"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك"
كنتُ أظن أن الحزن الذي يسكنني كافٍ ليجعلها تُدرك حجم الألم الذي تركته في داخلي، لكنها اختارت أن تُعمّق جُرحي أكثر.
أنتظرت منها عودة تحمل في طياتها اعتذارًا صادقًا، عودة تجبرني على نسيان كل لحظة غابت فيها، حينها كنتُ سأبكي على صدرها بكل ما عشته من وجع، كنتُ سأكشف لها عن ليالٍ ثقيلة مرّت دون أن تكون بجانبي، وسأجعلها ترى كيف مزّقت روحي.
لكني لن أبقى، لن أغفر، وسأرحل بعيدًا؛ لأني أدركت أن الروح التي تتألم من القريب، لا تجد في قربه شفاءً.كيف أصف لها هذا الألم الذي يتسلل إلى أعماقي دون أن أجد له وصفًا؟
إنه وجع الروح، وجع لا يُسمع ولا يُرى، لكنه يترك أثرًا لا يُمحى.
ليتها تعلم أنني انهرتُ حتى فاض وجعي، وأنها كانت الجرح والقاضي معًا!!!تُرى من يكون بطلنا المتألم
دلفَ راجح إلى الغرفةِ بخطواتٍ واثقةٍ تحملُ في طيَّاتها التحدي، ناظرًا إلى ميرال بعينينٍ تضجَّانِ بالحدة.
"ألف مبروك يا بنتِ راجح!"، ردَّدها بصوتٍ غليظ، بينما خطت رانيا نحوها بتوتر، متحاشيةً النظرَ إلى إلياس، الذي توقَّفَ في صمتٍ مميت، وجههِ بلا تعابير..خطت مردفة:
"ميرو حبيبتي، حمدَالله على السلامة إحنا تحت من إمبارح، منتظرينك تفوقي يا قلبِ ماما، بابا مرديش يمشي، كان عايز يشوف ابنك."
اقتربَ راجح بخطواتٍ بطيئة، وعيناهُ تتحدَّى كلَّ من في الغرفة، بانتصارٍ هيَّئهُ لنفسهِ الخبيثة، ثمَّ اتَّجهَ نحو فريدة بنبرةِ استعلاء..
لم تتحرَّك فريدة، وكأنَّ الزمن توقَّفَ عند دخولهما، وشعرت بأنَّ حضورهم سيكون عاصفةً ستحرقُ الأخضرَ واليابس، رفعَ حاجبهِ بنظرةٍ ساخرةٍ وهتف:
"مش تعلِّمي ابنك الأصول يافريدة"قاطعَ صوتهِ دلوفُ أرسلان إلى الغرفةِ بمزاحهِ الذي اعتادوا عليه منذ تقرُّبهِ إليهم، وهو يصدحُ بنبرةٍ سعيدة:
"عمُّو جه يا..."، توقَّفَ فجأة، بعدما وقعت عيناهُ على راجح الذي تابعهُ بنظراتٍ مشحونةٍ بالازدراء، انحنى أرسلان قليلًا نحو غرام، مشيرًا بيدهِ باتِّجاهِ ميرال:
"سلِّمي على ميرال يا غرام."
قالها وعيناهُ على إلياس الذي توقَّفَ ووجههِ كالصخرةِ الباردة، فاقتربَ من فريدة وهو يميلُ برأسهِ باستفهام:
"عندنا ضيوف ولَّا إيه؟"
تجاهلهُ راجح بابتسامةٍ تحملُ سخريةً خبيثة، واتَّجهَ نحو ميرال التي كانت تتنقَّلُ بنظراتها المتوترة بينهِ وبين إلياس، وقفَ أمامها وابتسمَ ساخراً:
"إحنا مش ضيوف يا...اسمك إيه؟ أنا جدِّ الطفل...اللي أخوك طلَّق مراته بعد ما عاش معاها يومين حلوين؛ مش دا اللي قولته لي في المستشفى؟..قالها متهكِّمًا، ثمَّ التفتَ إلى فريدة:
-عاذره، ماهي البنتِ حلوة، طالعة لمرات عمَّها مش كده يا فريدة؟"
أنت تقرأ
شظايا قلوب محترقة
Mystery / Thrillerهو المغرور نصف وزنه كبرياء والنصف الآخر قصة لايفهمها العقول الصغيره،بحر متلاطم من الأفكار لا يبحر فيه السطحيون ، متمرد ولا يعجبه شى ،.بل متفرد مختلف لايرضيه اى ذوووق هي المزاجيّه المحكوم عليها بالفهم الخاطئ دوماً ، المتهمه بالغرور ، تداوي نفسها ذا...