8

15 6 3
                                    

لقد استطعنا التقرب من بعضنا البعض كثيرا، و أكثر شيء ساعد في ذلك هو ذوقنا المشترك في الكتب .

فقد صرنا نتبادل كتبنا بعد ذلك ثم نتناقش حول المواضيع التي تعالجها لأوقات طويلة ، و هذا بقدر ما أسعد زملائي و رئيسة عملي الذين كانوا يعلمون بحقيقة مشاعري اتجاهها بقدر ما جعلهم ينزعجون من أحاديثنا الطويلة التي لا تنتهي.

فقد صرت أتلقى توبيخا على إهمالي الزبائن و اهتمامي الكبير بها ، إنهم لا يدركون أنها ليست أي زبونة ، بل أنا لا أعتبرها زبونة حتى ...

لقد سعدت بكلماتها في أحد المرات و هي تريح وجهها على راحة يدها بينما تراقبني ،

" أ تدرك أني في بعض الأحيان ، آتي للمقهى فقط لأدردش معكَ ، أحب خوض حديث عميق معك
... أشعر و كأني أحادث نفسي "

كلماتها هذه قد جعلتني أتشجع لأن أعترف لها بذاك الوقت لكن رنين هاتفها قد قاطع حديثنا

" مرحبا "

" أجل "

ابتهجت ملامحها بسعادة ثم أجابت بعيون لامعة

" حقا أنتَ هنا ، انتظرني أنا قادمة إليكَ "

" أعتذر يا جوش على مقاطعتك ، لكن حبيبي ينتظرني أمام المقهى ، فلتكمل كلامكَ أنا أسمعك "

زيفت ابتسامة بصعوبة و أنا أجيب

" لا بأس حبيبكِ ينتظركِ ، لا تجعليه ينتظرُ طويلا "

نفت بكلا و هي ترد قائلة

" لا بأس بذلك ، لن يموت إن انتظر دقائق قليلة "

" فلتذهبي يا روز ، فقد نسيت ما كنتُ أود قوله"

راقبتني باستغراب ثم استقامت تتجه نحو الباب بعد أن ودعتني بسرعة ،

جلست هناك في تلك الزاوية وحيدا ، في نفس المكان الذي كانت تجلس فيه ، شاردا في اللاشيء و أنا أتحسس حواف الكوب الفارغ الذي حضرته بعناية لها.

لماذا أشعر بقلبي ينقبض بهذه الطريقة ، و كأنه يتم تمزيقه إلى أشلاء.

ربما لم أكن لأشعر بهذه الطريقة لو لم نتقرب من بعضنا في هذه الأسابيع الأخيرة ، فقد رفعت سقف آمالي عاليا بسبب ذلك ، و ها أنا ذا أحاول استجماع ركامي بعد أن ارتطمت بأرض الواقع بقوة.

أرحت وجهي على راحتي يداي المثبتتين على فخداي ، من يراني الآن سيخال أني فقدت عزيزا و أنا الآن أقيم حدادا عليه  ... أجل حداد حبي المثير للشفقة.

كيف يمكن لشخص أن يكون مصدر سعادة و حزن في آن واحد ؟

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن