"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
وكم تمنيت لو أنّ الحياة اختبرت صبري في أشياء أخرى غير قلبي ..
وكم تمنيت لو أنك ترى ذلك الجدال المكتوم في عيناي ، وتقطع شك الكلام بيقين الفعل..
............
إليكِ كم تمنيت أن تضع لي السبعين عذرًا ثم تضاعفهنّ حتى ابقى بأجمل صورة في عينك..
ف ليتك فهمت الكلمة المحذوفة في حديثي..
فإني والله أحبك بقدر المسافات التي تفصل بيننا ...
فكم تمنيت ..وكل هذا تمني#ميرال_الشافعي
بعدما استمع وشاهد الفيديو..تخلَّلت كلماتها فتيلَ نيرانه، وكأنَّها قيَّدت عنقهِ بقيودٍ حديديةٍ من النيران، كيف تقبلُ أن تفعلَ ذلك بابنه، أنفاسًا مرتفعةً بنيرانِ روحهِ التي كادت أن تُزهقَ مع كلماتِ ذاك البغيض، ظلَّ للحظاتٍ وهو ينظرُ لتلك الشاشةِ وهو يشعرُ بالاختناق.. وكأنَّ الهواءَ انسحبَ من حوله، لتتحوَّلَ عيناهُ حمراءَ حادةً وعروقهِ بارزةً، وكأنَّ الشيطانَ يروادهُ على فعلِ جريمةٍ شنعاء، أطبقَ على الهاتفِ وهو يرى ذاك الطبيبَ البغيض يقتربُ منها ويدسُّ يديهِ الغليظةَ أسفلَ ثيابها وهو يشيرُ إليهِ بآلةٍ حادةٍ تساعدهُ على فتحِ بطنها..
وآه وآه أخرجها كنيرانٍ يريدُ أن يحرقَ بها كل مايقابله، هرولَ للخارجِ بعدما أغلقَ هاتفه، وهو يهمسُ بهسيسٍ مرعب:
-أقسم باللهِ لأموِّتك ياراجح، هرولت فريدة بأقدامها الحافيةِ خلفه، بعدما أخبرها مصطفى ببعضِ الكلمات، لتهرولَ فزعةً تتشبَّثُ بذراعه:
-علشان خاطري ياحبيبي، متروحلوش هوَّ عايزك إنت..تراجعَ بعدما شيَّعها بنظرةٍ عميقةٍ ممزوجةٍ بكمِّ الألمِ الذي يحرقُ روحه:
-ابني ومراتي، لو عايز يقتلني خليه يموِّتني، بس مستحيل أسيبه يعمل كدا في ابني ومراتي..
نيران نشبت بضلوعها مما جعلها تهزُّ رأسها بهستيريا:
-مستحيل أسيبك تروح له، فتحَ باب سيارتهِ يشيرُ إلى حرسه:
-دخَّلوا مدام فريدة جوَّا، جذبها الحارس من أكتافها مع وصولِ مصطفى وهي تصرخُ بجنونٍ بعدما شعرت بذهابَ عقلها:
-هيقتله يامصطفى أنا عارفة أنُّه عايز يقتله..
تخبَّطَ بقلقٍ يروادُ عقلهِ محاولًا الثباتَ يجيبُ بتردُّدٍ تجلَّى بعينيه:
-ابنك راجل يافريدة، إحنا مربيين راجل لوقتِ المحن، سبيه يتصرَّف..
دفعتهُ صارخةً وبدت تهزي بتخبُّطِ مشاعرَ الأمومة، فأصبحَ القلقُ والخوفُ كأشواكٍ تغرزُ بفطرةِ أمومتها، ناهيكَ على الفزعِ من افتقادهِ الذي أصبح سيدها الأوَّل:
-طيب خلِّي إسلام مكانه كدا، عايزة أشوف برودك وقتها زيه كدا..
كلماتٌ قاسيةٌ اخترقت قلبه، ليشعرَ برجفةٍ أصابت جسدهِ بالكامل، رفعَ عينيهِ التي تحوَّلت لسحبٍ مغيَّمةٍ كالأمطار:
-وإيه الفرق يافريدة بين الاتنين، دنا منها وتعمَّقَ بعينيها الشاردةِ لينطقَ بقسوةٍ لأوَّلِ مرَّةٍ منذُ سنواتٍ لها:
-إيه الفرق بين إسلام وبين إلياس، دول ولادي الاتنين، دا إلياس السيوفي يامدام فريدة يعني مالكيش فيه قد ماليَّا فيه، بلاش تعملي فيها أم بتخاف على ابنها أكتر منِّي..قالها واستدارَ للداخلِ يأكلُ الأرضَ بخطواتهِ الذي جعلت الأرضَ تهتزُّ تحت قدميهِ من شدَّةِ غضبهِ وثورانِ عنفه.
أنت تقرأ
شظايا قلوب محترقة
Mystery / Thrillerهو المغرور نصف وزنه كبرياء والنصف الآخر قصة لايفهمها العقول الصغيره،بحر متلاطم من الأفكار لا يبحر فيه السطحيون ، متمرد ولا يعجبه شى ،.بل متفرد مختلف لايرضيه اى ذوووق هي المزاجيّه المحكوم عليها بالفهم الخاطئ دوماً ، المتهمه بالغرور ، تداوي نفسها ذا...