عدت بعد أسبوع تماما من ذلك اليوم ، و قد صرنا نتواعد بعد أعربت روز عن رغبتها في ذلك ...رغم أنها لم تقل شيئا بخصوص مشاعرها اتجاهي لكن قرارها بمواعدتي قد كان كافيا بالنسبة لي .
كان اليوم موعدنا الأول ، لذا فكرت في أن نذهب إلى السينما معا ، و ها نحن الآن نخرج من هناك و نحن نتبادل الحديث بمرح عن أحداث الفلم الذي لم ينل إعجابها أبدا.
قلت و أنا أشابك يدها بخاصتي"لا أصدق أنك لم تعجبي بنهاية الفيلم، لم تكن سيئة لهذه الدرجة لا تبالغي!"
تأففت بملل قائلة"آه، لا! لقد كانت مملة للغاية وغير واقعية أبدا . كيف يمكن للبطل أن يتخلى عن كل أملاكه بهذه السهولة لأجلها؟"
ضحكت مجيبا"لأن الحب يجعلك تفعل أشياء مجنونة! مثلي مثلا، أنا كنت سأفعل نفس الشيء لو كنت مكانه."
أشارت لي بإصبعها: "ها! أراهن أنك لم تكن لتفعل ذلك"
تظاهرت بالغضب قائلا: "تشكين في شجاعتي؟ هذا هجوم مباشر على كرامتي!"
ردت بمزاح: "ربما، وربما لا! لكنني متأكدة أنك كنت ستختار الطريق الأسهل."
أمسكت بيدها برفق مجيبا: "إذا كان الطريق الأسهل يقودني إليك، فأنا موافق على ذلك."
نظرت إلي بابتسامة ثم قالت : "حسنًا، كلامك المعسول هذا يشفع لك عن ذوقك السيء في الأفلام."
ضحكنا معا ثم اتجهنا نحو أحد المقاهي لنشرب فنجان قهوة لتقول فجأة " ليتنا ذهبنا إلى المقهى الذي تعمل به ؟ فأنا أشعر برغبة كبيرة في قراءة أحد كتب الشعر على نحو غير عادي"
سألت و أنا أرتشف قهوتي" ما السبب في ذلك ؟"
" هذا سيساعدني على تأليف الأغاني "
همهمت بتفهم واضعة الفنجان على الطاولة ، لتقول فجأة و هي تبتسم باتجاهي" بالمناسبة ، لقد كتبت أغنية "
اتسعت ابتسامتي و أنا أسألها " تمزحين صحيح ؟ "
قهقهت " كلا أنا لا أفعل ، لكني لست راضية عنها بعد ، أعدك أن تكون أول من يسمعها "
ابتسمت بخفة مجيبا" حسنا "
دفعنا حسابنا ثم وضعتُ يدي حول عنقها و نحن نتمشى معا لأسألها : " أين تودين الذهاب الآن ؟ "
"تبدو السماء جميلة للغاية ، فلتأخذني إلى المنتزه الذي أخذتني إليه حين كنت ثملة ، ستبدو السماء أكثر وضوحا هناك"
لبيت طلبها بسرور ... جلسنا على العشب الرطب تحت تلك السماء المرصعة بالنجوم. كانت تتحدث بحماس عن شيء قديم، ربما عن ذكريات طفولتها أو مكان زارته يومًا ما. لست متأكدا.
كلماتها تتدفق بسلاسة، وكل جملة تنبض بالحياة بسبب ضحكتها التي تتخلل حديثها. لكنني لم أكن أسمع أي كلمة. كنت مأخوذًا بجمالها في تلك اللحظة، بنور القمر الذي يعانق ملامحها البريئة. و عيناها اللتان تلمعان كأنهما مرآتان تعكسان بريق النجوم.
وفي لحظة عفوية، دون أن أفكر، قطعت حديثها. اقتربت منها، ثم قبلتها في حين غفلة منها. كانت متفاجئة بفعلتي، لكن سرعان ما ابتسمت تلك الابتسامة الخجولة التي تعشقها روحي.
" أ هذه طريقتك الجديدة في إسكاتي الآن أم ماذا؟ أ كان حديثي مملا "
أجبتها و أنا أستمع إلي صوت قلبينا اللذان ينبضان بانسجام"إنها طريقتي في حبكِ "
كانت لا تزال تحمل بقايا كلمات لم تُكملها، لكن قبلتي قد جعلتها تنسى كل شيء لذا صفعتني بخفة على صدري و هي تقول" لقد جعلتني أنسى تماما ما كنت أقوله "
قهقهت بخفة و أنا أداعب شعرها بأصابعي " أنا أحبكِ يا روز ، أحبك كثيرا"
احمرت خديها قليلا لتجيب و هي تنظر إلي مطولا " فلتقل شيئا جديدا "
كنت متأكدا أني لن أسمع هذا منها بسهولة و قد كان هذا صحيحا ...
يتبع ...
أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز