9

15 6 2
                                    

أنا لم أعد أتواصل معها كثيرا بعد ذلك اليوم ، رغم أننا لم نعش أي شيء معا و لم تلمح لي أبدا أنها تحمل مشاعرا اتجاهي، لكني مع ذلك شعرت بالخيانة من طرفها ، و لا أدري لم ؟

لقد أخذت إجازة مرضية من عملي ، لأني لا أشعر أني في حالة تسمح لي بتزييف تصرفاتي و تصنع أن كل شيء على ما يرام ، و أيضا لأني لا أريد رؤيتها .

لكن المدهش في الأمر أنها أتت لجامعتي و هي تبحث عني لأنها لم تستطع التواصل معي في الأيام الأخيرة و هذا قد جعلني أشعر بالاستغراب قليلا ، و لا أنكر أن جانبا مني لم يكره ذلك أبدا ، لكني ذكرت نفسي سريعا أن علي التخلص من مشاعري هذه ، فلم أربح منها أي شيء سوى الشقاء .

لقد وَجَدَتني أخيرا و أنا أتبادل أطراف الحديث مع كاثرين عن أحد الكتب ، لتقاطعنا و هي تلقي التحية ببشاشة ، و قد كانت تبدو و كأنها قد أخذت وقتا طويلا في البحث عني .

"مرحبا ، أرجو أن لا أكون قد قاطعتكم "

نفيتُ بكلا و أنا ألاحظ نظرات الجميع إلينا و تهامسهم الذي أكاد أسمعه ، لأودع كاثرين بعجلة و أنا أعلمها بأن تتصل بي لاحقا.

اتجهنا نحو سيارتها لأسألها في طريقنا نحوها

"أ يعلم حبيبكِ بأنكِ هنا ؟ "

عكرت حاجبيها باستغراب قائلة

" لمَ تسأل ؟ أ هناك قانون يجبرني على إخباره أم ماذا ؟ "

" أعني فكرت في أنه ربما لن يحبذ فكرة تجولكِ مع أحد آخر "

" لستَ أي أحدٍ "

لا أدري حقا متى سأتوقف عن تفسير معنى كلامها على نحو آخر ، أعلم أنها تقصد أنني لست شخصا غريبا لا أقل و لا أكثر ...

لتضيف بعدها

" أنا و راستن لا نتدخل في حياة بعضنا لهذه الدرجة، أعني لا يحق لي أن آمره بأن يقطع علاقته بأحد اصدقائه و لا هو كذلك "

همهمتُ بتفهم لتسأل مجددا

"لهذا اختفيتَ طوال الأسبوع الماضي و قطعتَ جميع اتصالاتك بي"

ابتسمت بإحراج و أنا أحاول إيجاد ذريعة ما ، لتكمل بعد أن توقفنا أمام سيارتها

" أو ربما لأنكَ وجدتَ رفيقة قراءةٍ أفضل مني ، ما العمل الآن أنا أشعر بالغيرة "

قهقهتُ بخفة وأنا أنفي بكلا

" ليس عليكِ الشعور بذلك ، فأنتِ أفضل صديقة حصلت عليها حتى الآن، صدقيني "

أدخلت خصلات شعرها خلف أذنها و هي تبتسم بإطراء

" و أنت الصديق الوحيد الذي أملكه لحد الآن ، لذا لا تحاول قطع صلتك بي مجددا ... "

سألت بفضول "لم ؟"

ردت بسخرية:"ببساطة لأن معتقداتي لا تسر الجميع "

أشارت لأن أركب سيارتها لكني نفيت بكلا

" لقد أحضرت دراجتي النارية لا أود تركها هنا "

ضيقت عيناها و هي تعقد يداها فوق صدرها

" متأكد أنها دراجتك النارية ، أنتَ لا تحاولُ التهرب مني بسبب تلك الحادثة الطفيفة التي سبق و أن أخبرتكَ عنها "

أضحكتني ملامحها الممتعضة تلك بشدة لأجيبها بنبرة جادة تخفي سخرية بداخلها

" بخصوص تلك الحادثة أنا موقن أنه من اصطدم بكِ ، و إلا فأنتِ تقودين بشكل جيد "

أدخلت خصلات شعرها خلف أذنها ، عادتها حين تتلقى إطراء

" أخيرا شخص يتفوه بالحقيقة بدون أي تحيز جنسي "

قهقهنا معا على سخافتنا ثم اتجه كل واحد منا إلى وجهته
.
.
.
.
.

أحسست بالنهاية منذ البداية ، لكني رغم ذلك أردت المضي في ذلك الطريق ، تشبثت بأمل أن ينصفني الحظ معها أنا الذي لم يحالفني الحظ سابقا ، في نهاية المطاف لقد كانت لي في أحلامي فقط.

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن