لقد استطعنا التقرب من بعضنا البعض كثيرا، و أكثر شيء ساعد في ذلك هو ذوقنا المشترك في الكتب .
فقد صرنا نتبادل كتبنا بعد ذلك ثم نتناقش حول المواضيع التي تعالجها لأوقات طويلة ، و هذا بقدر ما أسعد زملائي و رئيسة عملي الذين كانوا يعلمون بحقيقة مشاعري اتجاهها بقدر ما جعلهم ينزعجون من أحاديثنا الطويلة التي لا تنتهي.
فقد صرت أتلقى توبيخا على إهمالي الزبائن و اهتمامي الكبير بها ، إنهم لا يدركون أنها ليست أي زبونة ، بل أنا لا أعتبرها زبونة حتى ...
لقد سعدت بكلماتها في أحد المرات و هي تريح وجهها على راحة يدها بينما تراقبني ،
" أ تدرك أني في بعض الأحيان ، آتي للمقهى فقط لأدردش معكَ ، أحب خوض حديث عميق معك
... أشعر و كأني أحادث نفسي "كلماتها هذه قد جعلتني أتشجع لأن أعترف لها بذاك الوقت لكن رنين هاتفها قد قاطع حديثنا
" مرحبا "
" أجل "
ابتهجت ملامحها بسعادة ثم أجابت بعيون لامعة
" حقا أنتَ هنا ، انتظرني أنا قادمة إليكَ "
" أعتذر يا جوش على مقاطعتك ، لكن حبيبي ينتظرني أمام المقهى ، فلتكمل كلامكَ أنا أسمعك "
زيفت ابتسامة بصعوبة و أنا أجيب
" لا بأس حبيبكِ ينتظركِ ، لا تجعليه ينتظرُ طويلا "
نفت بكلا و هي ترد قائلة
" لا بأس بذلك ، لن يموت إن انتظر دقائق قليلة "
" فلتذهبي يا روز ، فقد نسيت ما كنتُ أود قوله"
راقبتني باستغراب ثم استقامت تتجه نحو الباب بعد أن ودعتني بسرعة ،
جلست هناك في تلك الزاوية وحيدا ، في نفس المكان الذي كانت تجلس فيه ، شاردا في اللاشيء و أنا أتحسس حواف الكوب الفارغ الذي حضرته بعناية لها.
لماذا أشعر بقلبي ينقبض بهذه الطريقة ، و كأنه يتم تمزيقه إلى أشلاء.
ربما لم أكن لأشعر بهذه الطريقة لو لم نتقرب من بعضنا في هذه الأسابيع الأخيرة ، فقد رفعت سقف آمالي عاليا بسبب ذلك ، و ها أنا ذا أحاول استجماع ركامي بعد أن ارتطمت بأرض الواقع بقوة.
أرحت وجهي على راحتي يداي المثبتتين على فخداي ، من يراني الآن سيخال أني فقدت عزيزا و أنا الآن أقيم حدادا عليه ... أجل حداد حبي المثير للشفقة.
كيف يمكن لشخص أن يكون مصدر سعادة و حزن في آن واحد ؟
أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز