الفصل الثاني والعشرون ج1

10.2K 655 122
                                    

"اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك"

يا ليلَ شظايا القلوبِ المُحترقةْ
في صمتِها أسرارُ روحٍ مُرهقةْ

حُبٌّ توارى خلفَ ظلالِ الجراحْ
يروي الحنينَ بحبرِ دمعٍ وألمْ أفراحْ

على جدارِ الذكرى نقشتْ أمانينا
ورسمنا العمرَ بيدينا وخيباتْنا

تاهت بنا الطرقاتُ في زيفِ الوصالْ
وضاعَ الصدقُ في مَوجاتِ الاحتيالْ

لكنَّ النارَ، وإن أحرقتِ الجسدْ
ففي رمادها وميضُ الأملِ للأبدْ

يا قارئاً في طيّاتِ "شظايا القلوبْ"
ستجدُ أنَّ الحبَّ لا يخشى الذنوبْ

فاجمع شظايا القلبِ من رمادهْ
وامضِ إلى حياةٍ تُشرقُ من سوادهْ!

توقف إلياس وهو يستمع إلى حديث
شريف، يردد بينه وبين نفسه
-ممكن يكون جمال، اخيه، لقد حفرَ الحزنُ ثقوبًا داخلَ قلبه، ممَّا شعرَ برجفةٍ تعتري جسدهِ وهو يتحرَّكُ متَّجهًا إلى المكانِ الذي أخبرهُ به ذاك الضابط..مرَّ الوقتُ سريعًا إلى أن دلفَ إلى تلك العيادة، نظرَ إلى اللافتةِ التي تعلقُ على بابِ الشقة"كريم عادل الأسواني"
دلفَ للداخلِ إلى أن وصلَ لتلك الفتاة التي تجلسُ تدوِّنُ بعض الأسماء..
-حضرتك كشف ولَّا استشارة..تساءلت بها..ارتفعت دقَّاتهِ بعنفٍ حتى شعرَ بجفافِ حلقه، ورغم برودهِ وشخصيتهِ القويةِ إلا أنَّ داخله اهتزَّ وطالعها بعيونٍ شاردةٍ وكأنَّ لسانه رُبطَ ولم يعد للحروفِ مخرج، لحظاتٍ وهي تحادثه:
-ياأستاذ بسأل حضرتك، كشف ولَّا استشارة..ابتلع غصَّتهِ وأردفَ بهمسٍ خافت:
-الدكتور موجود، ولَّا لسة ماوصلش؟..
نظرت لساعةِ يدها وردَّت:
-على وصول..طيب أنا عايز أقابله ضروري، مش عايز كشف.
صمتت للحظاتٍ بدخولِ كريم ملقيًا السلام، ودلفَ للداخلِ مع ركضها خلفهِ بدفترها، بينما توقَّفَ إلياس ونظراتهِ على ذاك الشاب الذي دلفَ ولم يستطع رؤيتهِ للحدِّ المسموح.

خرجت تشيرُ إليه:
-اتفضل الدكتور مُنتظر حضرتك، بس بسرعة حضرتك شايف العيادة مليانة،
أومأ لها وأردفَ يشكرها:
-شكرًا..دلف للداخلِ يخطو بخطواتٍ متعثرةٍ وكأنَّ ساقيهِ تلتفُّ حول بعضها البعض، توقَّفَ يسحبُ نفسًا ينظرُ لبابِ الغرفةِ المغلق، كأنَّهُ بابَ إعدامه..دلفَ بعدما طرقَ البابَ وسمحَ إليه للدخول.

كان ينظرُ بجهازه، بينما نظراتُ إلياس ترسمه، رفعَ رأسهِ ينظرُ له:
-اتفضل الممرضة قالت لي إنَّك عايزني، خطا إلى جلوسه، توقَّفَ أمامهِ وعينيهِ تحاصرُ جلوسه، مما جعل كريم يهزُّ رأسه:
-سامعك..انحنى يتعمَّقُ بالنظرِ لعينيهِ ثمَّ قالَ بنبرةٍ هادئة:
-إلياس السيوفي
ضيَّقَ كريم عينيهِ متسائلًا:
-مش فاهم حضرتك..اعتدلَ إلياس يجذبُ المقعدَ وجلس بمقابلتهِ بعدما تسللَّ الشكَّ بداخله:
-مش إنتَ بدوَّر على إلياس السيوفي ومدام فريدة، أنا جيت لحدِّ عندك، اسأل وأنا أجاوبك بدل ماتلفِّ وتدور..

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن