الفصل الثالث

29.4K 2.3K 145
                                    

#الكاتبة:

تفاجأ ماركوس عند عودته بالفوضى العارمة التي كانت في منزل الألفا مارسيل، بدى المكان وكأن إعصارا قد ضربه.

لم تكن هناك نافذة واحدة غير مكسورة، جميعها أشلاء على الأرض. أغلب الجدران كانت محطمة تماما والطابق الثاني كان قد انهار كذلك.

وما زاد المشهد رعبا، كانت بِرك الدماء هنا وهناك وحولها بضعة جثث هامدة.

ازدادت حيرةُ ماركوس حين لم يسمع أي صوت، كما لو أن الغابة المحيطة به تخاف أن تلقى نفس المصير.

ثم كسر الصمت بكاء طفل...

-----------

"ألفا، الآنسة لورين تريد مقابلتك"
أبلغ أحد الحراس مارسيل بتوتر.

"أخيرا قد عادت. أدخِلها واذهب لإحضار ابنها من عند الحاضنة"
ابتسم الألفا واسترخى على كرسيّه متفائلا بأن لورين قد أحضرت له ما يريده.

"حاضر، ألفا"
انصاع التابع للأوامر الموجهة إليه وسمح للفتاة بالدخول.

"أتمنى أن تكوني قد وجدتِ ضالّتي، سيكون غباءً منكِ ألا تفعلي"
رمقها بنظرات ساديّة جعلتها ترتجف في مكانها.

"نعم، ألفا. ها هو ما طلبته"
أخفضتْ الفتاة رأسها خائفة ثم اقتربتْ منه لتعطيه حقيبة مغلقة بإحكام.

"فتاة مطيعة..."
أخذ منها الحقيبة ثم نادى على الحارس الذي أرسله فدخل يحمِل طفلا صغيرا بين ذراعيه.

فور أن رأته لورين تحررت دموعها وركضت إليه لتضم ابنها إلى حضنها بعد أن تأكدت أنه بأمان، ثم بسرعة خرجت من مكتب الألفا مارسيل قبل أن يغيّر رأيه ويقتلهما كليهما.

"هل من أوامر أخرى، ألفا؟"
سأل الحارِس بتعابير جديّة.

"اذهب واقتل شيئا ما، أحتاج إلى كمية كبيرة من الدماء"
لمعت عينا الألفا مارسيل مكرا ثم فتح الحقيبة بعد أن استدار الحارس ليخرج.

لكنّه كان متسرعا للغاية...

-----------

#جوشوا:

كنتُ أعطي جلسة تدليك لـ سيلين حين أتت الخادمة مع الغداء، لكن ذلك لم يكن ما فاجأني، بل تلك الرائحة المألوفة التي كانت صادرة عن مكان ما بالمنزل.

"إنها هي!!"
زمجر ذئبي بصوت قوي، هذه أول مرة يتكلم معي منذ...منذ أن فقدتها.

"لا لم نفقدها، إنها هنا!"
تكلم ثاديوس بنبرة سعيدة ثم استولى على جسدي.

---------

#ماركوس:

تبعتُ صوت البكاء ذاك إلى الجهة الأخرى من المنزل لأجد فتاة متكورة على نفسها. كانت ترتجف بشدة وتتمايل على نفسها رغم أنها جالسة.

"يا آنسة..."
ناديتُ بصوت خافت حتى لا أُفزعها لكن هذا كان له التأثير العكسي.

"لا! لا تأخذ صغيري. أرجوك!!"
استدارت فرأيتُ نظرة الرعب في عينيها العسلتين، شعرها البنّيّ كان يغطي نصف وجهها.

وما أثار اهتمامي أكثر، هو الطفل الصغير بين ذراعيها.

"لا أريد أن آخذ صغيرك ولا أريد أن أؤذيكِ... فقط أخبريني ماذا حدث هنا؟"
سألتُها رافعا يدي حتى أُظهر لها أنني لا أنوي بها شرا.

"الألفا فقد عقله... كنتُ أعلم أنّ فقدان توأمك الروحي أمر صعب لكن ليس لهذه الدرجة. لقد دمّر المكان حين رأى ملابسها المضرجة بالدماء. الألفا مارسيل تأذى، بعض الحراس قُتِلو والساحرة اختفت..."
تكلّمتْ شاردة وكأنها تسترجع ما حدث بكل تفصيل.

"وأين هو الآن؟"
الأرجح أنها تقصد جوش بكلامها لكن متى فقد توأمه؟ سااام؟!

اللعنة! تذكرتُ ليلة زفافها!!

"إنه في السجن"
قاطع أفكاري صوت الفتاة فتذكرتُ أين أنا.

"أشكركِ"
وضعتُ سترتي على كتفيها ثم انطلقتُ أركض في الغابة مُتّبِعا غريزة ذئبي.

لم يكن بعيدا للغاية، أو ربما كنتُ سريعا، لأنني وصلتُ إليه في فترة وجيزة.

استقبلني صوت عواء منكسر، بدى مألوفا للغاية...

لكنني لم أتمكن من استطلاع مصدره لأن شيئا ما أفقدني الوعي.

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن