الفصل الواحد والثلاثون

2.6K 330 51
                                    

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك

حين التقت العينان، همسَ لي قلبي بسرٍّ عجيب:
هناكَ روحٌ ستغمرُ كيانك، ولن تملكَ إلَّا أن تعشقها عشقًا عميقًا..

حاولتُ أن أقنعَ نفسي بالنسيان،
لكنَّ قلبي قالَ لي: كلَّا، سيبقى هذا الحبُّ نابضًا مهما طالَ الزمان..

وكلَّما حاولتُ الهروب، وجدتُّكِ في كلِّ درب..
كأنَّ القدرَ يضعكِ أمامي، وكأنَّ الحبَّ يرفضُ أن يتركَني وحدي...

فاستسلمت...
لأنَّ هذا الشعورُ ليس اختيارًا بل هوَ هديةً منَ الله، رزقٌ لا يعوَّضُ ولا يُجحد.

بمنزل ميرال بعد حديث إلياس عن يزن...

صرخت وصرخت حتى كادت روحها تنفجر، انهارت على الأرضِ وهي تهتفُ بألمٍ يعصفُ بكلِّ جوارحها:
مش هتاخد ابني! مش هتاخده يا إلياس! أنا عارفة إنَّك بتعمل كده علشان الولد، بس مش هتاخده! لو قرَّبت منُّه، هموِّت نفسي..سمعتني؟ ابعد عنِّي بقى، سبني في حالي..
اقتربَ منها بخطواتٍ بطيئة، قلبهِ يعتصرُ من الحزن على ماأصابهم، وعيناهُ تتألَّقُ بالدموعِ التي حاولَ جاهداً أن يخفيها، انحنى وحاوطَ جسدها بين ذراعيهِ بحذر، وكأنَّها الزجاجُ القابلُ للكسر، وأردفَ بصوتٍ خافتٍ كاد أن يخرجَ من بين شفتيهِ بشقِّ الأنفس:
"قومي يا ميرال...مينفعشِ كده، قومي، حبيبتي...يلَّا، تعالي معايا.

رفعت عينيها الغارقةِ بالدموع، وقالت بصوتٍ مكسورٍ مثل قلبها الذي يعتصرهُ الوجع:
مش هتاخد منٍّي الولد يا إلياس مش كدا...واللهِ أنا عملت كده علشان بحبَّك..بحبَّك لدرجة ما تقدرشِ تتخيَّلها!
قالتها بشهقاتٍ و دموعها تتساقطُ كالشلال، كلَّ دمعةٍ تروي قصةَ ألمٍ عميقٍ من جحودهِ عليها، جلسَ على عقبيهِ يحدِّقُ فيها بحزنٍ قاتل، يشعرُ بأنَّ كلَّ جزءٍ منهُ يتناثرُ مع دموعها..رفعت كفَّيها المرتجفينِ على وجهه، وقالت بصوتٍ متلعثمٍ وكأنَّ الكلماتَ تخنقها:
طيب...قولي لو مكاني كنت هتعمل إيه؟! كلِّ لحظة بعيش فيها، بحسِّ إنِّي هخسر حاجة، بحسِّ إنُّهم هيخدوك منِّي...إنتَ مش شايفني؟ مش شايف وجعي؟ متعرفش...متعرفشِ خوفي عليك قدِّ إيه؟!..
تراجعت بجسدها قليلاً إلى الوراء وتابعت:

لمَّا قولت أبعد عنَّك..علشان أحميك من غدرهم، الناس دي مابيتلعبشِ معاها، وشوفت دا حاولوا يقتلوا النائب العام، مش هيغلبوا فيك..

-تحميني!!خايفة عليَّا، ليه شايفاني عيِّل، ولَّا أنا ضعيف ومش راجل، وكمان طلاق، وصلت للطلاق..
-أه أعمل أيِّ حاجة، إنتَ مبتفهمش، مش عارف يعني إيه تكون عايش في رعب كلِّ شوية، دول دخلو مكتبك، ووصلوا بيتك، لحد امتى، لحد مايخطفوا ابني، ولا لما تيجي لي مقتول.. أنا عملت الصح، اعمل اللي انت عايزه
-ميرال، متخلنيش اتغابى عليك، واكرهك نفسك

نزلت دموعها تشير إلى يزن مرددة
-لسة هتعمل ايه تاني، طردتني في عز ضعفي، وبعت لي بنت بتساومني عليك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 8 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن