قد عدت بعد ذلك إلى منزلي بعد أن تحسن حال والدي أكثر ، وقد عادت علاقتي بروز كما كانت عليه ، لكني لا أنكر أني بسببها قد أهملت كل شيء في حياتي ...
في أحد الأيام هي اتصلت بي حوالي التاسعة أو العاشرة تقريبا ، و قد كانت تجهش بالبكاء ...
في ذلك الوقت، كنت لا أزال بالمقهى لذا طلبت من كريس أن يأخذ مكاني هذه المرة ...
هرولت نحو دراجتي النارية في اتجاه العنوان الذي أعطتني إياه خلال مكالمتنا الهاتفية.
كلما اقتربت من المكان كلما شعرت بقلق متزايد اتجاهها لأن صوتها كان سيئا للغاية. وعندما وصلت، وجدتها في حالة من الانهيار، جالسة على الأرض بالقرب من قيثارها الذي كان يبدو متضررًا بشكل واضح.
"ما الذي حدث؟" سألت بقلق بينما كنت أقترب منها.
بصوت متقطع من البكاء، " لا تسألني فأنا أخجل من إخبارك بالسبب " زادت وتيرة دموعها أكثر و هي تنتحب عاليا " أنا حتى أخجل من أني جعلتك تأتي إلى هنا بهذا الوقت ، أنا آسفة للغاية "
اقتربت منها و أنا آخذها بحضني مطبطبا على ظهرها برفق " لا بأس ، لا بأس "
سألتها بهدوء " لديكِ مفاتيح السيارة ؟ "
" كلا ، لم أحضرها معي "
" حسنا ، لا بأس فلنذهب بدراجتي النارية "
أخذتها إلى دراجتي النارية ثم ساعدتها على الركوب برفق ، و قد حاولت أثناء القيادة أن أهدئها بكلامي مطمئنا إياها أن كل شيء سيكون على ما يرام .
توقفت بعدها عند أحد المنتزهات الليليةالقريبة . اتجهنا نحو أحد الكراسي الجانبية تحت الأضواء الخافتة ثم جلسنا بجانب بعضنا البعض و نحن نراقب النافورة التي تقابلنا .
أخذت نفسًا عميقًا، ثم علقت قائلا "أعتقد أن هذا الهدوء سيفيدك قليلا."
أخذت يدها برفق، ثم أضفت، "إذا كان هناك أي شيء تحتاجينه أو تريدين التحدث عنه، أنا هنا للاستماع."
نظرت إليّ بامتنان، وابتسمت قليلاً رغم الحزن الذي لا يزال في عينيها. "شكراً لك على كل شيء يا جوش "
بابتسامة دافئة قلت "كنت أعتقد أننا تجاوزنا هذه الرسميات منذ مدة "
سكن كل شيء للحظات و لم يعد يسمع سوى صوت تدفق مياه النافورة ،لأسألها فجأة بقلق، " ألن تخبريني ماذا حدث معك؟"
تجمدت للحظة، ثم بدأت بصوت مملوء بالحزن، "تشاجرت مع أختي، لأن ابنتها خربت القيثار الخاص بي"
نظرت إليها و علامات استفهام بدأت بالظهور أعلى رأسي " أ تملكين أختا ؟ لم تخبريني بهذا من قبل "
راقبتني بعدم تصديق قائلة " أ أنتَ جاد جوش ؟ أ هذا وقته الآن "
" آسف ، آسف ، لم أقصد " استائت ملامحها مجددا لأسأل " لماذا أتت ؟ "
أصمت نفسي بسرعة قبل أن أكمل الجملة و أننا ألعن نفسي داخليا من عدم لباقتي " أقصد أ أتت لزيارتكم ؟ "
" أعتقد أنها تعيش مشاكلا مع زوجها "
همهت بتفهم " أفهم الآن ، ولكن ماذا حدث بالضبط؟ كيف خربت ابنتها القيثار؟"
أجابت، وهي تحاول السيطرة على دموعها، "كانت تعبث به حين كنت في الحمام و بغير قصد هي مزقت أوتارها القيثار . لا زالت صغيرة، أدرك ذلك جيدا لكني انفجرت بوجهها من غضبي ... و أختي قد جرحتني بكلامها و هي تدافع عن ابنتها."
كانت جملها غير مترابطة أبدا لكني استطعت فهم ما تقول ثم أضافت و هي تبدأ بالنحيب مجددا
"قالت أن علي التغيير من طبيعتي العدوانية هذه ، و إلا فكل رجل سأعرفه بالمستقبل سيهرب مني كما فعل راستن "
أجبتها بنبرة مريحة و أنا أطبطب على كتفها "أنا آسف جدًا لسماع ذلك. يبدو أن الوضع كان صعبًا جدًا بالنسبة لك ... هل هناك أي شيء يمكنني فعله لمساعدتك على التحسن ؟"
أجابت، "لا أدري، أشعر أن الأمور خرجت عن السيطرة."
قلت بهدوء "سنجد طريقة لحل المشكلة، يمكننا إصلاح القيثار إذا كان ذلك ممكنًا. تذكرت الآن ، انا أملك صديقا يجيد إصلاح أي شيء ."
" أ يمكنه إصلاحي إذا ؟" سألت بمزاح
" كلا ، هذه مهمتي "
بدأت تهدأ ببطء، لتنظر إلي فجأة و هي تمسح دموعها العالقة برموشها الطويلة : " لماذا تتصرف معي بهذه الطريقة ؟ "
نظرت إلى رماديتيها مطولا ثم أجبت" لأني أهتم بكِ بصدق "
ردت بهدوء" لا أعتقد أني أستحق كل ما تفعله لأجلي "
" بل تستحقين الأفضل دوما "
يتبع...

أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Krótkie Opowiadaniaأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز