13

18 6 1
                                    

أمضيت اليوم كسائر أيامي الاعتيادية الأخرى ، بين الدراسة و تلبية طلبات الزبائن ، و في الحقيقة بدأت اعتياد غيابها قليلا لكني لا أنكر أنها لازالت تظهر بمخيلتي في كل مرة أشرد فيها .

اليوم كان دوري في إغلاق المقهى ، و قد كنتُ أنتظر وصول منتصف الليل و أنا أدعك عيناي بسبب النعاس الذي أشعر به .

استقام الزبون مرجعا الكتاب الذي كان يقرأه لرف الكتب الأخرى ، ثم استقام يتجه نحو الباب بعد أن ودعني بابتسامة ممتنة على انتظاري له.

أغلقت المقهى و أنا أضع كمامتي بسبب حساسيتي من الرطوبة العالية ، لكني توقفت فجأة بعد أن رأيت جسد فتاة متكور في الزاوية ، اقتربت إليها قائلا

"عفوا ...."

رفعت رأسها نحوي لأفاجأ بأنها روز

" روز !! "

ابتسمت بهدوء ثم ردت بثقالة

"جوش ، هذا أنتَ ؟ "

" ما الخطب ! أنتِ مريضة ؟ "

دنوتُ إليها و أنا أتحسس حرارتها ، لتبتسم بخفة و هي تبعد يدي

" لا ، أنا ثملة "

عكرت حاجباي قائلا

" ماذا يحدث معكِ ؟ "

"أ سنتحدث هنا ؟ "

أخذتها إلى أحد الحدائق القريبة ، ثم أجلستها على الأرجوحة ، لأتجه بعد ذلك نحو التي تجاورها

" أنتِ بخير ؟ " سألت بقلق

" أنا فقط لم أجد شخصا أتحدث معه ، أنتَ كنتَ صديقي الوحيد " أجابت و هي تتأرجح بسرعة بطيئة

" أ لا يهتم بكِ حبيبكِ ذاك ؟ " سألت بصراحة لتوجه زاوية نظرها نحوي ببرود

" كثرة السقي تقتل الورد " أجابت بابتسامة مصطنعة

" لكن عدمه يقتلها بشكل أسرع " رددت

" ليست كل الورود متشابهة ، هناك نوع لا يحتاج سقيه بكثرة "

"  متأكدة أنكِ لستِ ذاك النوع ، و حالكِ هذه دليل على ذلك "

ابتسمت بخفة و هي تراقبني

" إنك متحدث جيد يا صاح "

" ما الخطب يا روز ؟ ماذا حدث ؟ "

" أنا فقط أشعر ب ... "أضافت بصوت متردد "الوحدة ... "
قهقهت بسخرية مضيفة "لم أتخيل يوما أني سأستطيع قول هذه الجملة يوما ما لأحدهم "

" لا بأس ... يمكنكِ الاتصال بي وقتما شعرتِ بذلك " أجبتها بابتسامة مطمئنة

نظرت إلي مطولا بامتنان" أعلم أني أتصرف بجشع يا جوش ، أنا آسفة ... لكني أرفض طلبك بقطع علاقتكَ بي ، لا تستطيع الهروب بعد أن تورطتَ بي " قهقهت بخفة و أنا أومأ بإيجاب

معها حق ، أنا حقا متورط بها و ما أجملها من ورطة ؟

يتبع ...

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن