"انتهت القصة"

149 21 17
                                    

في عرش المملكة، وداخل قاعة الحكم المهيبة، جلس الملك تهان، بهيبته التي ملأت المكان.
حواجبه عريضة ثقيلة تظلل عينيه الكحيلتين، ولون بشرته القمحية بين الأبيض والأسمر أضفى عليه وقارًا مهيبًا. ذقنه السمراء التي خطها القليل من الشعيرات البيضاء أكملت ملامح رجل ناضج، قوي، وصلب. بنيته العضلية الضخمة وعروقه البارزة، وصوته الأجش العميق، جعلاه يبدو كأنه تمثال حي لشخص عظيم. كان يرتدي ثوبًا ملكيًا بديع الصنع، يزينه تاج مرصع بالجواهر اللامعة، رمزًا لعظمته وقوته.

ولكن السكينة الملكية لم تدم طويلًا...
دخل أحد الحراس فجأة، وجهه شاحب وأنفاسه متقطعة، يهرع كأنه يفر من كارثة. انحنى الحارس أمام الملك وقال بصوت متهدج:
"أنجدنا يا سمو الملك! الملكة هربت... لقد قتلت كل حراس الجن الذين كانوا في السجن! كل من قابلته في طريقها لقي حتفه..."

وقف الملك تهان متصلبًا، كأن صاعقة ضربته. عيونه اشتعلت بالغضب، وصوته الأجش ارتفع متسائلًا:
"كيف؟! كيف هربت؟!"

تردد الحارس قليلًا، ثم قال بصوت مملوء بالخوف:
"من حررها... ابنتك، هاتور. لقد عادت ومعها بعض الشياطين. إنهم الآن في طريقهم نحو العنكبوت!"

صمت الملك للحظات...
ثم قال بصوت حاد كالسيف:
"لقد كتبوا على أنفسهم الموت! سيُخلد التاريخ أن هناك ملكًا قتل ابنته من أجل شعبه!"

ثم التفت إلى أحد القادة القريبين وأمر بصوت صارم:
"أنذر قائد الجيش! وليستعد الجميع. دقوا الأجراس، ولتُسمِع مملكة العوالم بما سيحدث. الموت للشياطين، والموت لكل خائن!"

وعلى الفور، دوت أصوات الأجراس في أرجاء المملكة، ناقلةً الخبر.
لحظات فقط، وتحولت مملكة العوالم إلى خلية نحل، استعدادًا لمعركة ستُكتب في صفحات التاريخ بالدم والنار.

بينما حلقت هاتور وشرميزو، ومعهم الشياطين الذين اصطحبتهم، نحو العنكبوت، كان كل من يعترض طريقهم يلقى حتفه دون هوادة.
سُمع صوت الأجراس يدوي في الأفق إعلان عل الحرب. نظرت شرميزو نحو هاتور بقلق وقالت:
"تهان قد علم بوجودنا. يجب أن نتحرك بسرعة، لن يتركنا نكمل ما بدأناه!"

لكن هاتور، بعينين تملؤهما الغطرسة ، أجابت ببرود:
"لن يدوم الأمر طويلاً، الأجراس لن توقف مصيرًا رسمناه بدمائهم."

ثم انطلقوا في السماء، ممزقين السحب بجناحي الظلام، متجهين نحو جبلي المعرفة، حيث يوجد العنكبوت

في الجانب الآخر، كان الملك تهان يشق طريقه نحو السجن، حيث رائحة الدم والموت تغرق المكان.
خطواته كانت ثقيلة، تحمل الغضب والحزن معًا. عند مدخل السجن، رأى مشهدًا أشبه بالكابوس: الجثث متناثرة، والدماء تغطي الأرض كأنه طوفان.

امرأة من عالم الجن _الجزء الأول _نداهة العاقير (مكتملة).♡ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن