{ 64 }

4 1 0
                                    


[ بيت متعب بن فالح ]
تجلس تلك الفتاه تعبث بهاتفها تحت الغطاء بعد ان قالت انها تريد النوم ، تدخل على احد المواقع وتعلق في احد الحسابات التي تفضفض عن مشاعرها ولكنها استئسرتها بـ انها تصل لمشاعرها رغم انها لاتعلم من يكون صاحب هذا الحساب المجهول ، انتهت من انهاء عباراته التي كانت تسهر عليها طيلة الليل وتوجهت لملاحظات هاتفها التي دائماً تلجئ لها وكتبت بها عن شعورها عن الحساب الذي وجدته يعبر عن شعوره و وضل لشعورها التائه:
" يأسرني دائماً وجود شخص يكتب عن مشاعره ولكنه يصل لمشاعري التي تعبت وانا احاول الوصول اليها ، اتعلق بـ كتباته لدرجة انني لا اشعر بـ الوقت وانا اقراء بها ، وعندما كنت في تشتت اشلائي كان هناك حساب في احد المواقع يكتب عن شعوره ولكنه كان يصل لشعوري الضائع ، يجمعني رغم شتاتي لذلك كنت دائماً اعيد اعادة صفتحه لرؤية بعض من مكاتيبه الشاعريه وكيف انه لايخفق في الافصاح عن شعوره بطلاقه ، اشعر بـ المشاعر الحلوه فور قرائتي لمكاتيبه ، انها فعلاً تأسرني. "
انهت فضفضتها هي الاخرى واغلقت هاتفها بعد ان داهمها النوم وغفت.
-
[ بيت ابو مسفر ]
دخل راشد المنزل وهو بكامل انهياره الداخلي رغم صلابته الخارجيه ، المنزل مظلم وكأن لا احد به ، لم يكترث فهو معتاد على هذا فـ الساعه اصبحت الثانيه عشر صباحاً عند عودته للمنزل ، توجه نحو السلالم يتجه ناحية غرفته ، ولكنه توقف عند رؤيته لـ نور غرفة ديم لايزال منير ، غير اتجاهه واتجه نحو غرفتة ديم ، طرق عليها بخفه ، وبعد ان اتاه صوتها الخافت فتح الباب واردف:غريبه ليه صاحيه؟
ابتسمت له وهي تتربع على سريرها الابيض واردفت:ابد متحمسه لزواجك ماقدرت انام.
ضحك راشد بخفه واردف وهو لايزال ممسك بمقبض الباب:اجل نامي خلاص تأخر الوقت تصبحين على خير.
ابتسمت له واردفت:وانت من اهله.
خرج واغلق الباب خلفه واتجه نحو غرفته ، دلف غرفته وزالت بسمته وتبدلت بعلامات الارهاق التي تملاء انحاء جسده.
-
يتنهد بكثره و يزفر الهواء الخانق بداخل صدره مُشعل سيجارته ولكن هذه مختلفه فهي لم تعانق شفاته منذ اشعاله لها ، فقط كان ممسك بها بين اصابعه ويشتم دخانها ، ولـ اول مره لا تزاوره رغبة التدخين ، انما كان يملاء ناظريه المغمضه بجمال معشوقته وتخيلها داخل عالم مخيلته ، لم يفتح عيناه او ينتبه لـ اي شيئ الا عند ملامسة سيجارته التي اوشكت على الانتهاء اصابعه لتلسعها بـ حرارتها ، فتح عيناه وامسك بها يطفئها بـ الصحن الموضوع بجانبه ، وامسك بهاتفه ينظر لكتابته وكان هناك من يضع الاعجاب على كل كتاباته ، لم يستغرب ولم يجذبه الحساب انما تركه وترك الرساله الموجهه من الحساب له و اغلق هاتفه ينظر لسماء المليئه بـ النجوم ينتظر نايف ان يأتي بـ ابريق الشاهي الذي ذهب لـ إحضاره ، اعتدل بجلسته عند رؤيته لـ نايف واردف:وش تخترع الذره انت كله شاهي.
انزل نايف ابريق الشاهي واردف:اقول احمد ربك بس.
ابتسم مشاري لـ استفزازه لـ نايف واردف:الا وش قوم خلقك ضيق؟
تنهد نايف وهو يتكئ على المركى واردف:ابد تاكني القالون.
ضحك مشاري واردف:اللهم لا شماته بس الا قد لك ايام غايب وين غديت؟
ارتشف نايف القليل من الشاهي واردف:مشغول مع الاهل في العرس.
اومئ له مشاري و ارتشف من الشاهي واردف:اقول والله ان في بطنك علم قله.
تنهد نايف واردف:ياولد شفت مصعب؟
عقد مشاري حواجبه واردف:وش جاب طاريه؟
اعتدل نايف بجلسته واردف:يقولون انه طلع من السجن وتوظف وضم نفسه وخلى الدشره والسربته.
تنهد مشاري واردف:اكيد بيتغير السجن يأدب.
حك نايف مؤخرة رأسه واردف:العلم مب هنا العلم اني سمعت انه يبي يخطب غيد.
وسع مشاري عيناه واردف:وش من جدك من الي قال؟
نايف:ديم تكلم اخته وعلمتها.
عض مشاري على شفايفه واردف بغضب:مايخسى الاهو والله انه لو يقدم بس اني لـ اثور فيه.
ارتشف نايف القليل من الشاهي واردف:هذا الي جاء في بالي لو يجي ماهوب سالم منا وبنبتلي فيه.
صمت عندما لم يجد الرد من السارح الذي اشعل سيجارته هذه المره وعانق بها شفاهه ولم يعد يشعر بوجود الذي بجانبه.
-
[ بيت ابو مسفر ]
لم يطول ليل راشد الذي كان يتمنى ان لايأتي الغد ، ولكنه فعلاً اتى واشرقت الشمس معلنه يوم زواجه المنتظر للجميع ولكن بـ النسبة له فهو ابتداء جحيمه من اليوم ، توجه ناحية المسجد لـ تأدية احد فروضه الخمسه وهي صلاة الفجر ، وعندما انتهئ منها الجميع كان يبارك له وهم مبتسمين ويدعون الله ان يتمم زواجه على خير وهو يجاملهم بـ ابتسامه قد اعتاد وجهه عليها ، دلف المنزل و حمد ربه انه لايوجد احد بـ الصاله وسريعاً توجه لغرفته وارتمئ على سريره يحاول النوم للهروب من الواقع الذي لا مهرب منه.
-
[ ٢:٣٠م ]
استقام راشد على صوت ازعاج الاطفال وسواليف عائلته وضحكهم وترتيباتهم لزواجه ، يستمع لهم ويرجي ان يستمع احد له ، مسح على وجهه بخشونه وارجع شعره للخلف وهو يشد عليه ، استقام من سريره وهو يشعر بـ الصداع يجتاح عقله ، توجه ناحية الحمام (يكرم القارئ) لـ تهدئة نفسه وتجهيزها على مقابلة عائلته السعيده بـ الاسفل وعدم تدمير سعادتهم بزواجه الذي لايريده ، نزل للأسفل وهو مبتسم لرؤيتهم متجمعين ، سرعان ماتوجهت الانظار نحوه عندما نزل من الاعلى والجميع يرحب به وهو مبتسم ، اقترب منه نايف واردف:قد شفت عريس يرقد بيوم زواجه؟
نظر له راشد واردف:وليه حرام العريس مايرقد؟
ابتسم نايف و وضع يده على كتف راشد واردف:ابد خذ راحتك ياعريس.
ضحك راشد وتوجه ناحية والدته وقبل جبينها وجلس بجانبها ، مسحت ام مسفر على رأسه واردفت:جوعان يمك؟
ابتسم وهو ممسك يدها وقبلها واردف: اي والله يمه جوعان.
ابتسمت له ام مسفر واردفت:يخسى الجوع يمك ديم يمه روحي دفي الاكل وعطيه راشد اعجلي.
استقامت ديم واردفت:يعني يمه ترانا عيالك مب عشان راشد متزوج تدلعينه.
تقدم نايف واتكى على كتف ديم واردف:عاد شوفي وانا اخوك معرس ماهو معرس دايم امي مدلعته وساحبه علينا لكن اشكي لربك روحي واحسبي لي معه.
ضحك راشد واستلقى على فخذ والدته التي تمسح على رأسه واردف:عاد خلاص بتزوج وتصفالكم امي.
ابتدات سوالفهم بـ الاكتمال عندما دلف مسفر للمنزل يكمل تجمعهم العائلي.

حسابيّ انستا:Vxi.ii7

{ شَاء قلبَي حُبك النرجسيَ }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن