part 29

481 20 21
                                    

   في غرفة مظلمة إلا من وهج خافت ينبعث من مصباح على مكتب حازم، جلس ملاس بهدوء على الكرسي المقابل. كانت عيناه مثبتتين على حازم، الذي كان ينهمك في قراءة بعض الأوراق. التوتر كان واضحًا في الجو، لكنه لم يكن جديدًا بينهما. كان هناك دائمًا توتر، خاصة عندما يتحدث ملاس عن مؤامرات ومخططات.

ملاس (بصوت هادئ وبارد): "جند تخطط لشيء، حازم. هناك خيانة تتشكل خلف ظهرك."

رفع حازم رأسه من الأوراق ببطء، ناظرًا إلى ملاس بنظرة مستاءة وغير مصدقة.

حازم(بصوت جاف): "كفى ملاس، جند لن تخونني. إنها شقيقتي."

ملاس اكتفى بابتسامة صغيرة، تلك الابتسامة التي تثير القلق أكثر مما تجلب الاطمئنان. جلس بظهره مستقيماً وأمال رأسه قليلاً، وكأن ما قاله حازم مجرد مزحة سمجة.

ملاس (بنبرة مستفزة وهو يضحك بخفة): "أوه، حازم... لِمَ تنكر ما هو واضح أمامك؟ ألا تلاحظ كيف تغيرت؟ كيف أصبحت تجتمع مع أولئك الذين لا يجب أن تثق بهم؟"

حازم انحنى إلى الأمام، يضع مرفقيه على المكتب بينما ينظر إلى ملاس بحدة. لم يكن يحب أن يتم التشكيك في ولاء عائلته، خاصة من ملاس، الذي كان يميل إلى التلاعب بالآخرين.

حازم (بصوت ثابت): "أنت دائمًا ترى الخيانة حيث لا توجد. جند لم تعطِ أي سبب ليجعلني أشك فيها."

ملاس مال برأسه إلى الجانب، وأطلق زفيرًا طويلًا كما لو كان يشعر بالملل من الحديث. ثم وقف ببطء وتقدم بخطوات متأنية نحو مكتب حازم، عينيه لا تتركان عيني حازم.

ملاس (وهو يقترب أكثر، بنبرة أكثر هدوءًا): "أتعرف، حازم، ليس عليك أن تقلق... أنا هنا لحمايتك."

وصل إلى طرف المكتب، وضع يده عليه وأمال جسده قليلًا إلى الأمام، عينيه تلمعان بمكر غريب.
بينما يعبث بشعر حازم الذهبي

ملاس (وهو يبتسم ابتسامة باردة): "سأحرص على أن لا يصلك أذى. سأكون دائمًا هناك. لا تخف."

حازم جلس في مكانه، متوترًا من الكلمات، وازدادت نظراته حدة. كان يعلم أن ملاس لديه طريقته الخاصة في إدارة الأمور، لكن هذه المرة كان هناك شيء مقلق في تصرفاته.

حازم (بصوت بارد): "لا أحتاج حمايتك من جند، ملاس. وأنت تعلم ذلك."

لكن ملاس، بدلاً من التراجع أو الانسحاب، ضحك ضحكة خافتة، وكأنه يعلم أكثر مما كان يود حازم أن يعترف به. ثم اقترب أكثر، همس ببطء وكأن الكلمات كانت سلاحه الأشد فتكًا.

جسار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن