"كريستينا، هل تحبينني؟" قالها بصوت شارد بينما كان يحرك قهوته ببطء، عينيه مركزة على الدوامة الصغيرة التي أحدثتها الملعقة.
"نعم،" جاء صوتها هادئًا.
رفع رأسه قليلًا، محدقًا نحوها وكأن الإجابة لم تكن كافية: "قوليها."
"أحبك."
صمت للحظة قبل أن يطرح سؤاله التالي، بنبرة أثقل وكأن الكلمات تخرج من أعماق قلبه: "لماذا؟"
لكنه لم يتلقَّ إجابة.
كل ما سمعه كان الصمت... الصمت الذي كان أثقل من أي كلمة قد تقال.رفع رأسه ببطء، محدقًا في الكرسي الفارغ أمامه. صوتها الذي رد عليه قبل لحظات، لم يكن سوى وهم آخر خلقه عقله المرهق.
همس لنفسه بمرارة، وكأنه يبرر غياب الإجابة: "بالطبع لن تردي... أنتِ لستِ هنا."
لكنه لم يستطع مقاومة الحديث معها، حتى لو كانت مجرد صورة في ذهنه. عاد ليهمس:
"لماذا أحببتني؟ لم أكن يومًا جديرًا بكِ... لماذا بقيتِ؟"
لم يتلقَّ إجابة مرة أخرى، لكن في داخله شعر بشيء يجيب، صوتها الحنون الذي لطالما أحبه، يخبره بما لا يصدق.
أغمض عينيه وابتسم بسخرية: "لأنكِ كنتِ اكثر حمقا مني... وهذا السبب وحده يكفي ليجعلني أكره نفسي أكثر."
تناول قهوته الباردة دفعة واحدة، وكأنها عقاب لنفسه على سؤاله الذي لن يحصل على إجابته أبدًا.
نهض عن الطاولة بخطوات ثقيلة، وألقى نظرة أخيرة على المطبخ. هناك، خلف البخار المتصاعد من الأطباق، رأى طيفها. تعمل بهدوء، تنقل الصحون وتبتسم، كما اعتاد أن يراها. شعر برغبة عارمة في احتضانها، لكنه لم يجرؤ على الاقتراب. كانت ذكرى أكثر من كونها حقيقة.
غمره شعور بالندم. تذكر كل مرة رآها فيها ولم يعانقها، كل لحظة أهمل فيها دفئها. وفي تلك اللحظة، نسي أمر سامانثا، نسي كل شيء.
"لا بأس..." همس بصوت متهدج بينما كانت دموعه تنساب على وجنتيه. "إنها مسألة وقت فقط، وسنلتقي، صحيح؟"
تراجع بضع خطوات لينظر للطاولة مرة أخرى، حيث كانت تجلس في مخيلته تنظف الصحون بمرح.
"كريستينا..." قال بصوت مكسور، ثم أخذ نفسًا عميقًا مرتعشًا. "أنا أملك المال، لكن علامَ أصرفه؟ لمن سأشتري الهدايا؟ منصبي ضاع بسبب هوسي بك... وشهرتي..." ضحك بمرارة وهو يهز رأسه. "أنا ما زلت مشهورًا، لكن اسمي تحوّل من 'المدعي العام البارع'... إلى 'المجنون الذي فقد زوجته'."
ثم جلس على الأرض، وكأن قدميه خانتاه. حدق في الفراغ بينما دموعه تستمر في السقوط، يبحث عن إجابة لن تأتي أبدًا.

أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romanceانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}