أنا لم أعد أتواصل معها كثيرا بعد ذلك اليوم ، رغم أننا لم نعش أي شيء معا و لم تلمح لي أبدا أنها تحمل مشاعرا اتجاهي، لكني مع ذلك شعرت بالخيانة من طرفها ، و لا أدري لم ؟
لقد أخذت إجازة مرضية من عملي ، لأني لا أشعر أني في حالة تسمح لي بتزييف تصرفاتي و تصنع أن كل شيء على ما يرام ، و أيضا لأني لا أريد رؤيتها .
لكن المدهش في الأمر أنها أتت لجامعتي و هي تبحث عني لأنها لم تستطع التواصل معي في الأيام الأخيرة و هذا قد جعلني أشعر بالاستغراب قليلا ، و لا أنكر أن جانبا مني لم يكره ذلك أبدا ، لكني ذكرت نفسي سريعا أن علي التخلص من مشاعري هذه ، فلم أربح منها أي شيء سوى الشقاء .
لقد وَجَدَتني أخيرا و أنا أتبادل أطراف الحديث مع كاثرين عن أحد الكتب ، لتقاطعنا و هي تلقي التحية ببشاشة ، و قد كانت تبدو و كأنها قد أخذت وقتا طويلا في البحث عني .
"مرحبا ، أرجو أن لا أكون قد قاطعتكم "
نفيتُ بكلا و أنا ألاحظ نظرات الجميع إلينا و تهامسهم الذي أكاد أسمعه ، لأودع كاثرين بعجلة و أنا أعلمها بأن تتصل بي لاحقا.
اتجهنا نحو سيارتها لأسألها في طريقنا نحوها
"أ يعلم حبيبكِ بأنكِ هنا ؟ "
عكرت حاجبيها باستغراب قائلة
" لمَ تسأل ؟ أ هناك قانون يجبرني على إخباره أم ماذا ؟ "
" أعني فكرت في أنه ربما لن يحبذ فكرة تجولكِ مع أحد آخر "
" لستَ أي أحدٍ "
لا أدري حقا متى سأتوقف عن تفسير معنى كلامها على نحو آخر ، أعلم أنها تقصد أنني لست شخصا غريبا لا أقل و لا أكثر ...
لتضيف بعدها
" أنا و راستن لا نتدخل في حياة بعضنا لهذه الدرجة، أعني لا يحق لي أن آمره بأن يقطع علاقته بأحد اصدقائه و لا هو كذلك "
همهمتُ بتفهم لتسأل مجددا
"لهذا اختفيتَ طوال الأسبوع الماضي و قطعتَ جميع اتصالاتك بي"
ابتسمت بإحراج و أنا أحاول إيجاد ذريعة ما ، لتكمل بعد أن توقفنا أمام سيارتها
" أو ربما لأنكَ وجدتَ رفيقة قراءةٍ أفضل مني ، ما العمل الآن أنا أشعر بالغيرة "
قهقهتُ بخفة وأنا أنفي بكلا
" ليس عليكِ الشعور بذلك ، فأنتِ أفضل صديقة حصلت عليها حتى الآن، صدقيني "
أدخلت خصلات شعرها خلف أذنها و هي تبتسم بإطراء
" و أنت الصديق الوحيد الذي أملكه لحد الآن ، لذا لا تحاول قطع صلتك بي مجددا ... "
سألت بفضول "لم ؟"
ردت بسخرية:"ببساطة لأن معتقداتي لا تسر الجميع "
أشارت لأن أركب سيارتها لكني نفيت بكلا
" لقد أحضرت دراجتي النارية لا أود تركها هنا "
ضيقت عيناها و هي تعقد يداها فوق صدرها
" متأكد أنها دراجتك النارية ، أنتَ لا تحاولُ التهرب مني بسبب تلك الحادثة الطفيفة التي سبق و أن أخبرتكَ عنها "
أضحكتني ملامحها الممتعضة تلك بشدة لأجيبها بنبرة جادة تخفي سخرية بداخلها
" بخصوص تلك الحادثة أنا موقن أنه من اصطدم بكِ ، و إلا فأنتِ تقودين بشكل جيد "
أدخلت خصلات شعرها خلف أذنها ، عادتها حين تتلقى إطراء
" أخيرا شخص يتفوه بالحقيقة بدون أي تحيز جنسي "
قهقهنا معا على سخافتنا ثم اتجه كل واحد منا إلى وجهته
.
.
.
.
.أحسست بالنهاية منذ البداية ، لكني رغم ذلك أردت المضي في ذلك الطريق ، تشبثت بأمل أن ينصفني الحظ معها أنا الذي لم يحالفني الحظ سابقا ، في نهاية المطاف لقد كانت لي في أحلامي فقط.
أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز