"23" اعترافات

3 1 0
                                    

بينما تكاد جدران المنزل تتهشم لشدة عراكنا نحن الثلاثي، فالسيد ألب لم يعجبه مذاق الحساء الذي أعددته له، وَ ليزا تهدده بأن تفضح أسراره أمامي لو لم يتناوله كله، صمت الجميع فجأة ليكتسح الهدوء أرجاء المنخزل مجددًا، فهمس ألبرت لكلانا..

"سأنهي طبق الحساء هذا كله لكن بشرط"

نظر كلٌ منا للآخر ثم إليه، لننطق بذات الوقت..

"حسنًا، ما هو"

نظر للسقف لبرهة من الوقت، ثم بدأ يتكلم..

"أولًا، يجب علّي أخباركِ بكل شيء يا آشلي"

قلقت من نبرته الجدية، فلا تبدو عليه أيّ ملامح سخرية الآن..

"أنني أسمعك، تكلم"

أشار لنا بالجلوس، فكان كلانا واقفتان، أتخذنا من الأريكة التي تقابله لنا مكانًا، ليكمل كلامه..

"آشلي، كلانا يدرك ماهية مشاعر الآخر، وَ تعلمين من هي أردا بالنسبة لي، حتى أن ليزا تغار منها بعض الأحيان، لكني أخفيت عنها أمرًا أخشى أن لا تسامحني عليه"

ما خطبه، أشعر بمدى تشابك أفكاره، ليظهر لي هذه المشاعر دفعة واحدة..

"أن أعددت لكَ الطعام، وَ سقط قلبي أرضًا من الخوف عليك حين رأيتكَ بهذا الحال، وَ اظطربت كلما نظرت إليك، لا يعني أنني أكن لكَ غير المشاعر العدائية فلا تحلق بأحلامك كثيرًا، ثم ما الذي أخفيته عن أردا أخبرني وَ سأحاول مساعدتك خوفًا عليها لا عليك"

أنهت كلامها بينمّا تبعد ناظريها عني، كي لأكشف حقيقة مشاعرها، نظرت لليزا أبتسم..

"ليزا، أرأيتِ يومًا أكبر من هذا التناقض؟"

قهقها كلاهما، ثم أجابته ليزا بنبرة باردة..

"أنها آشلي يا أخي، لا تتنازل عن عنادها، ألا تذكر، حين كانت تخبر السيدة أيفا، أنها تناولت الأفطار كي لا تمرض وَ تنجبر هي حينها على أخذ إجازةٌ من العمل"

شهقت، لأحاول أسكاتها..

"هذا غير صحيح، لقد كنت طفلة"

بالتفكير بالأمرّ معهما حق، لكني لا أحب الأفصاح بمشاعري عن طريق الكلام، بل لطالما كنت أختار الأفعال لتترجم مشاعري، لا زال نظره ثابت نحوي وَ صمتٌ خييم بيننا لبرهة لأوجه له..

"حسنًا، أنسوا أمري الآن، ماذا الذي تخفيه عن أردا؟"

هو طأطأ رأسه، يعيد خصلات شعره للخلف، بينما أنا وَ ليزا نتشوق لمعرفة ما يخفيه، لينطق أخيرًا..

"أتذكرين الفتى الذي كان في الميتم، وَ أردا كانت معجبة به"

أذكره، وَ كيف لاء وَ هي لم تتجرأ أن تنظر لأحدًا بعده..

زهقٌ مُتوارٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن