عدت لبلادي بعد انتهاء الأحداث وكالعادة لم أجد شيئا أقوله لأهلي وهم لم يصروا بالسؤال كنت وقتها قد بلغت الخامسة والعشرين من عمري، أكملت دراستي الجامعية وتخرجت وعشت حياة طبيعية لفترة تجاوزت الأربع السنوات وكانت مدونات قبيلة «الكثبان» تصلني
بانتظام كلما امتلأت وهذا في العادة يحدث كل ثلاثة أشهر تقريبا. كنت أقرأ المدونات بحثا عن أخبار القبيلة وأخبار العالم الذي هجرته منذ سنتين، وكنت أحيانًا أصادف الرسول الذي يوصلها لي فينحني أمامي ويضعها تحت قدمي
او اتضاهر بالنوم لاشعر بختفاء من ارسله جسار وعوده جسار ليربت على شعري و يزرع قبله خفيفه على جبهتي واضعاً المدونه على رف غرفتي
يبدو أن (جسار) كان حريصًا على ألا يزعج منامي. عدا يوما من ليلة طويلة قضيتها مع أصدقائي وكنت مرهقا جدا وأريد النوم فدخلت غرفتي لأجد ارسيل
تنتضرني على غير عادت جسار فهو إذا لم يجدني بالغرفة ترك المدونة ورحل لكن يبدو أنه كان لديه أمر آخر يريد أن يخبرني به
فجلست على طرف السرير وانحنت هي على ركبته وقالت:
هل تأذن لي بالحديث يا سيدي ؟ فأذنت له وقلت: تحدث بسرعة أريد النوم....
قال: «اخي (جسار ) يرسل لك سلامه ويبلغك أن المدونة التي معي قد تعكر صفوك لذا لك الخيار في قراءتها أو حرقها
ومدت ارسيل المدونه لي فأخذتها واختفت... ترددت في قراءتها في البداية لأني كنت متعبا ولا أريد قضاء تلك الليلة في قراءة مدونة كاملة لكن وكما يحدث معي دائما تمكن الفضول مني وأدركت أن تجاهلها لن يريحني ولن يكون سهلا وسيسلب النوم
فمن الغريب ان يرسل جسار الاميره ارسيل من اجل شيء كمدونه فهو بالعاده ياتي ليقضي وقته معي
متهرباً من عمله لا ان يرسل اخته التي يفضلها
ففتحت المدونة وبدأت أقرأ . تكلمت المدونة وكعادتها عن بطولات (جسار) ومعاركه
كتبت بخط سيء تعرفت على من كتبها انه جسار اراد ان يتباهى بعضلاته امامي مما جعلني اضحك على خطه الغير منضم
تكلم عن حروبه مع القبائل الأخرى التي أخضع معظمها تحت إمرته وسلطته بالقوة بما فيها قبيلة الصوارم وأعاد بذلك مجد قبيلة «الكثبان» لسابق عهدها وأكثر، وكانو (اخوته) بجانبه في تلك الفتوحات الكبيرة ولاسيما ملاس الذي كرس نفسه لخدمه القبيله وقل الحديث عن حازم كما كان من قبل
استمرت المدونة بالحديث عن قيام مجموعة لقبوا أنفسهم بـ «العشرة المؤمنين وهم مجموعة من أتباع (ملاس) السابقين من الأقران المؤمنين الذين شاركوا في حرب الإطاحة بـ (مازع ) بتنفيذ حملة من الاغتيالات في صفوف قيادات جيش (جسار)
