الفصل التاسع عشر

4.2K 516 82
                                    

"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض "

هو حكاية قدر جميله ...
تصادفك مرة واحدة في حياتك ولن تستطيع تكرارها ..
وتبقي أجمل حكاية إن استمرت ..
او حتي إن انتهت ..
تبقي ساكنة في أعماق روحك كعطر ورد ..
ان غفوت ايقظتك ..
وإن اخمدت مشاعرك  ستنعشك ذكرياته ..
و تسالني ماذا أريد منك ؟
دعني أفسر لك :
أريد منك أمانا" و حنانا" و وطنا"
و بيتا" و ظلا" و دفئا"
أريد منك حياة
ماضي و حاضر و مستقبل
نظرة عين تخبرني أني حبيبتك
لمسة يد تعيد الأمان لقلبي
دموعا ﻻ تسيل إلا من شدة الفرح
و آلاما تزول بمجرد رؤياك
أريدك أنت فحسب
ثم ماذا بعد..!!
قلبك لقلبي لينصاع له طوعا
ويعقد معه صفقة العمر ..

اقتربَ راجح وهو يجذبُ سلاحه، وهتفَ بهسيسٍ أعمى:
-بدل أنكرتي وجودنا يابنتِ راجح يبقى الموت حلال عليكي، قالها وهو يوجِّهِ سلاحهِ لتخرجَ طلقتهِ باستدارةِ إلياس الذي يَبعدهُ بخطوة، ودفعهُ بقدمهِ لتخترقَ الطلقةَ كتفَ رانيا، ثمَّ انحنى وبدأ يلكمهُ كالمجنونِ كلَّما تخيَّلَ أنَّهُ سيصيبُ زوجته، شعرت ببرودةٍ تجتاحُ جسدها لتتسمَّرَ بوقوفها وكأنَّها أصيبت بشللٍ كامل، كلَّما تذكَّرت أنَّ والدها هو الذي حاولَ قتلها، حاول طارق إزاحةَ إلياس من فوق راجح ولكنَّهُ لم يقوَ إلا بتدخُّل أمنِ الفيلا، ابتعدَ يبصقُ عليه:
-حيوان، شوفت الحيوانات ظلمتها لأنَّك متستهلشِ تكون أب..قالها واستدارَ إلى زوجتهِ التي ارتعشَ جسدها بالكامل،  وانهارت قواها وكأنَّها الحاضرة الغائبة بهذا المكان، وهي تنظرُ إلى رانيا التي سقطت بالأرضِ تمسكُ ذراعها صارخةً باسمها:
-ماتمشيش يامروة، مستعدَّة أفديكي بحياتي ياحبيبتي، ابنِ فريدة بيضحك عليكي يابنتي..عيونًا خاويةً بنظراتٍ باردةٍ تطالعها بها، توقَّفَ إلياس يتعمقُ بنظراتهِ إليها، احتلَّ الضيقُ ملامحهِ وهو يرى ضعفها، واشتعلت حقولُ النيرانِ داخلهِ ظنًّا أنَّها ستحنُّ إليهما، وقفَ كالمشاهدِ ولم يتحرَّك من مكانه، توقَّفت رانيا بمساعدةِ طارق تحتضنُ ذراعها واقتربت منها وعينيها تذرفُ الدموع، تراجعت للخلفِ تحتضنُ ذراعَ إلياس تهتفُ بنبرةٍ قويةٍ عكسَ حالتها:
-إلياس خدني من هنا، اقتربَ و حاوطَ جسدها وتحرَّكَ بعض الخطوات، مع وقوفِ راجح وتناولهِ السلاحَ الذي ركلهُ إلياس بعيدًا عنه، وزمجرَ غاضبًا:
-هموِّتك يابنِ جمال، قالها بإطلاقه الرصاصة، ولكن لم تصب أحدًا سوى اختراقها للجدار، بعدما دفعهُ طارق:
-بابا لو سمحت..قالها طارق ممتعضًا، توقَّفَ إلياس مستديرًا بعدما تعاظمَ غضبه، وغلت الدماءَ بعروقهِ يشيرُ إليهِ بتهديد:
-مش هرحمك، احفر قبرك واستناني.. النهاردة كنت عندك بصفتي إلياس السيوفي راجعلَك بصفتي يوسف الشافعي، ياراجح ياشافعي، قالها وغادرَ المكان..
وصلَ إلى سيارتهِ فتحَ بابها وساعدها بهدوء، ثمَّ أغلقَ الباب واستدارَ متَّجهًا ليستقلَّ السيارةَ بجوارها، أغمضت عينيها وهي تشعرُ بألمٍ يشحذُ جسدها بالكامل، استدارَ إليها بكاملِ جسدهِ وحاوطَ وجهها يزيلُ دموعها بإبهامه:
-ميرو اهدي خلاص، طالعتهُ بتشتُّت:
-مين دول ياإلياس، الناس دي مجرمة..قالتها بشهقاتٍ مرتفعةٍ مع ارتجافةِ جسدها ليضمَّها بحنانٍ هامسًا لها بعضَ الكلمات، ظلت فترةً إلى أن استكانت بأحضانه، ليقودَ السيارةَ بذراعٍ والآخرُ يضمُّها به، وصلَ بعد فترةٍ قليلةٍ فيلا السيوفي، ترجَّلَ متَّجهًا إليها، كانت جالسةً بجسدٍ خاوي، وروحًا مسلوبة، وهناك مايوسوسُ لها، ترجَّلَ واتَّجهَ إليها، ساعدها بالنزولِ وحاصرها بين ذراعيه..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن