(part15)حب بدأ حين انتهى-9-(فَرَاشَتــــُـــــــــه🦋)

23 5 17
                                    


يصرخ الرعد غضبًا وسط العاصفة الهوجاء في الخارج، كأنه يحذرهما من مغبة انتهاك المحظور... حدود حمراء وضعتها الطبيعة، لكنهما تجاهلاها، أو ربما اختارا نسيانها.

كانت الغرفة مغمورة بظلال الليل، وأضواء البرق التي تخترق الستائر بين الحين والآخر تلقي بوهج فضي على وجهها. عيناه كانتا تغليان بصمت مضطرب، مزيج من الألم والرغبة والحب الذي يختلط داخله، كما لو كان يدرك تمامًا أنه يقف على حافة نقطة اللاعودة.

اقترب ببطء، مد يده المرتجفة للحظة، كأن الزمن توقف قبل أن يترك لأنامله الخشنة، الحنونة في ذات الوقت، أن تلامس بشرتها. تلك اللمسة سلبت منها أنفاسها، لتترك صدى أشبه بلحن عذب طالما اشتهاه لويس. في تلك اللحظة، بدا العالم من حولهما يذوب، ولم يبقَ سوى وجودهما وحدهما.

كان عناقهما أشبه برقصة غير معلنة، حركات خجولة تسبقها لحظات اندفاع شجاعة، تحمل كل لمسة فيهما رسائل لا حدود لمعانيها. لم تكن هناك حاجة للكلمات، فالأصوات الخافتة كانت أبلغ، ونظراتهما كانت كافية لتبوح بكل ما لا يمكن التعبير عنه.

رغم جهوده المضنية لضبط نفسه، لم يستطع لويس إلا أن يظهر جمحه. ومع ذلك، كانت يداه تعبر عن مزيج غريب من الحرص والشغف، كما لو كان يخشى أن تتلاشى بين ذراعيه.

وفي تلك اللحظة، بدا أن الزمن توقف تمامًا. لم يتبقَ في العالم، عالمها، سوى هي وهو، والعاصفة التي بدا أنها لن تهدأ أبدًا.

ــــــــــــــ

رن المنبه عند السادسة صباحًا، كما يفعل دائمًا. لكن هذه المرة، يد امتدت بخفة لإسكاته قبل أن يزعج السكون. كان لويس هو من أطفأه.

وسط الأغطية التي تعكس دفء الليل الطويل، كانت كريستينا تنام بين ذراعيه، رأسها يستريح على صدره، وأنفاسها هادئة كأنها تنعم بحلم جميل. أما هو، فقد أحاطها بذراعيه كما لو أنه يحميها من العالم، وكما لو انهما وحدهما في هذا الكون.

مع شروق أول خيط من الضوء عبر النافذة، بدأت كريستينا تتحرك ببطء. فتحت عينيها المثقلتين بالنعاس، ثم حاولت التحرر بلطف من بين ذراعيه .

لكن لويس لم يترك لها المجال. مد يده بسرعة وأمسك خصرها، وجذبها إليه برفق حتى التصقت بجسده. همس في أذنها بصوتٍ خافت لكنه مشبع بالحنان: "إلى أين يا حبي؟"

ردت بخجل: "إلى المطبخ، ألا تريد تناول الفطور؟"

ابتسم لويس، ثم طبع قبلة صغيرة على رأسها وقال: "لا، دعكِ من ذلك. ما زال اليوم طويلاً... تعالي، نامي قليلاً بعد."

ترددت لوهلة، لكن الدفء في صوته وحنانه جعلها تعود وتغرق في حضنه من جديد، حيث بدا وكأن الوقت توقف مرة أخرى، وكأن صباحهما يمكنه الانتظار.

حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it endedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن