الفصل السادس و العشرون : مُختل.

1.2K 108 50
                                    

أنت تعرف أنك في قلب الظلام عندما لا تستطيع أن ترى حتى نفسك.
— ستيفن كينغ.
________________

➤ Asteria

قضيت الساعات الأخيرة كلها مع سكاي نتجول في السوق، نركض من متجر إلى آخر. حتى بدأت أقدامنا تؤلمنا من كثرة المشي. اشتريت أشياء كنت أرغب بها، وأشياء أخرى فقط لأني أستطيع، بلا سبب محدد.

لم أكتفِ بذلك، بل اشتريت لسكاي أيضًا بعض الأشياء، ومع ذلك، لا يزال لدينا الكثير من المال. العمال الذين دفعنا لهم لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم وهم يرمقونني بنظرات مبهورة، لمجرد أنهم رأوا المبلغ الذي أمتلكه.

"كان يومًا رائعًا!" قالت سكاي وهي تتأرجح ذهابًا وإيابًا بحماس، نحن نحمل الأكياس ونغادر.

"لنعيده يومًا ما"

"بعد الاختبارات" أضافت وهي تلوح لي بيدها وتبتسم.

"اتفقنا" ضحكت بصوتٍ عالٍ. في تلك اللحظة سمعت صوت هاتفي يرن، نظرت إلى الشاشة ورأيت اسم "أوريليوس". شعرت بنبضة سعادة تملأ قلبي بمجرد رؤية اسمه.

"أوه، إنه الزوج" سكاي بابتسامة ماكرة وهي تحدق في الشاشة ثم نظرت إليّ، "انظري لنفسك، تبدين مغرمة جدًا"

حدقت بها بصدمة وهمست بسرعة، "لا" قبل أن أضع الهاتف على أذني، "أوريليوس!"

سمعت تنهيدته على الفور، "أين أنتِ؟"

"أنا بجانب المول، كنت سأهاتفك."

"سأتأخر قليلاً، حصل شيء طارئ في الشركة. ابقي في الجامعة حتى أتمكن من القدوم."

شعرت بشيء غريب يعتري قلبي، واختفت ابتسامتي. "أكسيل... ما الذي يحدث؟ هل تأذيت؟ هل يتعلق الأمر بجرحك؟" سألت بقلقٍ وصوتي يعلو دون أن أدرك.

"لا، لا شيء من هذا القبيل، فقط أمر يتعلق بالعمل، مع شخص من أتباع ديميتري. سأخبرك بكل شيء لاحقًا، لن أتأخر."

"اتفقنا." عضضت على شفتي السفلية، رغبت في أن أقول له: "انتبه على نفسك، ولا تسرع." لكنني ابتلعت الكلمات وهمست بها بصوت غير مسموع.

"حسنًا، كما قلت، انتبهي على نفسك." جاء صوته هادئًا عبر الهاتف.

"حسناً." أبعدت الهاتف عن أذني برفق، ثم انحنيت لألتقط الحقائب. "سأبقى في المكتبة لبعض الوقت وأدرس حتى يعود أكسيل."

"سأرافقك."

"لكن لديك عرض تشجيع غدًا." رفعت حاجبيّ بينما رمقتها بنظرة باردة.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن