الفصل الثاني والعشرون ج2

14.8K 836 199
                                    

سلام لتلك الروح التي …
إجتاحت خريف القلب
گ عاصفة شتائية جامحة
أطاحت …
بكل ما يبس من أوراق المشاعر
وأزهرت من جديد …

حتى وان حالت بيننا …
مدن و بحار ومحيطات
و دول العالم في سبع قارات
  وكل خطوط الطول والعرض
سأبقى …
أراك بأشياء اعمق من عيني
وأشعر بك بأشياء أصدق من حسّي
واسمعك من دون كلام بينك وبيني

بمنزل إلياس بعد حديث فريدة

حاولَ أن يستوعبَ حديثها الذي اخترقَ أذنه، ورغم ذلك أنكرهُ قائلًا:
-أنا مسمعتش حضرتك بتقولي إيه، ممكن تعلِّي صوتك..

أطبقت على جفنيها ونيرانُ قلبها تشتعلُ بداخلها، لتردِّدَ كلماتها مرَّةً أخرى وهي تعلمُ بكمِّ قسوةِ كلماتها عليه..
لحظة اثنتان إلى أن مرَّت دقيقتان وهو ينظرُ إليها بصمت؛ علهُ يستوعبَ ما نزلَ على سمعهِ كصاعقةٍ اهتزَّت لها الأرض..
نهضَ من مكانهِ يدورُ حول نفسهِ ينظرُ للأسفلِ بصمت، ثمَّ اتجهَ بنظرهِ إليها:
-هوَّ أنا سمعت صح، ولَّا أنا بيتهيألي؟..حضرتك قولتي أرسلان الجارحي أخويا.. أخويا، ولَّا قصدك علاقته بيا علاقة أخوية؟!..
توقَّفت فريدة عندما تسرَّبَ الألمُ لقلبها حينما رأتهُ بتلك الحالة:
-أرسلان بيكون جمال أخوك، ومن أوَّل مرَّة جه عندنا وأنا عرفته وشكِّيت فيه، وبعد كدا عملت تحليل DNA  وفعلًا أثبتت أنُّه أخوك..
صمتٌ مميتٌ وكأنَّ أحدهم ضربهُ بعصا غليظة، ليفقدهُ توازنه، ليهوى على المقعدِ يردِّدُ كلماتها كالذي فقدَ عقله..
إلياس لازم تساعد أخوك، هوَّ النهاردة هيعرف أنُّه مش ابنِ فاروق..رفع عينيهِ الشاردةِ يطالعها بضياع، يستمعُ لحديثها كصدى صوتٍ بعيد"أرسلان بيكون جمال" ظلَّ يردِّدُها بينهِ وبين نفسهِ، حتى شعرَ بقبضةٍ قويةٍ اعتصرت فؤادهِ للحظاتٍ وهو عاجزٌ عن التنفس، ثمَّ أطلقَ ضحكةً صاخبةً يضربُ كفَّيهِ ببعضهما:
-أنا وأرسلان..ههه ظلَّ يضحكُ بطريقةٍ هستيرية، توقَّفَ يدورُ حول نفسهِ  يهزُّ رأسهِ ومازالت ضحكاتهِ ترنو بالمكان..
-إلياس إنتَ بتعمل كدا ليه يابني؟..
رفعَ رأسهِ ينظرُ إليها بجنون، ثمَّ اقتربَ منها وكأنَّهُ فقد عقله:
-إنتِ لو عايزة تجنِّنيني مش هتعملي كدا، حضرتك عايزة منِّي إيه، أه قولي عايزة منِّي إيه؟..

حدقتهُ بعينينِ مليئتينِ بالألمِ وارتجفت شفتيها تهزُّ رأسها رافضةً حديثه:
-عملت فيك إيه يابنِ جمال، قولِّي عملت إيه؟. علشان عايزة منَّك توصل لأخوك، مش آن الأوان أنُّكم تتجمَّعوا..

-آااااااه، صاحَ بها وهو يركلُ المقعد، ورفعَ كفَّيهِ يرجعُ خصلاتهِ للخلف:
-جنِّنتيني..إنتِ فاهمة معنى كلامك دا إيه؟.. أرسلان ظابط مخابرات عارفة يعني إيه، دا مستحيل اللي بتقوليه دا يامدام فريدة، إنتِ شكلك اتجنِّنتي..قالها بهستريا…

هبَّت من مكانها واقتربت منه، ولم تكترث لجنونهِ..تمسكهُ من ملابسهِ بقوَّة:
-وإنتَ كنت إيه بلطجي، مايمكن اللي عمل معاك كدا عمل معاه زيك، ربِّنا ياأخي حماكم من أذى الناس، ربِّنا ربط على قلبي علشان أستاهل ووقَّعكم في أولاد حلال..قالتها بدموعٍ حارقةٍ وحروفها تخرجُ من بين شفتيها بكمِّ الألمِ الذي تشعرُ به، حروف امتزجت بالانهيارِ وألمِ الأمومة..

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن