قبل
ثلاثة
عشر
يوما
كان مساءً كئيبًا في المنزل الكبير، صمت ثقيل يخيم على الأرجاء، وغياب ويليام بسبب رحلة العمل زاد الوحدة قسوة. جلست كريستي في غرفة المكتبة، تتنقل بين الرفوف الطويلة بنظرات متثاقلة، تبحث عن شيء يبعث الحياة في هذا السكون. لكنها سرعان ما شعرت بالإحباط؛ الرفوف ممتلئة بكتب القانون الجافة، والفلسفة التي تشبه الأحجيات، وتلك الكتب الثقيلة التي يبدو أن ويليام يجد متعة في قراءتها.تنهّدت كريستينا وهي تترك إصبعها يمر فوق أغلفة الكتب الباهتة، متسائلة... أين هو الكتاب الذي قد يمنحها لحظة هروب؟ رواية تغرقها في عالم جديد؟
لكن الواقع أن أحدًا لم يعرف عن حبها للروايات. هذا الشغف الذي احتفظت به لنفسها، كأنه سرّ لا ترغب في أن يُكشف. لم يلاحظ أحد ذلك، لم يُهتم به أحد... باستثناء لويس. لم تخبره يومًا عن ذلك، لكنه لاحظ.
في صغرهما، كان لويس دائم الملاحظة، يُدرك أشياء عنها لا تُدركها هي حتى. لم يكن عليها أن تقول شيئًا؛ يكفي الامر أن يرى نظراتها الطويلة إلى الكتب الخيالية، أو يلاحظ طريقتها في الانسحاب من ضجيج العالم إلى صفحات تحكي عن مغامرات وأحلام.
لطالما كان لويس الشخص الوحيد الذي بدا كأنه يهتم. أو هكذا اعتقدت. هل هذا حقيقي؟ أم أن كل شيء مجرد أوهام خلقتها لتخفف من وطأة الوحدة؟
أغلقت عينيها لوهلة، تتذكر تلك اللحظات العابرة من طفولتها، ثم عادت لتنظر إلى الرفوف الباردة من حولها. "مجرد ذكريات"، تمتمت لنفسها، قبل أن تغلق باب المكتبة وتعود إلى وحدتها المعتادة.
بينما كانت كريستي تسير في الممرات الصامتة، خطرت لها فكرة، فكرة غريبة ومجنونة بقدر ما كانت رائعة. وقفت في منتصف الممر وهي تبتسم لنفسها بسخرية ابتسامة بلهاء : "ماذا لو ناديت لويس لنلعب كما كنا نفعل في طفولتنا؟"
ضحكت على نفسها وهي تخطو خطوات متثاقلة نحو السلم المؤدي إلى غرفتها. عند وصولها، شقت باب الغرفة ببطء، وكأنها تخشى أن تجد أحدًا ينتظرها بالداخل. ألقت نظرة خاطفة، ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها، مستندة عليه بظهرها. ارتسمت على وجهها ابتسامة واسعة لم تستطع كبحها، قبل أن تترك صدرها يطلق صرخة مكتومة، محاولة حبس تلك السعادة الطفولية التي اجتاحتها.
تقدمت نحو السرير بخطوات خفيفة، ثم قفزت عليه بحماس جعل صوت ارتداد السرير يكسر صمت الغرفة. لكن لحظتها لم تطل، إذ سرعان ما انزلقت زاحفة تحت السرير، يديها تتلمسان المساحة المعتمة كأنها تبحث عن كنز مفقود. وبعد لحظات من التنقيب، خرجت وهي تحمل صندوقًا صغيرًا مغبرًا.

أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romanceانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}