#ماركوس:
"ألفا مارسيل يُريدُك في مكتبه..."
جاء صوت جوش من الباب فوجّهت نظري إليه.لم يتغير البتة منذ رأيتُه آخر مرة، نفس العينين الفارغتين ونفس التعابير المُتحجرة.
"حسنا"
أومأتُ له رأسي ثم وقفت لأذهب معه لمكتب الألفا.مررتُ بمِرآة في الرواق فتذكرتُ أنني لا أختلف عنه كثيرا، فقط دمية أخرى في حلة مختلفة.
سِرنا في صمت إلى المكتب الملعون ودخلناه معا.
"خذ مقعدا ماركوس ستأتي سيلين بعد لحظة"
لم ينظُر إليّ حتى، فقط أشار بيده وأكمل قِراءة الوثائق التي بين يديه.لاإراديا، تبعتُ أوامره وجلستُ على الأريكة الموجودة في الزاوية، أما جوش فبقي واقفا يحدق بالفراغ.
بعد فترة قصيرة، جاءت سيلين تحمل بيدها صندوقا كبيرا عتيقا.
"أهلا حبيبي! تبدو وسيما اليوم"
وقفتْ على رؤوس أصابعها وطبعتْ قُبلة على خدّ جوش ثم وضعتْ الصندوق بجانبي وفعلتْ المثل لي."لا وقتَ للمغازلة الآن، الألفا جيفري سيكون هنا في أية لحظة وأنا أريد أن أُفاجئه بقوتي الجديدة"
صفّق بيديه ليجذب انتباهها وأمرها بخُبث."لا تقلق، لن يطول الأمر كثيرا. لم لا تذهب لتتجهز بينما أنا أُنهي التعويذة؟"
ابتسمتْ له ابتسامتها الساحرة وأخرجتْ أدواتها لتضعها على الطاولة الصغيرة."الأفضل أن تنتهي قبل أن يدخل ذاك اللعين منطقتي"
وبذلك غادر المكتب."تعال جوشوا واجلس بجانب قريبك، لدينا عمل نقوم به"
نادتْ عليه بنبرة لطيفة وأمسكتْ بيدي."حاضر سيدتي"
انصاع لأوامِرها وجلس بجانبي.أخرجتْ سيلين سِكينا وجرحتْ يدي ويد جوش ثم عصرت دماءنا في كوب نحاسيّ يحتوي على سائل شفاف.
"فَتيان مُطيعان"
ربّتت على رأسينا ثم جلبتْ قارورة صغيرة فيها رماد أسود ومزجته بالدماء.بدأتْ تُدندن لحناً ما وعيناها تلمعان سعادة، لكن صوت طرق على الباب قاطعها.
"الألفا جيفري قد وصل"
أعلمها الفتى الشاب بتوتر وسمح لعينيه بمعاينة جمالِها.زمجرة مِني ومن جوش جعلته يفرّ هارِبا...
"أوه، لا تشعُرا بالغيرة الآن"
ضحكتْ سيلين بصوتها العذب وجلستْ بيننا.عادت تُردد أغنيتها مُغمَضة العينين إلى أن انطلق وميضٌ ذهبيّ وإلتفّ حول الكأس، عندها وضعتْه جانبا ثم استدارت لجوش وألصقت شفتيها بخاصته.
لم يكن لي خيار سوى الجلوس هناك والتحديق بالأرض إلى أن فُتِح الباب من جديد ودخل الألفا مارسيل برفقة ضيوفه.
"جوش! ماركوس!"
نادى صوت مألوف لكنني لم أبحث عن مصدره. لا يُهمّني."كما تريان فـهُما يتمتعان بحسن ضيافتي ولم يمسسهما سوء... بعد"
تكلم الألفا مارسيل بثقة وأخذ الكأس."هل تُمازحني؟! ابني يبدو كلعبة مكسورة!!"
صرخ بغضب صوت مألوف آخر لكنه كان رجوليا هذه المرة."هذا ليس خطئي، بل خطأ تلك الفتاة. ما اسمها؟ ساندرا؟ سامنثا؟ شيء من هذا القبيل..."
أجاب مارسيل بلامبالاة فجذب انتباهي ذلك الاسم الأخير."س... سامنثا!"
همستُ لنفسي مُحاوِلا إيجاد وجه في ذاكرتي يتطابق مع ذلك الاسم لكن لمسة سيلين شغلت فكري في تلك اللحظة.---------
#الكاتبة:
"لِم أنتما هنا بأي حال؟ فأنا لا أرى أنّ هذين الشابين يتذمران مِنّا"
أخفى الألفا مارسيل صدمته ووجّه سؤالا مباشرا لضيوفه."نُريدهما أن يعودا معنا إلى قطيعهما ونُريد جثة الفتاة"
طلب الألفا جيفري ورصّ على أسنانه فأمسكتْ زوجته بيده حتى لا يفقد أعصابه."لا يمكنني السماح بذلك، كما أننا لا نملك جثة تلك الفتاة"
رد الألفا الآخر وأخذ رجفة من تلك الكأس من باب الاحتياط."لا تُمثل البراءة! نعلم أنّ جثة سامنثا بحوزتك ووالِداها يريدانها"
صاحت لونا جوليا وقد طفح بها الكيل منه.لكنهم جميعا لم يُلاحظوا تلك الدمعة التي تسللت من عينيّ جوشوا ولا النظرة المنكسرة التي مرّت فيهما بسرعة كالطيف.
"ليست بحوزتنا. والآن سيُرافقكما أحد حُراسي خارج قطيعي فلدي مهام أخرى أقوم بها"
لوّح مارسيل بيده فدخل شابّ ونفّذ الأوامر.في حين كان الزوجان سانييتي يشتعلان غضبا، هذه الرحلة الثانية التي تُباء بالفشل. لا يعلمان كم من الصبر بقي لديهما قبل إعلان الحرب عليه.
لو لم يكن يحتجز جوشوا وماركوس كرهينة لـكان قبره جاهزا من اليوم الأول الذي اكتشفوا فيه اختفاءهم، لكن الموازين مُنقلبة ضدهم وعليهم الحذر وإلا سيؤول الأمر إلى الأسوء.
في مكان آخر وتحديدا في منزل آل لانكاستر، كان إدوارد وإليانور في حالة اكتئاب حادّ. فبعد أن إلتمّ شمل عائلتهما أخيرا، تأتي مشعوذة وتأخذ منهما ابنتهما الوحيدة.
لا يبدو أنّ القدر في صالح العائلتين هذه الأيّام...
أنت تقرأ
ماركوس | MARCUS
Werewolfسابقًا: الجرو المزعج الظريف. | الحياةُ ليستْ سهلة، خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى تغيير مجراها إلى ما لم تتوقعه أبدًا. كان خطأ ماركوس هو أنه تأخّر في أخذِ تلك الخطوة ما سمح بموتِ سامنثا، حُبّه الأول وصديقة طفولته. أراد أن يكون قوِيّا من أجلِها ويدع...