part 30

293 13 22
                                    

احس بفراشات وانا اكتبه

في أعماق مثلث الشياطين، حيث لا يجرؤ أحد على دخول هذا المكان المخيف، كانت الأجواء مشحونة بشعور من الغموض والخوف. الجدران الداكنة التي تحيط بالمكان تتلألأ في ضوء النار المتراقص، بينما يكتنف الأرجاء بظلام عميق يُخفي وراءه أسرارًا غامضة.

جسار، زعيم قبيلة الكثبان، كان يخطو داخل هذا المكان الممنوع بتأني وحذر. لم يكن يرتدي درعًا، فقد اختار أن يظل مكشوفًا، تعبيرًا عن ثقته العمياء في قوته وقدراته. شعره الأبيض الطويل كان يتطاير في الهواء، مما أضاف إلى هيبته في ظل الضوء الخافت.

بعد معركة شرسة شهدتها أرض قبيلة الكثبان، حيث أُخفي خوف في مثلث الشياطين ليكون في أمان، كان جسار الآن يتوجه إلى المكان الذي أخفى فيه خوف. عينيه كانت تعبر عن القلق والارتياح في آن واحد، بينما كان يتفقد المكان بأم عينيه.

دخل جسار إلى عمق مثلث الشياطين حيث كان خوف مختبئًا. بوجهه الذي خالطه التعب، استقبل جسار رؤية خوف الذي كان يجلس في مكانه المخصص، محاطًا بجوٍ من الأمان والهدوء النسبي. كانت النيران المشتعلة تلقي بظلالها على الجدران، مما خلق مشهدًا دافئًا في وسط الظلام.

عندما رأى جسار خوف، شعر برفرفة عاطفية تملأ قلبه. لم يكن هناك حاجة لكلمات أو شرح في تلك اللحظة، فكل ما كان يهم هو وجود خوف سالم وآمن. اقترب جسار ببطء، ثم فتح ذراعيه ليعانق خوف برفق. كان هذا العناق مليئًا بالطمأنينة والراحة، تعبيرًا عن مشاعره الحقيقية تجاه خوف.

شعر جسار بأن كل الضغوط والتحديات التي مر بها خلال المعركة قد اختفت لحظة أن ضم خوف إليه. كان عناق جسار يعبّر عن تقديره العميق واهتمامه البالغ بخوف. بينما كانت النار تتراقص في الخلفية، ملأت الأضواء الدافئة المكان بجوٍ حميم.

جسار لم يتردد في تقديم قبلة خفيفة على جبين خوف، وكأنما أراد أن يطمئنه ويظهر له مدى تقديره واهتمامه. قبلة جسار كانت تتسم بالرقة والحنان، تعبيرًا عن الأمان والحماية التي يرغب في منحها لخوف. لم يكن هناك أي مكان للقلق في تلك اللحظة، فقط راحة وعاطفة صافية.

بقي جسار ممسكًا بخوف، وكانت يديه تتجول بلطف على ظهره، تعبيرًا عن الاستقرار والأمان. كانوا في عالمٍ منفصل، حيث لا يوجد مكان للخوف أو القلق. ظل جسار يتأمل في وجه خوف، حيث كان كل شيء يبدو هادئًا ومطَمئنًا.

كان جسار يشعر بأن كل الضغوط التي تحملها خلال المعركة قد ذابت لحظة رؤيته لخوف آمن. لم يكن يفكر في شيء آخر، فقط في حماية خوف وتقديم الراحة له. هذا العناق كان بمثابة تعبير عن كل ما لم يستطع قوله بالكلمات.

جسار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن