لقد مر شهران على طرد لويس، شهران من العذاب والصمت المطبق. لويس... الرجل الذي كان الضوء الوحيد في حياتها المظلمة، اختفى فجأة. صارت الأيام أبطأ وأثقل، وكلما ابتعد لويس عن حياتها، زاد غضب ويليام عليها. كان غضبه يزداد كل يوم لأسباب تجهلها، لكنه كان يفرغ كل ذلك عليها بلا رحمة.
تحملت كريستينا كل شيء... الضرب، الإهانات، وحتى نظراته الباردة التي كانت تخترقها كالسكاكين. ما زاد الأمر سوءًا كان حملها... طفل لويس ينمو داخلها، الطفل الذي لم تخبر أحدًا عنه. لم تملك الجرأة على قتله، ولم ترد ذلك. كان الطفل رمزاً للأمل الوحيد في حياتها. فكرت مراراً في الهرب، لكنها أدركت أن العالم الخارجي ليس أكثر أماناً من الجحيم الذي تعيشه.
لويس كان يتيماً، بلا أهلٍ يلجأ إليهم. أما والدها، فهو رجل هارب من العدالة، يظهر نادراً، ولا تجرؤ على طلب المساعدة منه. وأمها؟ تلك الراقصة التي تعمل في أماكن مجهولة؟ كانت تعلم أن أمها ستشي بها إلى ويليام أو قد تبيعها لرجل آخر دون أي تردد.
كانت كريستينا محاصرة، بلا أمل، وبلا خطة. لكنها كانت تحتفظ برغبة واحدة فقط، أن يظهر لويس مجددًا. أن يعود لينقذها من هذا الكابوس الذي لا ينتهي.
.
.
.
تلك الليلة... وقف ويليام أمامها، والغضب يشتعل في عينيه كما اعتادت أن تراه. لكنها لم تعد تخافه. لقد أصبحت شبه ميتة... روحها منهكة، وجسدها لم يعد يشعر بالألم، بعد أن اعتادت على الضرب والتعنيف. حتى الكلمات الجارحة لم تعد تؤثر فيها، فقد مات قلبها منذ وقت طويل.
كان يبدو متضايقًا بشدة، مختلفًا عن عادته في إخفاء مشاعره خلف قناع السخرية. فجأة، عانقها... عناقًا مفاجئًا وغريبًا لم تفهم معناه. لم يكن فيه حنان، بل كان مشوبًا بالتملك والاعتذار. قال بصوت خافت لكنه مضطرب:
"أنا آسف... لم أقصد أن أؤذيكِ، لكنكِ دائمًا تستفزينني."
رفعت عينيها المطفأتين لتنظر إليه، ثم قالت ببرود، بصوت يفتقر للحياة:
"أنت لا تخاف عليَّ يا ويليام... أنت تخاف على جسدي، أن تنقص من جاذبيته شيء."
اشتعل الغضب في عينيه فورًا، وشد على كتفها بقوة، وكأنه يريد انتزاع هذا الفكر من عقلها. ضمها إليه أكثر، وكأنه يحاول محاصرتها جسديًا وعاطفيًا، وقال بصوت متوتر:
"كيف تظنين ذلك؟ كيف تجرئين على قول هذا الكلام؟"
"انا محقة... اليس كذلك؟" قالتها بصوت متهدج مليء بالشك، وهي تنظر اليه بعينين خامدتين.

أنت تقرأ
حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it ended
Romanceانها لا تذكر حياتها السابقة، كل ماتذكره هو قبلته الاخيرة حين ماتت بين يديه 🥀💔 {ممنوع التقليد🚫‼️}