24

26 6 1
                                    

توقفت بدراجتي النارية بعد أن وصلت إلى الجامعة ، خلعت خوذتي ثم استعددت للاتجاه نحو قاعة الدرس ، لكن رنين هاتفي باسم 'وردتي' قد أوقفني عن ذلك.

ألقيت التحية قائلا" مرحبا"

" أهلا ، كيف حالكَ؟"

" جيد ، و أنتِ"

أنا أيضا ، آمل أن لا أكون قد قاطعت حصتك "

" كلا ، أنا الآن في طريقي نحو قاعة الدرس"

همهمت بتفهم لتضيف"اتصلت فقط لأشكرك على كوب القهوة الذي أرسلته إلي ، شكرا لك ، أحببت الزهور المرسومة في الكوب "

" أنا من رسمها "

" حقا ! أنتَ لا تكذب، صحيح "

" كلا  " صمتت للحظات و أنا أشير لكاثرين التي تلوح لي  بأن تسبقني أولا في الدخول "  روز ، أنا آسف لكن الحصة على وشك البدأ ،أ يمكنني الاتصال بكِ لاحقا ؟"

" لا بأس ، إلى اللقاء "

مرت الساعات بلمح البصر بسبب تركيزي الشديد مع الدكتور ، ليرن الجرس معلنا عن نهاية الحصة ... استقمت و أنا أجمع أشيائي بسرعة خشية أن ألاقي أحد مهارفي فأنا الآن لا أملك أي طاقة للحديث إلى أي أحد ، عدا عزيزتي روز طبعا "

حملت هاتفي و أنا أعيد الاتصال بها ، لكنها لم تجب... يبدو أنها مشغولة بعملها.

خرجت نحو فناء الجامعة لأجدها هناك و هي تنتظرني بابتسامة مشرقة ...

" لم أكن أتوقع قدومك " قلت و أنا أحضنها جانبيا

" لستَ الوحيد الذي تجيد الزيارات المفاجئة" قهقهت و هي تخلع نظاراتها الشمسية " كيف كان الدرس ، أ استفدت جيدا ؟ "

همهمت بتفكير " في الحقيقة ، ليس كثيرا ، فلا أدري عقلي يظل يفكر بإحداهن طوال هذه الوقت "

تحسست خديها المحمرتين بخجل و هي تقول " توقف عن التحدث بهذه الطريقة، أنتَ تحرجني "

قهقهت بخفة ساخرا:" من قال أني أقصدكِ ، بالطبع لستِ الفتاة الوحيدة التي أعرفها "

انمحت تعابيرها تلك للحظات ثم أجابت ببرود " أيا يكن ، أتيت لآخذك لتناول طعام الغذاء هذه المرة ؟"

كنت أتجه إلى دراجتي النارية لتوقفني " كلا ، سآخذك بسيارتي "

كنت مستعدا لأبدي اعتراضي مجددا لكنها قاطعتني " لا بأس ، سأعيدك إلى هنا لتحضر دراجتك  "

--------------

كنا نجلس معًا في ذلك المطعم القريب من الجامعة ، نستمتع بلحظة هدوء وسط زحمة هذا اليوم الموتر. كانت هي تتحدث بحماس عن مشروعها الجديد الذي تود أن تبدأه وكنت أشعر بالفخر بها كالعادة.

طلبت استشارتي بخصوص افتتاح محل لبيع الزهور ، و قد وافقت فكرتها بشدة ... فهذا المشروع يناسبها كثيرا.

ثم فجأة، تغير كل شيء. وصلتها رسالة نصية و هي في وسط الحديث عن نوع الورود الذي ستقوم ببيعه . و قد لاحظت جيدا كيف أن ملامح وجهها تبدلت في لحظة وكأن شيئًا انطفأ بداخلها.

نظرت إلى الهاتف بتجهم،ثم نهضت بسرعة، وكأن شيئًا كان يشتعل بداخلها. سألتها ما الأمر، لكنها بالكاد كانت تسمعني.

"لقد أخذ كل شيء..." قالت بصوت منخفض

"ماذا تقصدين؟" سألتها و أنا أحاول إجهاض إحساس الذعر الذي انتابني من حالتها تلك، لكنها كانت قد بدأت تتحرك بالفعل، مصممة على الذهاب إليه. أدركت بسرعة ما تعنيه بعد أن ناولتني هاتفها.

حبيبها السابق قد سرق كل الأموال من حسابهما المشترك. "روز، توقفي!" ناديتها وأنا ألحق بها، محاولًا تهدئتها. "لا فائدة في مواجهته الآن، سيتحول الأمر إلى مشكلة أكبر إن فعلتِ."

لكنها استدارت نحوي بحدة وعينيها ممتلئتين بالغضب . "جوش! أنتَ لا تفهم ، لستُ شخصا يخاف المواجهة مثلك لذا  توقف عن محاولة إيقافي "

توسعت عيناي بصدمة و أنا أراقب ابتعادها عني بعد أن دفعتني بعييدا عنها .

شعرت بالعجز في تلك اللحظة ، رغم أن كل ما كنت أريده حينها هو فقط حمايتها ، ربما هي ليست بحاجة إلى ذلك ، ربما هي بحاجة إلى شيء آخر، شيء لم أكن قادرًا على تقديمه في تلك اللحظة.

"جوش عليكَ أن تحميها حتى و لو كان هذا من نفسها " قلت في نفسي ثم اتجهت نحوها و أنا أحملها على غفلة منها ،لتصرخ بوجهي بقوة : " ماذا تفعل ؟ أنزلني الآن "

" أ لا تفهم أني لا أريدكَ ، لم و **** تلتصق بي بهذه الطريقة " حاولت تجاهل كل الكلام الجارح الذي كانت تتفوه به لكن آخر ما قالته كان القطرة الأخيرة التي أفاضت الكأس.

وضعتها أرضا و أنا أصرخ بوجهها " توقفي عن هذا ؟ حسنا لقد فهمت ، حبيبك السابق قد سرق مالك ، أتفهم موقفك جيدا ، لكن هذا لا يعطيك الحق في إهانتي "

تنفست بعمق ثم أكمل "حسنا سأفعل ، أعدك أن أعيده إليكِ ، و إلى حين ذلك أنتِ لن تري وجهي بعد الآن ، فلتريحي نفسكِ جيدا "

كان آخر شيء رأيته بعد ذلك هو وجهها المنصدم من تغيري المفاجئ ...

يتبع ...

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن