(part 30)-لقاء ديسمبر الموعود-

12 1 0
                                    

"أنا أحبك."

قال حاصد الأرواح المستجد بصوت مليء بالخجل والتردد، محاولًا جمع شجاعته وهو ينظر إليها بعينين مليئتين بالرجاء.

"آه... هذا مفاجئ."

ردت حاصدة الأرواح بابتسامة متوترة، واضعة يدها على مؤخرة رقبتها في محاولة لتخفيف حدة الموقف.


"أعلم أنه مفاجئ، أنا آسف لأني قلتها فجأة، لكني حقًا أحبك."

تابع المستجد وكأن الكلمات تخرج منه دفعة واحدة قبل أن يفقد شجاعته.


"أشكرك على حبك، أقدّر ذلك."

ردت بلطف لكن بصوت يحمل نبرة حاسمة تخفي خلفها حزنًا دفينًا.


" اذن... هل... تواعدينني؟"

سأل  وقد لاح بريق أمل في عينيه.

نظرت إليه للحظة وكأنها تفكر في جواب يحمل حكمة ألف عام من الألم والخسارة. ثم قالت بابتسامة حزينة:

"أظن أن عليك التركيز على عملك، عزيزي، بدلاً من هذا. نحن حاصدو أرواح، هل تذكر؟ الحب ليس جزءًا من عالمنا."

ارتبك المستجد، لكن قبل أن يتمكن من الرد، قاطعته ضحكة مكتومة. التفت الاثنان ليجدوا حاصد أرواح آخر يراقبهما من الظلال بابتسامة ساخرة تعلو وجهه.

"حقًا؟ هكذا تعترف بحبك؟"

قال الحاصد الآخر، كلماته كانت كالسكاكين، تخترق كبرياء المستجد بسهولة.

"أنت جديد جدًا على هذه اللعبة، يا صغيري. ربما عليك أن تتعلم كيف تعمل الأمور هنا."

نظر المستجد إليه بغضب، لكنه لم يستطع الرد. أما حاصدة الأرواح، فقد اكتفت بالنظر إلى الحاصد الساخر بعينين تحدّتهما، وكأنها تقول: هذا ليس وقتك الآن.

لكن الحاصد الساخر تجاهل النظرات وقال بصوت منخفض، وهو يخطو نحوها:

"أعلم أنك ترفضينهم جميعًا، لأنك تنتظرينني... أليس كذلك؟"

لم ترد عليه، بل اكتفت بالتحديق في الفراغ، متجاهلة كلماته المستفزة. لكنها في داخلها عرفت أنه على حق. لم يكن أي شخص آخر قادرًا على أن يلمس أعماق روحها المظلمة كما يفعل هو.


"أنا أشفق عليك لأنك تظن هذا."

قالت حاصدة الأرواح بصوت هادئ لكنه حاد كحد السكين، وهي تنظر إليه بعينين تحملان مزيجًا من الازدراء والأسى.

حب بدأ حين انتهى💔 | 🥀love that began when it endedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن