أنهت زينتها واستدارت لتغادر الغرفة، عيناها مشعتان بالحماس، فالليلة لية العيد، خرجت مبتسمة كالطفلة، رغم شروخ قلبها، لكن حين فتحت الباب، اصطدمت بصدر بشري قوي. رفعت رأسها ببطء، لتجد وجهه أمامها، قريبًا حد أنفاسه. هزة عنيفة تسللت إلى جسدها، ظلت تتطلع إليه علها تتأكد من وجوده، فهمست اسمه بتقطع، رغم أنها غير مصدقة لوجوده:
– بتعمل إيه هنا؟نظر إليها بصمت للحظات، كأنما كان يلتقط ملامحها التي اشتاق إليها حتى الألم. دفعها برفق إلى الداخل وأغلق الباب خلفه، ثم تمتم بنبرة خافتة، لكنها تحمل كل سيطرته:
-العيد بكرة، جيت اشوفك محتاجة حاجة، طاف بعيناه عليها ثم تسائل:
– رايحة فين كده؟تراجعت خطوة للخلف، تحاول السيطرة على نبضها المتسارع، وردّت بنبرة متماسكة رغم ارتباكها:
– خارجة... محتاجة شوية حاجات. عندك اعتراض؟اقترب خطوة أخرى، وعيناه تتفحصانها كأنها لوحة لم يملّ النظر إليها يومًا. وقال بصوت غارق بالأشتياق:
– أيوه، مش عايزك تخرجي.رفعت حاجبها بتحدٍ، محاولة كسر قوة اللحظة بسخرية مصطنعة:
– ليه؟ حد قالك إني مستنية رأيك أصلاً؟
لم يُبدِ أي اهتمام بسخريتها، وبخطوات ثابتة اقترب منها حتى أصبحت على بعد أنفاس منه. لف ذراعيه حول خصرها بحركة سلسة، يجذبها إليه وكأنها تنتمي لهذا المكان وحده. همس بثقة هادئة، لكنها مشحونة بالعاطفة:
– وإنتِ تقدري تخرجي من غير إذني، يا روحي؟شعرت بحرارة كلماته تغمرها، فحاولت دفعه بعيدًا، تستعيد توازنها:
– آه، هخرج، مالكش حاجة عندي.
-لا فيه..قالها وهو يمرر أنامله على نبض قلبها، لتفقد توازنها، همس بجوار شفتيها
-كل سنة وانتِ طيبة حبيبيساد صمت ثقيل بينهما، كأن العالم توقف عند هذه الكلمة، لترتفع انفاسها، وترفرف بأهدابها، نظر إليها وكأنما كان يحاول قراءة ما تشعر به، ثم رفع يده، ليمرر أصابعه بخفة على وجنتها، همس بصوت خافت، كأنه يخشى أن يكسر شيئًا داخلها:
– وحشتيني... أكتر مما تتخيلي، ايه انا موحشتكيشكانت الكلمات كافية لإشعال نار الشوق بداخلها، لكنها تماسكت، وابتلعت دموعها. إلا أن عينيها خانتها، لتتلألأ بلمعان شفاف، يفضح ما بداخلها.
همست بصوت ضعيف، يكاد يختفي بين نبضاتها المتلاحقة:
– إنت عايز مني إيه بعد اللي حصل؟اقترب أكثر، كأن المسافة بينهما جريمة، دفن وجهه في عنقها، أنفاسه تحرق بشرتها رغم الحجاب الذي يفصل بينهما. همس بحروف ترتجف بالشوق:
– عايزك. عايز مراتي، مهما تقولي وتعملي مفيش هروب من حضني تاني، الليلة هتعيدي في حضنيرفع رأسه لينظر في عينيها مباشرة، هناك حيث تتحدث القلوب بلا كلمات. ارتجفت شفتيها، وتحطمت مقاومتها، لتتساقط دموعها أخيرًا، تشهد على وجعها الذي أخفته طويلًا.
-ليه مصر ترجعني لنقطة الصفر بعد مااتعافيت منكمدّ يده يمسح دموعها بأطراف أصابعه، وكأنها كنز يخشى أن يضيع. وقال بنبرة مبحوحة تخنقها العاطفة:
– لو مصدقة نفسك هخرج ومش هرجع تاني، لو مصدقة بعدي شفاكي همشي ومش هتشوفي وشي تاني، بس أنا متأكد انك بتتحرقي بنار البعد زيي، صح حبيبي، بس قبل ماتردي برد هجومي كعادتك، شوفي دا، واسمعيه، هيتجنن بس علشان نظرة من عيونك الحلوة..قالها وهو يضع كفيها موضع نبض قلبه.رفعت كفيها المرتجفين إلى وجنتيه، نظرت في عينيه والدموع تملأ نظرتها:
– تعرف إني استنيتك كتير؟ استنيت اللحظة دي بكل وجعي.أخذ نفسًا عميقًا، وكأن كلامها غمر روحه، ثم همس بصوت متقطع:
– ومش هسيبك تاني أبدًا. حتى لو أنتِ طلبتي، مفيش بعد تانيلم تعد قادرة على الكلام. لم يكن هناك حاجة للكلمات بعد الآن. مدّ يده بخفة ليزيح الحجاب عن رأسها، تاركًا شعرها ينساب كشلال من الحرير. دفن وجهه فيه، يتنفسها كأنها هواء حياته.
همس، وكأن صوته ترجمة لكل ما يخفيه قلبه: – بحبك، بحبك
شعرت بحرارة كلماته تتسلل إلى أعماقها، فتشبثت به بكل قوتها. رفعها بخفة من خصرها، متجهًا بها إلى فراشهما، حيث تذوب كل المسافات، وتلتئم القلوب من شتات الفراق.
بعد لحظات من السكون، وهي تنعم بدفء حضنه، تمتمت بمكر: – يعني حضرتك جيت علشان العيد بس؟
ضحك بخفة وهو يحيطها بذراعيه: – لا، جيت أعاقبك كمان على اللي عملتيه مع الحيوان التاني.
قهقهت وهي تدفن رأسها في صدره: – حرام عليك، كسرت دراعه! زعلت علشانه والله، حبيبي كان بيهزر
اعتدل فجأة، ينظر إليها بدهشة مصطنعة: – نعم ياختي؟!
ضحكت ..فجذبها من خصلات شعرها: – حبك برص!
-يعني انت برص..!!جذبها إليه بقوة، لتصرخ ضاحكة. صمت للحظة، ينظر إليها بعشق يفيض من عينيه، ثم همس: – ليه بعدنا عن بعض كده؟ ليه نجرح بعض واحنا بنحب بعض أوي؟
ابتسمت بحزن وقالت: – نصيب...
قبلته على وجنته ونهضت وهي تقول: – أنا سعيدة أوي النهارده... وعلشان كده، هعمل حاجة واياك تعترض.
غابت لدقائق ثم عادت ترتدي بدلة رقص حمراء، وقدماها الحافيتان، يزينها خلخال باسمها، تتحرك بخفة تشبه النسيم. توسعت عيناه بدهشة وهو يراها لأول مرة بتلك الهيئة. كانت ساحرة لدرجة جعلته يخشى عليها من نفسه.
شغلت أغنيتها المفضلة، وصعدت على الطاولة تتحرك مع الموسيقى. وعيناه لم تفارقها، وكل حركة منها كانت تزيده عشقًا في تلك اللحظة، لم يعد هناك مكان لأي ألم أو جرح... فقط الحب، والموسيقى، ونظراتهما التي تحكي حكايات بلا نهاية..نهض من مكانه وتوقف أمام جسدها الذي يتمايل كمحترفة، لأول مرة يراها ترقص بتلك الطريقة، وكأنها تخبره أنه وحده له كل الاشياء ..بسط كفيه على قدمها التي يزينه خلخالها ووووو
مساء الخير يارب تكون بخير دائمًا
الاقتباس دا هدية مني بمناسبة
عازف بنيران قلبي الجزء الثاني بمعرض الكتاب والتي ستكون بين ايديكم قريبا إن شاءاللهدعوة من القلب بالتوفيق يارب
أنت تقرأ
شظايا قلوب محترقة
Mystery / Thrillerهو المغرور نصف وزنه كبرياء والنصف الآخر قصة لايفهمها العقول الصغيره،بحر متلاطم من الأفكار لا يبحر فيه السطحيون ، متمرد ولا يعجبه شى ،.بل متفرد مختلف لايرضيه اى ذوووق هي المزاجيّه المحكوم عليها بالفهم الخاطئ دوماً ، المتهمه بالغرور ، تداوي نفسها ذا...