عندما خطا الثلاثة إلى العالم السابع، استقبلتهم عظمة لا يمكن وصفها بسهولة. الأرض كانت تلمع بلون ذهبي، كأنها مفروشة برمال مشعة تشعر بالحياة. السماء فوقهم امتدت بصفاء أزرق غامق، تتخللها خيوط ذهبية متوهجة ترتبط بجبلين شاهقين في الأفق، كأنهما يحضنان العالم بينهما. بين هذين الجبلين، كان هناك عنكبوت ينسج شبكته العجيبة. الخيوط لم تكن فقط ممرات، بل كانت أشبه بطرق شفافة مضيئة، تتفرع في كل اتجاه نحو ملايين البوابات التي تطفو في الهواء، كل واحدة تنبض بطاقة مختلفة، تؤدي إلى عالم خاص بها.
المنازل في هذا العالم كانت تحفًا معمارية مذهلة، مزيجًا من عبقرية البشر وسحر الجن. بعضها كان يبدو كقلاع زجاجية شفافة، تعكس الضوء بألوان قوس قزح، وأخرى كانت معلقة على خيوط العنكبوت، وكأنها أعشاش سماوية. هناك أبراج مرتفعة بُنيت من حجارة بلورية، تعكس السماء كأنها جزء منها، وبيوت صغيرة محفورة داخل الجبال، أبوابها مزينة بنقوش قديمة تخبر قصص العوالم المختلفة.
أما شعب العوالم، فكانوا كائنات متعددة الأشكال. الجن كانوا الأطول والأكثر أناقة، بعيون تتوهج كالشمس، وأجنحة خفيفة كالضوء تظهر وتختفي. بينهم كائنات أشبه بالبشر، لكن بسمات تختلف، كجلد مضيء أو هالات سحرية تحيط بهم. كانت هناك مخلوقات طائرة تشبه الطيور، لكنها بحجم البشر، وذات ريش معدني يعكس الضوء في جميع الاتجاهات.
في الأفق، كانت أسراب من الطيور العجيبة تحلق بحرية. بعضها كان بأحجام هائلة، بأجنحة شفافة كزجاج ملون، وأخرى صغيرة، تشبه الفراشات لكنها تصدر ألحانًا موسيقية أثناء طيرانها. الطيور لم تكن فقط للزينة؛ بعضها كان مُرسلًا ينقل الرسائل بين العوالم، وأخرى تُرشد المسافرين عبر خيوط العنكبوت.
شوارع المملكة نفسها كانت ساحرة؛ مرصوفة بأحجار متوهجة تُصدر طاقة تبعث على الراحة. هناك أسواق ضخمة تعجّ بشعوب العوالم المختلفة، تعرض بضائع سحرية، مثل مشروبات تعيد الشباب، وأحجار تعزز القوة، وأقمشة تتغير ألوانها حسب المشاعر.
هاتور أشارت إلى كل هذا وقالت بفخر:
"هذا هو عالم مملكة العوالم. كل شيء هنا يحمل أثرًا من العصور الأولى، حيث اجتمعت الكائنات العاقلة لبناء حضارة تجمع بين السحر والعلم. البشر كانوا شركاء رئيسيين، لكنهم الآن جزء من الماضي، ولم يعد أحد يزورنا إلا نادرًا."مصطفى، وهو يتأمل المشهد، قال:
"هذا ليس عالمًا، إنه معجزة."أشارت إلى المدينة التي تتوسط الخيوط وقالت:
"انظروا إلى هذه المباني. بعضها شُيد بمهارة بشرية فائقة، وبعضها الآخر يحمل طابع الجن والهوام، وهناك أبراج عملاقة بُنيت بقوة الكائنات الأسطورية التي كانت تعيش هنا. هذه المملكة هي ثمرة تعاون بين كل العوالم، لكنها الآن مغلقة، وأغلب تلك الكائنات لم تعد تتواجد هنا."

أنت تقرأ
امرأة من عالم الجن _الجزء الأول _نداهة العاقير (مكتملة).♡
Fantasyفي عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر...