كانت أفكارها تتصارع كالأمواج المتلاطمة في عقلها، تعيد تشكيل نفسها كل لحظة. ويليام... تغير كثيرًا. أصبح الآن شخصًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الرجل الذي عرفته في حياتها السابقة، أو ربما اعتقدت أنها عرفته.
لم تعد هناك قسوة في كلماته، لم تعد عيونه مليئة بالغضب والصراعات. أصبح واضحًا في مشاعره، يقول "أحبك" بطريقة تكاد تحرق قلبها في كل مرة. لم تعد ترى الرجل الذي كان يومًا سببًا في ألمها، بل ترى رجلاً يحاول جاهدًا أن يستعيدها، أن يكون معها بأي ثمن.
"لقد توسل إلي فقط لأعطيه بعض المتعة..."
كانت تتذكر تلك اللحظة جيدًا، كيف كان صوته يرتجف وكأنه يغرق في بحر من المشاعر التي لا يستطيع السيطرة عليها. بكاؤه بين ذراعيها، احتضانه الذي كان يحمل في داخله حزن قرون من الوحدة والندم. لم يكن هذا الرجل هو نفسه الذي تركها ذات يوم.
"أظن أنني يجب أن أعطيه فرصة..."
قالت لنفسها هذه العبارة مئات المرات في عقلها، تحاول أن تقنع قلبها وعقلها بأن هذا القرار هو الصواب. "لقد تغير على كل حال..."
لكن هناك دائمًا صوت خافت في أعماقها، صوت يحذرها من الوقوع في فخ الماضي مجددًا. "ربما الثعلب كان مخطئًا..."
الثعلب، ذلك الكائن الماكر الذي لم يخطئ يومًا، كان يحذرها منه، يقول لها ألا تثق به بسهولة. ولكن هذه المرة، شعرت أن الثعلب قد لا يرى الصورة كاملة.
"عجيب، فهذه أول مرة يخطئ فيها..."
ومع ذلك، لم تكن مرتاحة. ربما كان الثعلب مخطئًا، وربما كانت هي التي تخطئ الآن.
"ربما وجب علي الحذر..."
تنهدت بعمق وهي تحدق في النهر المتجمد أمامها. انعكاس وجهها على سطح الماء بدا وكأنه يسألها، يوبخها على حيرتها.
"هل تغير ويليام حقًا؟ أم أنني أتمسك بسراب لا وجود له؟"
كان القرار صعبًا، لكن أعماقها كانت تعلم أن الإجابة لن تأتي بسهولة.
"مازلتِ تجلسين هناك... ألن تأتي؟"
جاء صوته حنونًا خلفها، وكأن النهر المتجمد أمامها لم يكن باردًا بما يكفي ليكسر دفء نبرته.
أجابت دون أن تستدير: "أنا قادمة."
ترددت في الوقوف للحظة، مشاعرها متشابكة كخيوط عناكب لا يمكن فكّها بسهولة. نهضت ببطء، نفضت الثلج عن معطفها وألقت نظرة أخيرة على النهر. انعكاس وجهها بدا وكأنه يحذرها، لكنه اختفى حين أدارت ظهرها واتجهت نحوه.
أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romansaانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}
