الفصل الرابع والعشرون

17K 1.5K 48
                                    

#سامنثا:

كِدتُ أفقد صوابي حين لم أجد نيكولاي في سريره فتوقعتُ الأسوء، أن تلك عصابة اللعينة أخذت صغيري.

لم يكن لدي وقت للدموع، غريزة الأمومة لم تسمح بذلك بل اشتعل غضبي وفتشتُ المنزل كدجاجة مقطوعة الرأس.

بحثتُ في كل الغرف في كل طابق، حتى جوش لم أجده! ذلك الأحمق، أين يختفي في مثل هذا الوقت؟!

سِرتُ إلى مكتبه بخطوات أشبه بخطوات مصارعي السومو وفتحتُ الباب بقوة حتى كاد ينخلع من مكانه.         

وقع نظري على الجسد النائم على الأريكة فارتخت كل أعصابي المتشنجة وارتسمت ابتسامة على شفتيّ.

شعرتُ بالدفئ يسري في عروقي من شدة سعادتي برؤيتهما قد اتفقا أخيرا.

أغلقتُ الباب خلفي وسِرت نحوهما بهدوء ثم جثوتُ بجانبهما، أسندت رأسي على ذراع جوش وراقبتُ وجهيهما المسترخيين.

"تبدين غريبة أطوار، كفي عن هذا"
جاءتني يد نيكولاي الصغيرة على وجهي بعد أن قاطع شرودي صوت زوجي الأحمق.

"اشش، دعني أستمتع باللحظة في سلام"
وضعتُ سبابتي على فمه حتى يصمت لكنه عضني بكل وقاحة.

كنت سأسدد له ضربة لكنه أشار لصغيري النائم بابتسامة جانبية خبيثة ما جعلني أزفر مستسلمة.

"كم أن الحياة جميلة!"
تكلم بنبرة مستفزة وأحاط عنقي بذراعه جاذبا إياي بقوة إلى صدره حتى كِدت أختنق.

لحسن الحظ شهق نيكولاي مهددا بالبكاء فتركني والده.

"شكرا حبيبي"
قبلت خد صغيري الورديّ فبدأ يقهقه ويُحاول النهوض والزحف إليّ.

"ماذا عني؟"
عبس جوش بطفوليّة وانحنى إليّ يمدّ شفتيه لكنني دفعتُه قبل أن يوقع نيكولاي وهززت كتفي باستفزاز.

"الحياة جميلة، أليس كذلك؟"
رددت كلماته وهممت بالوقوف حتى أذهب لتحضير الفطور.

لم أكد أخطو خطوة مبتعدة حتى وجدتُ نفسي جاثية على الأرض مجددا وشفتاي ملتصقتان بخاصته.

"منحرف!"
ابتعدتُ لأنظر لنيكولاي فزعة لكنه كان نام من جديد ولم يرى شيئا.

"وأنتِ بلهاء"
قبل أن ينتهي من إهانته ضربتُ رأسي برأسه ثم قبّلته حتى يصمت.

"لدينا ضيوف"
قاطعنا صوت ماركوس خلال الرابطة.

"بحق اللعنة، ألا يمكنني أن أحضى بلحظة مع عائلتي؟!"
وقف جوش وزمجر بعينين سوداوتين.

أخذتُ نيكولاي منه بسرعة قبل أن يبدأ بالبكاء ثم حضنته.

"سنحضى بلحظات كثيرة ما إن ننتهي من هذه المشكلة"
طمأنتُه بينما دلّكت يدي عنقه المتشنج ليسترخي بعض الشيء ويُريح رأسه على كتفي.

"سنذهب إلى إيطاليا بعيدا عن كل هذه الدراما..."
وعد وأنفاسه الساخنة تدغدغ علامتي.

"هيا لنستقبل الضيف، لا وقت للغرام الآن"
أوقفتُه ثم سحبته خارج المكتب قبل أن يُشتتني أكثر.

---------

"هل من تقدم في قضيتنا؟"
تكلم ماركوس بنبرة جدية.

كنا جميعا في مكتب جوش من جديد وبرفقتنا كارلوس يُطلعنا على آخر المستجدات.

"سيُرسل المجلس فريقا للتحقيق في قضيتكم وللمساعدة في حال وجود خطر، هذا كل ما يمكننا فعله"
شبك يديه ووضعهما في حجره.

أومأنا له جميعا متفهمين لكنه واصل اللعب بأصابعه.

"هناك أمر لا تخبرنا به"
رمقه جوش بحزم.

"أُفضّل إخباركم في غياب الفتيات..'"
نظر كارلوس لأوليفيا معتذرا.

"هل تمازحني؟!"
دفعتُ نفسي من على المكتب مستعدة لخنقه لكن زوجي أمسك بي.

"لم يعد أي شيء يفاجئنا، بإمكانك إخبارنا"
تكلمتْ أوليفيا ثم وضعت ساقها على الأخرى.

انتظرناه للحظة حتى يجمع أفكاره فنظر إلينا بقلق.

"13... هناك 13 قتيلا في القطعان المجاورة لكم، وكلهم ضحايا لنفس العصابة"
فقدتُ القدرة على التنفس بعد تلك الجملة.

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن