلا ثم فتحت الكاميرا الخاصة بي مجيبا على مكالمة الفيديو تلك.
قابلني منظرها و هي تجلس مربعة قدميها على سريرها البسيط ، شعرها مجموع على شكل كعكة مهملة و قد لاحظت أيضا أنها كانت ترتدي نظاراتها الخاصة بالقراءة ...
لم تتكلف في مظهرها بل كانت طبيعية تماما، حتى البيئة المحيطة بها كانت بسيطة أيضا ، مع خلفية تحمل رفوف كتبها و إناء يحمل الزهور التي أهديتها إياها في اليوم العالمي للمرأة.
"مرحبا " قالت بابتسامة
" أهلا، كيف حالكِ ؟ "
ملامحها تلك قد كانت تثقب الشاشة و هي تحاول دراسة تعابير وجهي" بخير، ماذا عنكَ ؟ " رغم محاولاتها في إخفاء قلقها علي ،لكني استطعت رؤية ذلك.
قهقهت بخفة و أنا أقول " لم أشعر بالغرابة الآن ؟ "
شاركتني الضحك قائلة " ربما لأن هذه أول مرة ، نتحدث هكذا"
لا أصدق أنها تبدو متألقة هكذا حتى في ملابسها المنزلية.
أجبت " معكِ حق "
اقتربت من الشاشة و هي تسأل" إذا كيف كان يومك ؟ "
" جيد ، ماذا عنكِ"
قالت بنبرة ساخرة" سيء كالعادة ليس الجميع مثلك يا سيد محب عمله "
قهقهت بخفة " أنتِ تجعلينني أندم على إخباركِ ، أ لن تتوقفي عن السخرية مني بخصوص هذا ؟ "
ردت " كلا ، لن أفعل" عم الصمت للحظات لتسأل مجددا بحدية " أ حقا أنتَ بخير ؟ "
بادلتها النظر طويلا لأجيب " أنا كذلك ، أشكرك على السؤال "
همهمت بتفهم لتسأل بفضول : " أخبرني ما هي أغنيتك المفضلة "
عكرت حاجباي باستغراب من سؤالها العشوائي" لا أستطيع اختيار واحدة "
" فلتخترها هيا "
" حسنا ، something like olivia ، ل John Mayer"
شاهدتها بعد ذلك و هي تتجه نحو قيثارها بحماس. أمسكته بمهارة ثم بدأت تعزف الألحان التي أحبها بلطف، لم يكن عزفها دقيقا و جميلا فقط بل كان مليئا بالشغف و الأحاسيس أيضا ...
الآن أملك سببا آخر يجعلني أحب الأغنية ، فهي تملك صوتا رائعا للغاية. ...
عندما انتهت من ذلك ، عم الصمت بيننا للحظات و السبب هو التأثير الذي أحدثه أدائها ، و قد كنت ممتنا للغاية لهذه اللحظة المميزة التي منحتني إياها .
استمررت بطلب أغاني أخرى إلى أن آلمتها أصابعها ، و قد قبلت أن تتوقف عن ذلك شريطة أن تعزف أمامي في المرة القادمة حين أعود إلى **** .
اليوم رأيت كيف كانت تبذل جهدا كبيرا لتجعلني سعيدا
أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز