#سامنثا:
"لماذا أنتِ غاضبة مني هكذا؟! لم أفعل شيئا بحق اللعنة!"
عاد جوش لهيئته البشرية وارتدى سرواله ثم صاح بنبرة يائسة.كيف أُجيب سؤالا لا أعرف إجابته بنفسي؟
أنا دائما منزعجة هذه الأيام لأسباب تافهة، لقد بدأ هذا منذ يوم نزهتنا. كما أنني أشعر بالبرد الشديد رغم أنني أكاد أجلس وسط ألسنة اللهب، وكأن عظامي من جليد ودمائي من ماء مثلج.
أعتقد أنني أخذتُ العدوى من أوليفيا فهي من أُصيب بهذا أولا.
"أخبرتك أن لا تختبر صبري مجددا... مالذي تخفيه عني؟!"
تمكنتُ من السؤال دون تلعثم رغم أن أسناني كانت تصطكّ ببعضها دون توقف.لا أستطيع الولوج إلى أفكاره فجسمي ضعيف للغاية وهو يتجنب الموضوع كلما فتحته، لست غبية حتى لا أشك في أمره.
"ابقي هنا!!"
غادر مُسرِعا إلى الخارج عندما سمعنا ضوضاء قادِمة من باحة منزلنا.حملتُ نيكولاي ولففته ببطانية وحضنته إليّ جيدا. مرت لحظة صمت طويلة كسرتها زمجرة والمزيد من الفوضى بالخارج. هلعتُ وأردت الركض ومناداة ماركوس لكن أحدهم منعني.
كان ذئبا بنيّا كبيرا وقف أمامي يلهث ولم أستطع الابتعاد عنه، جسدي كان متخدرا تماما لسبب مجهول.
"البنت سر أبيها على ما يبدو"
جاء صوت من خلفي فاستدرتُ بخفة لأرى صاحبه.أعين سوداء، شعر بني قذر، أنف معوج وجسد نصف عارٍ.
"لنقم بالمهمة فقط، كفى ترهات"
انضم شاب آخر لنا، كان يبدو أكبر سنا من هذا."مالذي تريدونه؟"
تشبثتُ بابني وتجرأتُ على السؤال.التفتت أعينهم جميعا إليّ وابتسموا بساديّة.
"ألستِ لونا هذا القطيع؟ ألا يفترض بك أن تكوني قوية أو ما شابه؟"
سأل القذر مقتربا مني ثم أردف قبل أن أرد عليه."اوه نسيت، لقد سممنا مياهكم بسم يُضعف السحرة"
ضحك على كلامه ومد يده لـ نيكولاي."لا تلمس ابني!"
حاولتُ أن أزمجر لكن صوتي خرج مرتجفا."لستُ أطلب الإذن منك. جون! اهتم بها"
لكمني ثم أشار للذئب الذي كان لا يزال يقف أمامي فرفع قائمته الأمامية وداس على رجلي بقوة.سمعتُ صوت عظامي تنكسر ولم أستطع كبت الصرخة التي هزت أركان المنزل. ارتخت قبضتي لا شعوريا على ابني فخطفه من بين ذراعيّ.
بدأتُ أرى بقعا سوداء فأدركتُ أنه سيُغمى عليّ من الألم، لذا حاولت المقاومة بكل ما أوتيت.
"اترك الهدية وهيا، ليس لدينا اليوم بطوله، سيأتي القطيع قريبا!"
تكلم الأكبر سنا كما لو أنه لم يشهد شيئا مما حدث، بل وكأنه كان يشعر بالضجر.
أنت تقرأ
ماركوس | MARCUS
Hombres Loboسابقًا: الجرو المزعج الظريف. | الحياةُ ليستْ سهلة، خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى تغيير مجراها إلى ما لم تتوقعه أبدًا. كان خطأ ماركوس هو أنه تأخّر في أخذِ تلك الخطوة ما سمح بموتِ سامنثا، حُبّه الأول وصديقة طفولته. أراد أن يكون قوِيّا من أجلِها ويدع...