"حبي، أرجوكِ... استيقظي. أعدكِ، سأكون جيدًا هذه المرة... فقط أحتاج فرصة أخرى، أرجوكِ، أتوسل إليكِ. أعلم أنكِ تسمعينني... أرجوكِ."
كانت كلماته تخرج متقطعة، همسًا يشوبه ألم لا يحتمل، بينما دموعه تنساب على وجهه دون توقف. ابتسامته المرة كانت أشبه بصرخة مكبوتة، محاولًا بكل الطرق إقناع نفسه أن هذا كله ليس سوى مزحة قاسية.جاثيًا عند تابوتها، أمسك يدها الباردة برفق، وكأنه يخشى أن يؤلمها، ووضع رأسه على صدرها، مشتاقًا إلى سماع نبض قلبها، النبض الذي كان يبعث فيه الحياة، والذي توقف الآن إلى الأبد.
كانت ترتدي أحد أغلى أثوابها، الثوب الذي لطالما أظهر سحرها وأناقته، الثوب الذي لا يحلم أغلب الناس بارتدائه ولو مرة واحدة في حياتهم. كانت راقدة بسلام، وكأنها في نوم عميق، محاطة بالورود البيضاء والحمراء التي أحبتها.
ورغم جمال المشهد من الخارج، إلا أن داخله كان صحراء قاحلة، يملؤها الفراغ واليأس. لم يكن هناك شيء قادر على ملء الفراغ الذي تركته برحيلها.
جلس بجانبها لوقت بدا كالأبدية، غير قادر على التخلي عنها. وكلما نظر إلى وجهها، إلى عينيها المغمضتين، إلى شفتيها التي فقدت لونهما، كان يتمنى لو أن بإمكانه إعادة الزمن إلى الوراء، ليمنع كل شيء من الحدوث.
لكنه كان يعرف الحقيقة. كريستينا رحلت، ولن تعود. كل ما تبقى له هو ذكريات لا تطاق، وندم لا يمكن تحمله.
لم يأتِ أحد غيره لجنازتها. المكان كان خاليًا تمامًا، إلا من الدفانين الذين وقفوا على مسافة، ينتظرون بصبر نافد لإتمام عملهم.
لكنه لم يتحرك، جالسًا بجانب تابوتها، رافضًا تقبل الحقيقة. كانت يداه متشبثتين بحواف التابوت، وكأن تركه يعني التخلي عنها للأبد.
"سيدي، علينا أن ندفنها..."
صوت الدفان قاطعه بنبرة مستعجلة، لكن رده جاء غاضبًا، مخنوقًا بالدموع:
"اصمتوا! دعوها! لا تأخذوها مني.!! "
اقترب أحدهم بحذر، محاولًا إقناعه:
"لكن يا سيدي، هذا واجبنا... يجب أن تُدفن."
نظر إليهم بعينين فقدتا بريقهما، وقال بصوتٍ مرتجف:
"لا. لن يدفنها أحد. إنها تخاف الأماكن الضيقة... لا تريد أن تكون وحدها تحت التراب."
كلماته كانت كطعنة في قلوب من سمعوها. لم يكن هناك من يعترض عليه، لكنه كان واضحًا أنه يحاول كسر قوانين الطبيعة نفسها، فقط ليبقيها قريبة منه.
وقف الدفانون في حيرة، ينظرون إلى بعضهم البعض، غير قادرين على المضي قدمًا. أما هو، فكان في عالمه الخاص، عالم من الحزن المستمر والرفض المطلق.

أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
عاطفيةانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}