تقدمت بخطواتها الواثقة نحو المكتب، قرقعة كعبها العالي تكاد تعلن عن حضورها قبل أن تفتح الباب. كانت نظراتها ثابتة، قوية، لا تعكس سوى الجدية المطلقة.
كان الرئيس جالسًا على مكتبه، ينظر إليها من فوق حافة أوراقه التي كان يراجعها. ابتسم ابتسامة خفيفة عندما رأى وجهها.
"أهلاً... لقد حان الوقت، أليس كذلك؟"
وقفت أمامه بثبات وأجابت بهدوء:
"نعم، أدرك ذلك، سيدي."
وضع نظارته على الطاولة وتكلف جدية مصطنعة وهو يميل إلى الأمام:
"إذن، تريدين راتبك نقدًا أم على بطاقتك المصرفية؟"
رغم الجو المشحون من رهبة اللحظة، كادت كلماته أن تنتزع ابتسامة من شفتيها. لكن بدلاً من ذلك، ردت بجفاف مزاحه نفسه:
"أظن أنني أريده نقدًا هذه المرة."
أشار إلى الحقيبة السوداء الصغيرة على الطاولة قائلاً:
"كما طلبتِ... نقدًا. أنتِ تعرفين القواعد، توقيعك هنا أولاً."
تناولت القلم بخفة ووقعت الورقة دون أي تردد. بعد ذلك، التقطت الحقيبة وألقتها على كتفها.
وقبل أن تخرج، توقفت للحظة عند الباب. أدار الرئيس كرسيه نحو النافذة قائلاً بصوت منخفض:
" أتعلمين؟ في كل مرة أراك فيها، أعتقد أنكِ الشخص الوحيد هنا الذي لا ينسى هدفه أبدًا."
توقفت للحظة، ثم أجابته بصوت هادئ:
"ربما لأن هدفي ليس في هذا العالم."
خرجت دون أن تنظر خلفها، تاركة الرئيس يتأمل كلماتها الغامضة، بينما هي أكملت طريقها، خطواتها تخترق السكون وتعلن عن حضورها أينما ذهبت.
حين خرجت من المكتب، كان ضوء الممر الخافت يغمرها، لكن شيئًا جذب انتباهها. ظل رجل مألوف مر سريعًا أمامها. شعرت بشيء يتحرك في داخلها، إنه هو... حاصد الأرواح.
لم تره منذ زمن بعيد، والآن، دون أن تدري لماذا أو كيف، وجدت نفسها ترمي الحقيبة و تركض خلفه. الكرامة، الكبرياء، واللامبالاة التي طالما تمسكت بها، تلاشت في لحظة. قدماها كانتا تتحركان بسرعة قبل أن تدرك حتى أنها اختارت الركض.
أخيرًا، لحقته وأمسكت بذراعه. ركعت للحظة، واضعة يدها الأخرى على ركبتها وهي تلهث، تحاول استجماع أنفاسها.
التفت إليها ببطء، نصفه ما زال في الظل والنصف الآخر في النور. عينيه الهادئتين الباردتين تعكسان دهشة صغيرة، لكنه كان يسيطر على ملامحه بإحكام.
"أنتِ؟" قالها ببرود وهدوء، وكأن حضوره لم يكن مفاجئًا لها بقدر ما كان وجودها مفاجئًا له.

أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romanceانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}