البارت ٤٢❤️

77 2 0
                                    

لم يكُن أبى يوماً رجلاً عادياً ..♥️
ف كل المرات التى قابلتنى الدنيا بمواقفها الموحشة وجهاً لوجه .. كنت أختبئ ف ظهر أبى وأطل عليها بكل قوتى "أنا معى أبى"
وحينما يداهمنى اليأس حاربته بأبى
وف كل المرات التى حالفنى بها النجاح .. أتحاشى الدنيا وأهلها وأرى انعكاس فرحتى ف عين أبى
وكل حب ف حياتى أستصغره حينما أقارنه بحب أبى
وصداقتى الأولى والأزلية كانت مع أبى
وف كل مرة أقف على عتبة الخوف أستظل بظل أبى
وف كل مرة أقف أمام إنجاز صنعته لا أتذكر أن أحد يستحق الذكر سوى أبى
وف كل المرات التى ابتسمت لي الدنيا كلها .. كان سببها دعاء ورضا أبى
حبى لك لا يمكن وصفه بالكلمات يا أبى .. وكل هذه الكلمات لن توفيك حقك أبداً .. أحبك .. أحبك جداً♥️
ابنتك العزيزة : ليلى

خلصت كتابة وكالعادة حطت الورقة ف الظرف المميز بتاعها وخرجت من أوضتها ودخلت أوضة المكتبة عشان عارفة ان أدهم بيقعد يقرأ فيها معظم الأوقات .. حطتله الظرف ع المكتب بين الكتب بس ف ورقة وقعت وطت تشيلها وترجعها مكانها بس لفت نظرها الكلام اللى فيها واستغربت وقعدت تقرأها ...

"مساء الخير يا أمى .. إنهم لا يضعون لي الملح ف الطعام ولا يسمحون لي بفتح النوافذ .. لم أعُد أحتمل كل هذه القسوة ف المعاملة .. أنا فقط أريد رائحتك ف وسادتى بدل الأدوية .. يعدوننى بعد كل نوبة هلع أتعرض لها أنك ستأتين غداً وف كل غد أكون وحدى ..
أعلم أننى أتعبتك معى كثيراً وأن البيت هادئ بدونى .. الأبواب لا تُقفَل بقوة والجيران لا يشتكون .. لكننى ابنك الذى يموت ويريد القليل من الملح ف طعامه . "

عادت قراءة الورقة مرة و٢ ووجعها بيزيد مع دموعها بسبب قسوة الكلام .. كان يقصد بالملح ف الأكل انه محتاج حنان أمه وحضنها .. افتكرت كلمته ليها "أنا شخصياً مريت بيها ساعة وفاة والدتى الله يرحمها ومفوقتش منها بالساهل كدا" .. دموعها زادت وخرجت من الأوضة راحت لآية اللى قاعدة ف المطبخ بتقطع الخضار ...

آية بقلق : مالك ف ايه! بتعيطى ليه!
ليلى قعدت جمبها : هو بابا دخل مصحة نفسية قبل كدا؟

آية استغربت : لا .. ليه بتقولى كدا؟!
ليلى حطت الورقة قدامها : امال ايه دى!
آية اتنهدت بحزن : دى كانت آخر مرة اتمسك فيها بتهمة الترهيب
ليلى : هو اتمسك تانى بعد وفاة تيتا ليلى!

آية هزت راسها بالموافقة وبدأت تحكيلها اللى حصل بوجع : يوم ما كان راجع من المستشفى ولقاهم متجمعين قدام البيت عشان عايزينه يمشى من هنا وهو رفض .. تانى يوم بلغوا عنه واللى ساعدهم انه اتمسك مرتين قبل كدا وكمان المرادى كلهم ضده .. كل مرة اللى كان بيساعده هو انهم عارفينه وبينكروا انه ممكن يصدر منه حاجة زى كدا لكن المرادى كلهم اتحدوا ضده عشان يجبروه يمشى من هنا ودى كانت أول مرة أدهم يقعد ف الحبس هناك كل المدة دى .. فضل حوالى شهر لحد ما خرج وكان خارج متدمر نفسياً قبل جسدياً .. كان بيجيله نوبات هلع وأحياناً كنا بنضطر نديه مهدئ عشان يهدى وينام .. قعد كتير أوى لحد ما قدر يتعافى من اللى شافه بس بردو مقدروش يخلوه يسيب البيت هنا ويمشى .. الورقة دى لقيتها ف هدومه لما رجع وأنا بغسلها

ليلى بوجع ودموعها على خدها : 💔ليه كل دا؟!😭عملهم ايه ولا أذاهم ف ايه! وحتى لو كان غلط فعلاً معاكى يعنى بالفرض مثلاً هما مالهم! ربنا عينهم هما يحاسبوه عشان يعملوا فيه كل دا؟! واحد وغلط هما مالهم!
آية هزت راسها بعدم معرفة : الحمد لله انها فترة وعدت على خير

ليلى مسحت دموعها وقامت رجعت الورقة مكانها تانى وطلعت .. بعد مرور الوقت أدهم وآدم رجعوا من شغلهم من المستشفى .. ليلى أول ما شافتهم نزلت جرى حضنت أدهم جامد ...

أدهم ضمها باستغراب وقلق : 🤗مالك يا لولو!
ليلى هزت راسها بنفى : 🤗وحشتنى بس

أدهم ابتسم وطبطب عليها وباس راسها .. طلع أوضته خد شاور وغير هدومه وآدم كذلك ونزلوا قعدوا ياكلوا سوا .. وليلى من الوقت للتانى بتبص لأدهم حاسة انها شايفاه بنظرة تانية .. طول عمرها شايفاه بطل بس دلوقتى اتأكدت انها كان عندها حق تشوفه كدا فعلاً .. ازاى قادر يبقى صامد كدا بعد كل اللى شافه دا .. وازاى إنسان بالحنية دى كلها يتعرض لكل دا؟ بس الحمد لله ربنا لما بيحب حد بيبتليه .. خلصوا أكل وقعدوا مع بعض وكلموا سليم فيديو كول يطمنوا عليه ...

سليم : ايه يابرنس!
آدم : تخيل ادرس ٧ سنين ف طب عشان ييجى واحد متخلف زى دا يقولى يابرنس!🙂

سليم ضحك : 😹خلاص ياعم متزعلش أوى كدا .. كيف حالك يادكتور! كدا تمام!
آدم ضحك بهدوء : أنا تمام الحمد لله .. انت عامل ايه!
سليم : بخير والله الحمد لله

أدهم : عامل ايه ياسليم طمنى عليك
سليم : الحمد لله يابابا بخير والله .. انتوا عاملين ايه!
أدهم : الحمد لله ياحبيبى .. انت كويس والشغل وكل حاجة تمام!
سليم : اه ياحبيبى الحمد لله والله متقلقش

فضلوه يكلموه شوية كلهم واطمنوا عليه وبعدين قفلوا .. أدهم دخل ياخد كتاب يقرأ فيه ولفت نظره الظرف بتاع ليلى .. ابتسم وفتحه يقرأه .. خلص قراءة وهو مبسوط وابتسامته مزينة وشه .. طلع قعد جمبها وضمها لحضنه ...

أدهم : متحرمش منك ياروحى ولا من كلامك الحلو زيك دا أبداً يارب
ليلى ابتسمت وحضنته : ولا يحرمنى منك يارب🤗
أدهم طبطب على كتفها وباس راسها .. فضلوا قاعدين شوية وبعدين طلعوا يناموا كلهم ...

كدا البارت خلص♥️رأيكوا؟؟!!!....

رُزِقتُ بِكَ♥️✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن