الفصل الثاني و الثلاثون : سقوط.

980 95 2
                                    

أيتها الدماء، أنكري هذا الدم،
أيتها الليلة السميكة،
لفّي نفسك بالدخان الأعتم،
حتى لا ترى العين الطعنة التي أفعلها.
- ويليام شكسبير من رواية "مكبث"
_______________

➤ Axel


سقطت "فولسيم إنترناشيونال"

بدا وكأن كل شيء قد انتهى. بعد هجومنا على رؤوس الأفعى، سارة وكلارك، والتسبب في قتلهما، انهارت الشركة من جذورها. تم إغلاق الفروع، وانهارت الأسهم بشكلٍ كارثي.

ولكن لم يكن ذلك سوى بداية جديدة. لوكا دانييلي فيترون وزوجته زوي قررا إعادة بناء الشركة من الصفر. لكن هذه المرة، برؤية جديدة: لن تكون "فولسيم" مجرد منظمة إجرامية، بل سلاحًا في مواجهة الفساد. أصبح هدفنا القضاء على المجرمين ومساعدة المظلومين، ومهاجمة كل من يتسبب في الجرائم الاجتماعية، مثل القتل والتحرش والعنف ضد النساء والأطفال.

لوكا أحكم قبضته على الفروع المتبقية للشركة، وقلب الطاولة على الجميع. باستخدام تهديداتهم القديمة وأعمالهم السابقة، أجبرهم على الرضوخ، وأصبحت الفروع تحت سيطرة المقر الرئيسي في نيويورك.

طلب مني الانضمام إلى هذا التحول الجديد، ووضع بعض الأسهم باسمي. في النهاية، كنت جزءًا من هذه الرؤية، ومن الخطط والمهمات. لم أتمكن من التخلي عن هوايتي القديمة في القتل و خاصة الأشرار.

مر شهر ونصف منذ تلك اللحظة، ومع انهيار "فولسيم"، تبعها أيضًا تفكك فريق "Tidal Shadows". كل عضو ذهب في طريقه الخاص، حاملًا أرباحه ومشاريعه الشخصية.

جي هون، بقي في نيويورك، لكنه اختار العيش في عزلة بعيدًا عن الزحام. لم يتوقف عن القرصنة، وكثيرًا ما نلتقي في أحد مطاعم المدينة ونتحدث عن حياتنا الجديدة.

غايتو وسافانا عادا إلى البرازيل، محاربين الفساد هناك. طرق التخطيط لدى سافانا وأساليب غايتو القاتلة ستمكنهم من إنجاز مهامهم، دائمًا ما يتصلون بي لإطلاعي على تطوراتهم.

أما نيكولا، فقد عادت إلى فرنسا، محاولة اعتزال القتل. أخبرتني أنها ستعيش حياة عادية، لكنني أشك في قدرتها على التخلي عن عالم النار بسهولة.

تشان غادرت إلى روسيا، لم تكن تخطط للبقاء. أخبرتني أنها تريد اكتشاف العالم، دائمًا ماكانت شغوفة بالثقافات الأخرى.

وأخيرًا، أنا وأستريا، عدنا إلى المكان الذي بدأ فيه حبنا. لم أستطع التخلي عن الذكريات هناك. أبقيت المنازل القديمة مفتوحة، في انتظار الفريق للعودة يومًا ما لقضاء عطلة صيفية، لنتذكر أيامنا القديمة.

حلّ الخريف علينا، وانخفضت درجات الحرارة تدريجيًا، بينما تلوّنت الأيام ببرودة منعشة. بعد عودتنا من المهمة ذلك، أنا وأستريا قررنا أن نجعل زواجنا رسميًا. عرضت عليها أن نقيم حفل زفاف حقيقي، لكنها رفضت. فهمت موقفها؛ والدتها تمر بمرحلة علاج نفسي بعد ما عانته من صدمات متتالية، لدرجة أنها أصبحت تعاني أحيانًا من نوبات هستيرية.

لوكا كان دائمًا بجانبها، حارسًا لها خلال تلك النوبات. أخبرتني أستريا أن لوكا نادرًا ما ينام خوفًا عليها، يخشى أن تُفاجئه إحدى نوباتها خلال الليل. لم يتركها وحيدة في أي لحظة، حتى ولو للحظات قليلة. أنا واثق أنها ستتحسن قريبًا.

ما مرّا به ليس سهلًا، ويحتاجان إلى الوقت والخصوصية، بعيدًا عن المجتمع والضغوط، تمامًا كما نفعل أنا وأستريا. علاقتنا أصبحت أقوى وأعمق، والمشاعر بيننا متبادلة وتزداد يومًا بعد يوم.

كل شيء تغير بيننا، إلا طريقتها في الطهي. ما زالت تعاني في المطبخ.

"لقد تعلمت سلق البيض وقليه!" قالت بفخر وهي ترفع بيضة أمامي. ضحكت على جنونها وأخذتها في حضني، بينما كنت أمسح على شعرها الذهبي.

"حسنًا، هذا يكفي لليوم"، قلت مبتسمًا.

"لكنك كنت تضحك!" عبست وهي تقترب مني أكثر، تضع رأسها على صدري.

"ليس ذنبي أنك لطيفة جدًا"، قلت وأنا أقرص طرف أنفها. رفعت رأسها نحوي بابتسامة، ثم اقتربت لتضع قبلة على شفتي بحب.

وقفت فجأة ونظرت إلى الأمام، "دعنا نذهب للسباحة."

ابتسمت ببطء، "هذا عرض لا يمكنني رفضه."

ركضنا معًا على الرمال نحو الشاطئ، حيث كانت أستريا ترفع ذراعيها بحماس، تركض يمينًا ويسارًا قبل أن ترمي نفسها في الماء. تبعتها بسرعة وقفزت في البحر بجانبها.

"إنه بارد!" همست وهي ترتجف، تحتضن نفسها بذراعيها.

اقتربت منها، ومددت يدي ممسكًا بفخذها، سحبتها إليّ ورفعتها قليلًا، متمسكًا بخصرها. تأملت ملامحها الجميلة؛ عيناها السوداوان، شعرها الأصفر المبلل الذي بدأ يلتصق بوجهها.

أخذت تمسح على شعري، تعيده للجانب الآخر بلطف، بينما تغمرنا الأمواج الهادئة، تعكس انسيابية مشاعرنا

ضحكت أستريا بخفة، ثم همست بصوت هادئ، "أحبك جدًا."

لاعبت أنفها بخاصتي، قبل أن أقبل شفتيها لحظة قصيرة. "وأنا أحبك أيضًا."

رفعنا أنظارنا نحو الأفق، حيث كانت الشمس تبدأ بالغياب. كان المنظر خلابًا، خاصة وهي أمامي. لا شيء يمكن أن يضاهي هذا المشهد.

"أين وضعتِ وشمك الجديد؟"

ابتسمت بخفة، نظرت إليّ، وظهرت على وجهها ابتسامة ماكرة. "من أخبرك؟"

"تشان"

همهمت وهي تنظر أمامها متظاهرة بالتفكير. "هل تود اكتشافه بنفسك؟ أم أخبرك أين هو؟" ابتسمت بجرأة

شقراء مشاكسة.

"سأكتشفه بنفسي."

ظهرت على وجنتيها حمرة خجولة، وهو ما زادها جمالًا في عيني. ضحكت بخفة وهي تضرب كتفي بانزعاج، لم أتمكن من مقاومة الابتسامة التي ارتسمت على وجهي.




























• ───── ୨୧ ───── •

يُتبع آخر مرة.. 🫣✨️

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن