الفصل الحادي عشر

25.4K 2.1K 133
                                    

# ماركوس:

بعد أن انتهينا من حرق جثث جميع أفراد ذلك القطيع عدنا إلى أرضنا أخيرا بعد غياب طويل.

لم نترك أيّ احد حيّا حتى لا يعودوا من أجل الانتقام... ذلك قد يبدو وحشيا لكنه الحل الوحيد، لم يكن معهم أطفال والنساء كنّ عدوانيات للغاية لذا وجب القضاء عليهن قبل أن يفقدن صوابهن.

باختصار لم يكن مافعلناه بهم غير عادل فهم جميعا يستحقون أكثر من ذلك بكثير...

تأكدتُ أن جثة سيلين تمّ حرقها أولا، لا أريدها أن تعود بأية طريقة...

رحلة العودة في السيارة كانت صاخبة، فالكلّ كان يطرح العديد من الأسئلة... لولا وجود أوليفيا بجانبي تمسك بيدي لكنتُ صدمت السيارة بشجرة ما في الطريق.

ماكان يجب أن أقود، لم آخذ في الحسبان عدم قدرتي على النظر إلى فتاتي مطولا.

اللعنة على الأحمق الكبير الجالس في المقعد الخلفيّ الذي يُقبّل سام متى ما شاء...

شتّتتُ نفسي بالنظر إلى المرآة الجانبية لأرى أن السيارات الأخرى خلفنا: أبي، الألفا جيفري وعمتي جوليا مع التوأمين، إدوارد والد سامنثا وأمها إليانور، وبعض من محاربي القطيع... البقية اختاروا العودة في هيئة الذئب خاصتهم.

من الآمن القول أن كل شيء سيكون جيدا من الآن فصاعدا، وستعود السعادة إلينا أخيرا.

"فيما تفكّر ؟"
قطع حبل أفكاري صوت أوليفيا الناعم فنظرتُ إليها لثانية ثم إلى الطريق أمامي.

"كم أنا سعيد بإيجادك"
رفعتُ يدينا المتشابكتين إليّ وطبعتُ قبلة على ظهر يدها مبتسما.

"أنظر إلى وجه العمة أوليفيا يا صغيري، هكذا يكون لون الطماطم"
ضحكتْ سام من الخلف وأشارت باصبع ابنها الصغير ماجعل احمرار وجنتيّ أوليفيا يصبح أدكن.

"إنها محقة، حبيبتي"
ضحكتُ معها لتأتيني لكمة قوية جعلتني أنحرف بالسيارة للحظة.

رنّ بوق السيارات من ورائي فلوحتُ لهم بذراعي من النافذة.

"أعلم أنك وجدت توأمك الروحيّ للتو لكن أبقِه في سروالك حتى نصل إلى المنزل، بنيّ"
جاء صوت والدي عبر رابطة القطيع فكان دوري حتى يحمرّ وجهي.

"سمعتَه ماركوس، أبقِه في سروالك"
سخِر جوش وسحب سام إليه ليقبّلها حتى يثير غيضي فقط.

لكن لحسن الحظ قاطعهما بكاء الصغير نيكولاي.

"أحدهم يشعر بالغيرة على أمه"
قهقتْ أوليفيا حين هدأ الصغير ما إن ابتعد والداه عن بعضهما.

على ما يبدو فهو لا يحب أن يقترب أحد غيره من أمه ولا حتى جوش.

"حبيب الماما..."
عبس جوش وابتعد قليلا عنهما حتى لا يُزعج ابنه مجددا.

"سيعتاد عليك قريبا، لا تقلق"
طمأنته سام ضاحكة وبدأت تداعب نيكولاي.

-------------

كاثرين، عمة سام، كانت قد جهزت لنا حفلة استقبال عظيمة.

الباحة الخلفية لمنزل الألفا تحولت إلى مهرجان ألوان، أفراد قطيعنا كلهم كانوا هناك يتجاذبون أطراف الحديث ويتشاركون أطعمة غير محدودة.

كانت الحفلة لتكون أروع لولا نظرات الفتيان لأوليفيا، وضع ذراعي حولها كل الوقت وتقبيلها بين الحين والآخر لم يُجدي معهم نفعا. حتى تعريفها للجميع على أنها توأمي الروحي لم يُغيّر شيئا.

هذا يزعجني وذئبي كثيرا. أوليفيا ملكي أنا فقط ولا يحق لأي أحد النظر إليها غيري أنا، يجب أن يعرف الكل ذلك!

وهناك طريقة وحيدة لإبقائهم بعيدين عن فتاتي.

"تعالي معي"
فاجأتُها وسحبتُها بين الأشجار.

"إلى أين؟"
سألتْ محتارة لكنها تبعتني بأي حال.

لم أُجبها وواصلتُ السير حتى لم أعد قادرا على سماع صخب الحفلة ثم اضفتُ بضعة خطوات للاحتياط.

توقفتُ ودفعتها على أقرب شجرة ثم حاصرتُها.

"أريد أن أضع علامتي عليكِ"
أسندتُ جبيني على خاصتها ونظرتُ إلى عينيها الزمرديّتين.

"م... ماذا!؟ لما العجلة؟"
توترتْ لسؤالي وابتعدت قليلا للخلف.

"أعِدك أننا سنأخذ كل شيء بمهل، فقط أريد أن يعلم الكل أنكٍ لي فقط ولا يتجرأوا على النظر إليكِ مجددا"
حاولتُ تخفيف توتّرها ومسحتُ على خدها برفق ثم طبعتُ قبلة خفيفة على شفتيها الدافئتين.

"هل ستؤلمني؟"
نظرتْ إليّ ببعض الخوف فقبّلتها بحدة أكثر.

"فقط لثانية ثم سيُراودكِ إحساس مدهش كأنكِ منتشية"
ابتسمتُ لأُطَمْئِنَها ثم مسحتُ شعرها الأبيض عن عنقها حتى لا يقف في طريقي.

استنشقتُ رائحتها بعمق وسمحتُ لأنيابي بالنمو، بللت المنطقة التي اخترتها بلساني ثم غرزتُ أنيابي فيها.

شهقتْ أوليفيا متفاجئة لكنها سرعان ما أصدرت أنين استمتاع واسترخت بين ذراعيّ.

ملكي رسميّا الآن...

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن