الأيام لا تترك شيئًا على حالها؛ هي عجلة تدور بلا توقف، تقلب السعادة حزنًا، والحزن أملًا، وتفرق بين الأحباء حينما يظنون أن العالم بأسره لا يستطيع ذلك. لكنها أيضًا تهمس في زوايا القلوب المنكسرة بحكايات قديمة، تقول إن الغائب، الأقرب إلى القلب، مهما ابتعد، وأينما كان، سيعود في أحد أيام ديسمبر...
انهى مهمته بإرشاد روح طاغية أخرى إلى مكانها المستحق، وتنفس بعمق وهو يستريح على سطح بناية مهجورة. كانت المدينة تحته تعج بالصخب، لكنه أحب هذه اللحظات الهادئة بعيدًا عن كل شيء. وبينما كان يتأمل السماء، لمح فراشة سوداء ترفرف بخفة باتجاه مكان ما. لم يكن بحاجة للتفكير طويلًا؛ كان يعرف تلك الأجنحة جيدًا.
همس لنفسه بابتسامة:
"عجبًا، عجبًا... الفراشة المشاغبة متلهفة لشيء ما."
مد جناحيه الداكنين بقوة، وضرب بهما الهواء، متتبعًا مسارها بصمت. حلق وراءها، مستمتعًا بملاحقتها حتى لحق بها أخيرًا.
قال بصوت مرتفع يحمل مزيجًا من المزاح والاستفزاز:
"هاي! أنتِ... إلى أين؟"
ردت دون أن تلتفت، نبرتها حادة وباردة:
"اهتم بشؤونك الخاصة."
ضحك بخفة وقال بنبرة أكثر دفئًا:
"أهذا جزائي لأنني أُبدي اهتمامًا بكِ، يا فراشتي؟"
توقفت فجأة، والتفتت نحوه بعينين تقدحان شررًا، على وشك أن تصرخ في وجهه، لكن كلمته الأخيرة أوقفتها.
🦋"فراشتي..."🦋
توقفت فجأة في الهواء، وكأن الكلمة التي خرجت من فمه كانت مفتاحًا لباب قديم أغلق منذ زمن. نظرت إليه بملامح مضطربة، تحاول أن تخفي الصدمة التي اعترتها.
-"ما بك؟" سألها حاصد الأرواح ببرود ممزوج بشيء من الحيرة.
لم ترد على الفور، فقط حدقت فيه بعينين تحملان ذكريات قديمة لم تكن تود مواجهتها.
-"من أين... من أين تعلم هذا اللفظ؟"
رفع حاجبيه بدهشة خفيفة، ثم ابتسم بسخرية.
-"أوه، أكنتِ تنتظرين براءة اختراع؟ إنه مجرد تعبير يا صغيرة. لماذا تبدين وكأنكِ رأيتِ شبحًا؟"
لكنها لم تكن تستمع له حقًا. كانت غارقة في صوت آخر، صورة أخرى، لويس وهو يقف أمامها بابتسامته المعتادة.
-"فراشتي الصغيرة، لا تقلقي. "
تذكرت كيف كان يغازلها لويس يومًا ما، وكيف كان يطلق عليها ذات الكلمة، بذات النبرة الدافئة. شعرت بشيء غريب يتسلل إلى قلبها، مزيج من الحنين والألم.
أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romanceانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}
