"27" عناقُ البداية وَ النهاية

3 1 0
                                    

وصلنا المنزل أنا وَ آشلي وَ ألبرت، وَ كنت مشتاقة لكل إنشٌ فيه بالفعل، دخلت لأستحم، وَ أول ما أنتهيت تفاجأت بما جهزته لي آشلي، طاولة طعام تغص بالأطباق الشهية، لقد تعلمت طهو الطعام في الفترة السابقة قسرًا بسبب غياباتي الطويلة، تبادلنا أحاديث عشوائية على السفرة، وَ من ضمنها أخبرني ألبرت بما جعلني أفتح فاهي من الصدمة..

"أردا، الآن وَ بعد أن عدتِ لنا بخير، هناك أشياء يجب أن تعرفينها، أرجو أن تتفهمي موقفي وَ لا تغضبي مني"

همهمت له، بينما أمضغ لقمةٍ من الطعام..

"لا عليك لم يبقى ما يفجعني أكثر مما حدث"

أنزل معلقته من يده، يبعثر شعره بينما ينظر لآشلي لتهز رأسها الأخرى تبتسم له..

"بشأن إدري، وَ معرفتي به"

أنتفضت، تبعثر شيءٌ ما بداخلي، أخترت البقاء صامتة أنتظره يكمل..

"أنا أعرفه من سنين طويلة، وَ كنت ألتقي به وَ أعرف بشأن كل ما حدث، بأختصار كنا صديقان مقربان بعد أن أختفى من الميتم، هو ذاته الفتى الذي أحببتيه يا أردا"

جحظت عيناي من الصدمة، سقطت الملعقة من يدي فتحت فاهي أنظر لهما بشرود، لأنطق بعد دقائق من أنتظاره أي رد..

"ما الذي تقوله أنتَ تمزح بالتأكيد؟"

بدت عليه علامات التوتر، فرقع أصابعه، وَ أبعد عيناه عني..

"لا أمزح أنه هو، أتذكرين حين رأيتيه معي أمام المنزل بعد عودتكم من المطعم؟، كان قد أتى ليخبرني عن ما حدث، كان يشاركني فرحته بأنه أستطاع التقرب منكِ أخيرًا بعد تلك السنين كلها"

شعرت بشوكٍ في حلقي لم أستطع أن أنطق بحرف، نظرت له بخيبة، ثم أزحت بصري عنه، أوجهه لآشلي، وَ بصوتًا متهدج..

"آشلي، حلوتي سلمت يداكِ، كما أنني أشتقت لغرفتي كثيرًا سأذهب لألقي نظرة عليها"

أبتسمت لي، وَ عرفت ما أخفيته خلف هذه الكلمات، لترد..

"تلميذتكِ يا أختي، حسنًا لكن لا تتأخري علّي، فأني أشتقت لكِ كثيرًا، سأنهي توظيب المطبخ وَ أحظر لكِ كعكتكِ المفضلة مع كوب قهوة، وَ حينها سأخرجكِ من حجرتك غصبٌ عنكِ"

قهقهت بخقة، بينما داخلي ينزف محجري محمرتان، وَ ألب لم يرفع رأسه بقي مطأطأ لعلّي أحن عليه أعرف حركاته هذه جيدًا، لكن ليس بأمرٌ كهذا..

"أتفقنا، أتمنى أن تبقين هكذا لا أن تتخلين عن ما تعلمتيه غدًا لتعودي لعدم المسؤلية التي كنتِ تعيشين بها"

أنهيت ذيل جملتي بينما أذلف لحجرتي أغلق الباب خلفي، تنهدت، أطلقت العنان لدمعي، بكيت وَ بكيت، بكيتني، بكيت حبي المبتور، بكيت الفقد المستمر، بكيتُ صمتي، الآمي التي لا يعرف عنها أحدٌ شيء، تنفختا مقلتاي، شعرت بفراغٌ داخلي وَ أنا من يهوي داخل الفراغ هذا، وَ لا أصل..

زهقٌ مُتوارٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن