الفصل السادس عشر

21.2K 1.8K 67
                                    

#ماركوس:

لم يغمض لي جفن تلك الليلة. كان عليّ حراسة أوليفيا في حال قرر عدونا مهمن كان القيام بهجوم مفاجئ.

شاهدتُ الشمس تشرق من النافذة فتظاهرتُ بالنوم حتى لا أُقلق الجميلة النائمة بجانبي.

"صباح الخير"
جعلتُ من صدرها وسادة وتشبثتُ بها جيدا.

"الجوّ بارد..."
ردّت مرتجفة وشبكت أصابعها في شعري.

"هل تُصاب الساحرات بالزكام؟"
استغربتُ وجلبت بطانية أخرى ولففتها بها ثم تحسستُ جبينها لأجدها تكاد تتجمد.

"لا أعتقد... هذا"
اصطكّت أسنانها ببعضها وتكورتْ على جانبي باحثة عن الدفء.

"سآخذكِ إلى الأسفل وبإمكانك الجلوس بجانب المدفأة بينما أُعد لك بعض الحساء الساخن"
حملتها بحذر ووضعتها على الاريكة المقابلة للمدفأة ثم أشعلتُ الحطب.

أسرعتُ إلى المطبخ فوجدتُ سام هناك تجلس على المنضدة شاردة في الفراغ. مررتُ بجانبها لكنها لم تلحظني، فتركتها و شأنها وبدأت في تقطيع الخضار.

حين انتهيت أضفت الكل إلى القدر وعدتُ إلى أوليفيا. كانت قد غفت فعدّلت جلستها حتى لا تستيقظ متشنجة ثم تفقدتُ ما وضعته على النار.

"عليكَ إضافة المزيد من التوابل إن أردتَ أن تجعلها تتحسن"
تكلمتْ سام لأول مرة دون أن تنظر إليّ ثم حضنت ركبتيها إلى صدرها.

"كنتُ سأفعل ذلك..."
تمتمتُ لنفسي وتبعت نصيحتها.

"صدقتك فعلا..."
ابتسمتْ ونظرتْ إليّ بطرف عينها.

"أين جوش بأي حال؟"
غيرتُ الموضوع فسقطت ابتسامتها و استبدلتها تعابير تعيسة.

تركتُ ما كان بيديّ واقتربتُ منها لكنها ابتعدت عني.

"ما الخطب؟"
انتقلتُ إلى صفة الأخ الأكبر وحاولتُ مواساتها.

"لا يمكنني لمسك لأن أوليفيا وضعت عليك تعويذة تؤذي كل من تلمسك"
فسّرت لي فتذكرتُ العلامة على عنقي ما جعلني أبتسم لا إراديا على حب التملك الخاص بفتاتي.

"والأحمق الكبير؟ أين هو؟"
سألتُها من جديد.

"إنه نائم."
أجابت بنفس النبرة المتعبة.

"ماركوس"
نادتْ أوليفيا بصوتها المرتجف فأسرعتُ بإطفاء الموقد وسكبتُ الحساء لها.

رمقتُ سام بنظرة أخيرة فأومأتْ لي وعادت للتحديق بالفراغ. انضممتُ لأوليفيا على الأريكة وأطعمتها إلى آخر قطرة ثم تركتُها لتنام مجددا.

"الجدة مارلين هنا أيها الأشقياء!"
جاء صوتها العالي من المدخل ثم تبعته طرطقة حذائها.

"جدتي! أخفضي صوتك"
أشرتُ إلى أوليفيا حتى لا تُعاتبني على كلامي فقلبتْ عينيها وأكملت طريقها إلى الأعلى.

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن