22

11 7 0
                                    

أصبحنا بعد ذلك اليوم أكثر قربا عما كنا عليه ، فها هي الآن ترسل إلي الأغاني المفضلة إليها ، لذا أنا مشغول الآن بوضعها في قائمة الأغاني الخاصة بي ...

أرسلتُ إليها أيضا الأغاني التي أفضلها و قد استمرت بعد ذلك في السخرية من ذوقي الموسيقي العشوائي ... لكني دافعت على نفسي قائلا بأن هذا يرجع إلى مزاجيتي المتغيرة.

في الحقيقة ، شعرت بأني بدأت أكتشف مدى روعة ذوقها و كيف أن كل أغنية ترسلها تحمل جزءا من شخصيتها و أحاسيسها

إنها فقط فريدة من نوعها ، فلا أعتقد أن هناك شخص ضمن جيل زي يستمع إلى أغاني الجاز غيرها ، و هذا يجعلها أكثر تميزا في عيني ...

لقد وجدت نفسي متعلقا بكل ما تحبه ...

بعدها بأيام الأيام ، اضطررت للسفر إلى مزرعتي لمدة أسبوع بسبب مرض والدي المفاجئ ، لذا تناقص حديثنا أكثر من أي وقت مضى ، و قد صرنا نكتفي بالسؤال على أحوال بعضنا البعض فقط.

و قد فاجأتني في أحد المرات باتصالها بي حوالي التاسعة مساء ، هندمت نفسي قليلا ثم فتحت الكاميرا الخاصة بي مجيبا على مكالمة الفيديو تلك.

قابلني منظرها و هي تجلس مربعة قدميها على سريرها البسيط ، شعرها مجموع على شكل كعكة مهملة و قد لاحظت أيضا أنها كانت ترتدي نظاراتها الخاصة بالقراءة ...

لم تتكلف في مظهرها بل كانت طبيعية تماما، حتى البيئة المحيطة بها كانت بسيطة أيضا ، مع خلفية تحمل رفوف كتبها و إناء يحمل الزهور التي أهديتها إياها في اليوم العالمي للمرأة.

"مرحبا " قالت بابتسامة

" أهلا، كيف حالكِ ؟ "

ملامحها تلك قد كانت تثقب الشاشة و هي تحاول دراسة تعابير وجهي" بخير، ماذا عنكَ ؟ " رغم محاولاتها في إخفاء قلقها علي ،لكني استطعت رؤية ذلك.

قهقهت بخفة و أنا أقول " لم أشعر بالغرابة الآن ؟ "

شاركتني الضحك قائلة " ربما لأن هذه أول مرة ، نتحدث هكذا"

لا أصدق أنها تبدو متألقة هكذا حتى في ملابسها المنزلية.

أجبت " معكِ حق "

اقتربت من الشاشة و هي تسأل" إذا كيف كان يومك ؟ "

" جيد ، ماذا عنكِ"

قالت بنبرة ساخرة" سيء كالعادة ليس الجميع مثلك يا سيد محب عمله "

قهقهت بخفة " أنتِ تجعلينني أندم على إخباركِ ، أ لن تتوقفي عن السخرية مني بخصوص هذا ؟ "

ردت " كلا ، لن أفعل" عم الصمت للحظات لتسأل مجددا بحدية " أ حقا أنتَ بخير ؟ "

بادلتها النظر طويلا لأجيب " أنا كذلك ، أشكرك على السؤال "

همهمت بتفهم لتسأل بفضول : " أخبرني ما هي أغنيتك المفضلة "

عكرت حاجباي باستغراب من سؤالها العشوائي" لا أستطيع اختيار واحدة "

" فلتخترها هيا "

" حسنا ، something like olivia ، ل John Mayer"

شاهدتها بعد ذلك و هي تتجه نحو قيثارها بحماس. أمسكته بمهارة ثم بدأت تعزف الألحان التي أحبها بلطف، لم يكن عزفها دقيقا و جميلا فقط بل كان مليئا بالشغف و الأحاسيس أيضا ...

الآن أملك سببا آخر يجعلني أحب الأغنية ، فهي تملك صوتا رائعا للغاية. ...

عندما انتهت من ذلك ، عم الصمت بيننا للحظات و السبب هو التأثير الذي أحدثه أدائها ، و قد كنت ممتنا للغاية لهذه اللحظة المميزة التي منحتني إياها .

استمررت بطلب أغاني أخرى إلى أن آلمتها أصابعها ، و قد قبلت أن تتوقف عن ذلك شريطة أن تعزف أمامي في المرة القادمة حين أعود إلى **** .

اليوم رأيت كيف كانت تبذل جهدا كبيرا لتجعلني سعيدا

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن