أمضيت اليوم كسائر أيامي الاعتيادية الأخرى ، بين الدراسة و تلبية طلبات الزبائن ، و في الحقيقة بدأت اعتياد غيابها قليلا لكني لا أنكر أنها لازالت تظهر بمخيلتي في كل مرة أشرد فيها .
اليوم كان دوري في إغلاق المقهى ، و قد كنتُ أنتظر وصول منتصف الليل و أنا أدعك عيناي بسبب النعاس الذي أشعر به .
استقام الزبون مرجعا الكتاب الذي كان يقرأه لرف الكتب الأخرى ، ثم استقام يتجه نحو الباب بعد أن ودعني بابتسامة ممتنة على انتظاري له.
أغلقت المقهى و أنا أضع كمامتي بسبب حساسيتي من الرطوبة العالية ، لكني توقفت فجأة بعد أن رأيت جسد فتاة متكور في الزاوية ، اقتربت إليها قائلا
"عفوا ...."
رفعت رأسها نحوي لأفاجأ بأنها روز
" روز !! "
ابتسمت بهدوء ثم ردت بثقالة
"جوش ، هذا أنتَ ؟ "
" ما الخطب ! أنتِ مريضة ؟ "
دنوتُ إليها و أنا أتحسس حرارتها ، لتبتسم بخفة و هي تبعد يدي
" لا ، أنا ثملة "
عكرت حاجباي قائلا
" ماذا يحدث معكِ ؟ "
"أ سنتحدث هنا ؟ "
أخذتها إلى أحد الحدائق القريبة ، ثم أجلستها على الأرجوحة ، لأتجه بعد ذلك نحو التي تجاورها
" أنتِ بخير ؟ " سألت بقلق
" أنا فقط لم أجد شخصا أتحدث معه ، أنتَ كنتَ صديقي الوحيد " أجابت و هي تتأرجح بسرعة بطيئة
" أ لا يهتم بكِ حبيبكِ ذاك ؟ " سألت بصراحة لتوجه زاوية نظرها نحوي ببرود
" كثرة السقي تقتل الورد " أجابت بابتسامة مصطنعة
" لكن عدمه يقتلها بشكل أسرع " رددت
" ليست كل الورود متشابهة ، هناك نوع لا يحتاج سقيه بكثرة "
" متأكدة أنكِ لستِ ذاك النوع ، و حالكِ هذه دليل على ذلك "
ابتسمت بخفة و هي تراقبني
" إنك متحدث جيد يا صاح "
" ما الخطب يا روز ؟ ماذا حدث ؟ "
" أنا فقط أشعر ب ... "أضافت بصوت متردد "الوحدة ... "
قهقهت بسخرية مضيفة "لم أتخيل يوما أني سأستطيع قول هذه الجملة يوما ما لأحدهم "" لا بأس ... يمكنكِ الاتصال بي وقتما شعرتِ بذلك " أجبتها بابتسامة مطمئنة
نظرت إلي مطولا بامتنان" أعلم أني أتصرف بجشع يا جوش ، أنا آسفة ... لكني أرفض طلبك بقطع علاقتكَ بي ، لا تستطيع الهروب بعد أن تورطتَ بي " قهقهت بخفة و أنا أومأ بإيجاب
معها حق ، أنا حقا متورط بها و ما أجملها من ورطة ؟
يتبع ...

أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز