كنت مجبورة

114 7 5
                                    

🌻 البشر خُلقوا لنحبهم، والأشياء صُنعت لتُستخدم.
والسبب ان العالم في حالة فوضة، هو ان الأشخاص نستخدمهم، والأشياء نحبهم 🌻

" لما ستذهبين ؟ أنت لا زلت متعبة " اردف 'شينتشي' لتلك الذاهبة.

نظرت له لتجيب بكل هدوء " أنا غير مرحب بي، من قبل  البعض " ونظرت بطرف عينها ل'هيجي'.

زفر بحنق لينطق " حلوا مشاكلكم العاطفية بسرعة، انا لن اتحمل هذا اكثر، لو لم تلاحظوا لكنكم تدمرون بعضكم هكذا "

.

.

.

كانت 'كازوها' في الطابق العلوي، مستيقظة الآن، أبكر من العادة، لتسمع صوتهم الحاد من الأسفل.

لم تفهم ما كان يقصده 'شينتشي'، فأنصتت مجددا علها تفهم، لتسمعه يقول " لا داعي لتكره حبيبتك السابقة بعد الإنفصال، فقط تمنى لها حياة جيدة وانت التفت لحياتك" ونظر لفوق وكأنه يقول لها.

.

.

.

اقتنعت 'ران' بعد ان اخبرها ان تبقى للمساء، حين يذهب كلا 'هيجي' و'كازوها'، كي يتكلموا بشأن قضية الفأر.

وهي بالطبع لن تطيق البقاء اكتر معهما.

واحد يحب إستفزازها، ولا يترك مجالا لوقت فراغ بينهم، اذ انه يظل يذكرها بما فعلت بالماضي.

والآخر يجعل مشاعرها مخربطة، لا تعرف ماذا تريد عندما يكون قربها، تتمنى أن يبقى لكن قلبها يخفق بطريقة ترعبها، لم تشعر بها من قبل.

.

.

.

كانا يجلسان في غرفة الجلوس، ينتظرون ذهاب اصدقائهم، هم لا يريدون توريطهم في ما سيفعلونه.

وبعد أن ذهب 'هيجي' مع 'كازوها' لجلب بعض الأغراض، إتصل 'شينتشي' بأحد من الشرطيين الذي يثق بهم.

.

.

.

" نعم أريد ملف قضية الفأر... لما ؟ ألست أنا رئيس قسم الشرطة في طوكيو ؟... نعم الآن، لا أريد التأخير "

زفر بعمق بعد أن أغلق الخط، قضية الفأر سيفتحها مهما حدث، يريد أن يقبض عليه.

" إذا كان هذا الأمر صعب عليك، سأتكفل أنا بالقضية،  سأحاول لمّ الأدلة لإدانته، حتّى دون مساعدة " أردفت 'ران' بينما تجلس على الأريكة.

" أنا لست جبانًا لكي أغلق هذه القضية، فتاة صغيرة واجهته، وانتهى بها المطاف شبحًا أنا قابلته، لولا مشيئة القدر بأن اكمل أنا القضية، لما التقيت بها "

وقفت قباله، عينها بخاصته " حسنًا، لكن لا أظن أنه سيكون سهلًا، فالفأر لديه الكثير من المعارف من السّياسيين، ربما تخسر مستقبلك قبل حياتك "

إبتعدت قليلًا عنه، بينما هو بمعنى أو بآخر قد ذُهل من هذه العينين، إنها ليست عينين، بل جوهرتين، بل نجمتين تلمعان في فضاء قلبه.

ربما تكونان مسدسًا خردقت قلبه عشقًا، ربما قنبلة نووية  قتلت الإدراك عنده، لا يعلم، فقط هو متأكد من أمرٍ، أن هذه ليست عينان.

.

.

.

يقف أمام نافذة مكتبه، التي تطل على بنايات لندن العالية، أخذ نفسًا من سيجارته ذات الصنع الفرنسي.

" سيدي أنت آسف، هو لا زال على قيد الحياة " نطق ذلك الرجل بخوف من خلف السّماعة.

اطلق ذاك الدخان من فمه ليردف " سأعطيك فرصة أخرى، لكن لا تهديها هكذا، اريده ميتًا مهما كلّف الأمر "

إنتهت المكالمة، ليرمي ذاك الرجل الستيني هاتفه على الاريكة خلفه.

" من ذا الذي سيتحداني ؟ " قهقه بإستهزاء ليكمل " ربما لا يعرف من هو الفأر "

.

.

.

كانت خارجة من الفيلا، بعد ان انهوا كلامهم عن القضية، ليستوقفها صوت 'هيجي' قائلًا "  لا تحاولي حتى أن تعبثي بقلب صديقي، أفهمت ؟ "

" لما سأعبث به ؟ آه ؟ أنا إذا أحببت أوفي بحبي، حسنًا، لا اتهرب مثل البعض " أجابته بقوة.

" الآن تتكلمين عن الوفاء، أين كان حين تركتيني دون سبب مقنع ؟ " ابتسم بخيبة نهاية كلامه.

" كنتُ مجبورة " زفرت بحنق، ليحوّل نظره المتفاجأ منها مكملة " أبي كان غير راضٍ على علاقتي بك، فهددني أنه سيدمر مستقبلك ما لم اتركك "

" لما لم تواجهيني بالحقيقة آن ذاك ؟ آه ! كنا حاربنا أباكي معًا وإستطعنا إقناعه، لكن انت فضلت الإستسلام، هكذا بكل برود "

" كان هذا الحل الأفضل، أبي لن يغير تفكيره أنا اعرفه " نطقت محاولة تبرير موقفها.

" المحاولة لن تضر، أنظري بسببك أصبحت حتّى غير قادر أن أثق بمشاعري، وتجاهله يؤلم "

" لو لم أتركك في ذلك الوقت لما التقيت بها، أو ربما كنت ستلتقي بها وستحبها وتخونني " كانت تحاول تغيير وجهة نظره للأشياء الإجابية.

لكنه وببساطة عاود قوله " إياك ثم إياك إحزانه، هو تحمل الكثير من الحياة بشكل عام، والفتيات بشكل خاص "

وذهب تاركًا إياها مكانها متصنمة من ما قاله، فهذه اول مرة تعرف أن له ماض مؤلم مع الفتيات، لكنه وبنفس الوقت يغيظها.

يتبع...

لا تنسوا الدعاء لأطفال فلسطين

سطوة حب {منتهية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن