26

25 6 0
                                    

اليوم كان عيد ميلادها ، و قد استطعت معرفة هذا من حسابها الخاص على الفايسبوك ...

كنت أعلم أنها ستحتفل به رفقة عائلتها فقط ، لأنها لازالت لا تستطيع مواجهة الأشخاص الذين سبق و أن دعتهم إلى حفل زفافها الملغي.

هي قد دعتني لكني قد اعتذرت منها مسبقا ، لأنني الآن برفقة والدي، كان صوتها يبدو حزينا لأني لن أستطيع الحضور لكنها اكتفت بإخبارني أنه سنعيد الاحتفال به مجددا حين يتحسن حال والدي ثم فصلت الخط.

ابتسمت بخفة و أنا أتذكر الهدية التي ستصل غي ليلة عيد ميلادها ؛ قيثار أنثوي الشكل مخصص بتصميم فني أنيق.

لقد اخترت نموذجًا يتناسب مع ذوقها الخاص  وأوصيتهم بإضافة بعض التفاصيل المعينة مثل نقش اسمها و رسالة قصيرة لها على ظهر القيثار.

أخذت لها أيضا مذكرة موسيقية أنيقة  لتدون فيها الأفكار والألحان الموسيقية إن أرادت أن تجرب كتابة الأغاني في يوم ما . ثم أضفت داخلها بطاقة تهنئة مكتوبة بخط يدي.

{" إلى عزيزتي روز

في يوم ميلادك، أردت أن أهديك شيئًا يعبر عن جمال روحك وقدرتك على الإبداع. هذه المذكرة الموسيقية هي دعوة صغيرة لاستكشاف أفكارك و شغفك الخاص، و لتكتبي فيها ألحان الحياة التي تستحقين أن تعيشيها.

أتمنى لك عامًا مليئًا بالتجارب الجميلة واللحظات السعيدة، و أن تجدي دائمًا السعادة في الأشياء التي تحبينها. عيد ميلاد سعيد

بحب كبير،
"جوش".  }

------++

كنت أشاهد أفلام الكرتون رفقة شقيقي الأصغر ليقاطعني عن ذلك صوت رنين هاتفي باسمها ، لأجيب و أنا أحاول إخفاء تعابير وجهي عن والدتي ، فأنا متأكد أنها ستسيء الظن مجددا ...

" مرحبا " قلت بصوت متردد و أنا أراقب رد فعل والدتي من زاوية عيني ، ثم استقمت بعدها متجها نحو الخارج.

جاء صوت روز من الطرف الآخر و هي تتنتحب بقوة " أنا لن أسامحك أبدا ، لقد جعلتني أبكي في ليلة عيد ميلادي "

قهقهت بخفة و أنا أغلق باب المنزل بلطف " أعجبتك الهدية ؟ "

جففت أنفها مجيبة " أنا لا أستطيع وصف مدى روعتها ، القيثار رائع للغاية و النقش ، لم أكن بانتظار هذا أبدا ، إنها أفضل هدية حصلت عليها طوال حياتي"

" أنا سعيد لأنها أعجبتكِ ، تستحقين كل ما هو جميل "

" أنا حقا أشكرك من أعماق قلبي يا جوش "

فجأة سمعت صوت خطوات تشبه خاصة أمي و هي تقترب إلي ، لذا ودعت روز بلباقة " روز ، سأحادثك لاحقا ، علي الذهاب الآن ، فلتستمتعي بوقتك "

" حسنا ، فلتخبرني في حال عدت إلى هنا "

" وداعا"

أغلقت الهاتف لأجد والدتي ورائي و هي تحدق بي بعيون مليئة بالشك ، لكنني حاولت أن أبدو طبيعيا على قدر الإمكان .

حدقت بي لعدة لحظات، وكأنها تحاول قراءة ما يدور في ذهني. لتقول بلهجة مختلطة بين الحذر والاستفسار: "من كان على الهاتف؟"

أخذت نفسًا عميقًا وحاولت أن أبدو عفويًا قدر الإمكان. "فقط صديقة، أرادت أن تشكرني على هدية عيد ميلادها."

لم تبدُ مقتنعة تمامًا، لكنني رأيت كيف تغيرت ملامحها من الشك إلى الفضول. "هدية؟ أي نوع من الهدايا هذه التي تتطلب مكالمة شكر؟"

ابتسمت قليلاً وحاولت أن أُظهر الأمر على أنه عادي. "إنه مجرد قيثار بسيط"

استمر الصمت لبرهة أخرى، قبل أن ترد بتردد: "أرجو فقط أن لا تتطور علاقتكما إلى شيء آخر ، تعلم أني لن أسمح لأي واحدة أن تشاركني بكَ."

اتسعت حدقتاي بصدمة  "تمزحين صحيح ؟"

اتسعت ابتسامتها بخبث، ثم ضحكت بصوت عالٍ و هي تتشبث بي بتملك: "بالطبع أمزح! لكن لا أمانع أن تظل ملكي وحدي لبعض الوقت."

رفعت حاجبي بشيء من السخرية، وقلت بنبرة مرحة: "أرجوك أمي توقفي عن هذا أنا لم أعد صغيرا "

قبلتني على وجنتي بحب " أنتَ ستظل دوما ابني الصغير حتى و إن ابيض شعرك"

عانقتها بقوة :" لا تقلقي ، لا أحد يستطيع أن يأخذني منك بسهولة."

ردت بنظرة مليئة بالدفء والمحبة: "أعلم هذا جيدا عزيزي ، متى ستعرفني بها إذا ؟"

" لا يمكنني ذلك لأنه لم يحدث بيننا أي شيء" أضفت بابتسامة " بعد"

سألت و هي تبتسم باتساع " أ هي جميلة ؟ "

تنهدت بصوت عال و أنا أمسد جهة صدري " أجمل مما تتخيلين "

قهقهت بخفة وهي تربت على شعري" حسنا ، أرجو لكَ حظا موفقا معها "

" أشكرك أمي "

تحسست خدي قائلة " من الجميل رؤيتك تقع في الحب هكذا يا صغيري " ثم عادت إلى المنزل بعد أن أمرتني أن لا أطيل وقوفي هنا حتى لا أتعرض للزكام.

يتبع ...




مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن