#ماركوس:
وصل جوش بعد طول انتظار وبرفقته سبنسر وجايك.
أبقيتُ على وجه أوليفيا مخفيا في صدري وأشرت إلى السيارة المضرجة بالدماء البشرية حيث على الزجاج الأمامي كُتِب بالأحمر:
«البنفسج أزرق، الورود حمراء،
وجثة عاهرتك مضرجة بالدماء!»لحسن الحظ لم تتمكن أوليفيا من قراءتها لأنني سحبتها قبل ذلك وإلا لكانت في حالة أسوء من الخوف.
"كيف تمكنوا من التغلغل في أرضنا هكذا؟!"
زمجر جوش حين رأى المشهد."الحراسة مشددة على الحدود، لا يمكن لبعوضة أن تمر دون أن نعلم بها!"
أجابه جايك بنبرة غاضبة."لا تنسى أنهم بإمكانهم إخفاء رائحتهم..."
رد سبنسر بهدوء."لم يُخفوا رائحتهم هذه المرة، لقد اشتممتها قبل قليل"
قاطعتهم وتمايلتُ على كعب رجلي لأريح أوليفيا."أريد أن تمسحا كل شبر من أرضنا، خذا كل الرجال المتوفرين وانقسموا. لابد من أن اللعينين يختبئون تحت أنوفنا"
أمرهما جوش فانطلقا مسرعين باتجاه الغابة خلف المطعم ليتحولا على الأرجح."هل سام بخير؟"
نطقت أوليفيا محاوِلة اختلاس النظر لكنني لم أسمح لها."تركتُ معها 6 حراس لكنني لا أزال قلقا عليها"
تغيرت نبرة صوته الغاضبة إلى متوترة ثم أشار إلينا أن نركب سيارته.حملتُ أوليفيا مجددا وتبقيت على وجهها مخفيا ووضعتها في المقعد الخلفي ثم انضممتُ لها.
"كارلوس أخبرنا أنه سيساعدنا، بجب أن نتصل به"
تذكرتُ رحلتنا إلى منزل الرجل العجوز، رغم أنه كان كئيبا إلا أنه وعدنا بالمساعدة من أجل أوليفيا.لن يرفض طلبنا إن توجهنا إليه الآن مادام الخطر يحدق بابنة توأمه مباشرة.
"سأُعلم والدي وسيذهب لإحضاره"
سكت جوش بعد ذلك ليرسل رسالة لوالده من خلال رابطة القطيع ثم أكد لنا الأمر.ما إن ركننا السيارة حتى استقبلنا أحد الحراس يلهث.توقعنا جميعا الأسوء فأسرعنا إليه مستعدين للقتال.
"ألفا، أخيرا وصلت. لقد كانت لونا تحاول اللحاق بك"
تنهد حين التقينا وأخفض رأسه في احترام."ماركوس!! أوليفيا!!"
خرجتْ سام تهرول باتجاهنا ونيكولاي الصغير بين ذراعيها.أعطته لوالده وحضنت كلينا بقوة ثم تمعنت فينا جيدا بحثا عن أي ضرر.
"نحن بخير، يا غبية"
ربتتُ على رأسها ليرمقني جوش بنظرته الحادة المعتادة إلى أن صفعه نيكولاي ثم قهقه عليه."على الأقل لم يعد يبكي في وجودك"
ضحكت أوليفيا وحاولت التخفيف عنه."ليس فعلا"
أضافت سام ثم انحنت باتجاه زوجها لكن قبل أن تتلامس شفتاهما بدأ الصغير في البكاء."لا يمكنك أن تلوميه حقا..."
تحدثتُ باشمئزاز مزيف ثم تركنا العائلة السعيدة و دخلنا المنزل.تثاءبت أوليفيا وأغمضت عينيها للحظة فأدركتُ أنها متعبة من أحداث اليوم. حملتها إلى غرفتنا ووضعتها على السرير ثم أعطيتها أحد قمصاني وقابلتُ الحائط حتى تغير ملابسها.
نزعتُ أنا قميصي واستلقيت بجانبها لتستلقي هي فوقي. لم تمر دقيقة كاملة وسمعت شخيرها الخافت.
وضعت كلتا يدي أفل ظهرها واستسلمتُ للنوم بدوري.
--------
#جوشوا:
بعد أن خلد الجميع للنوم، دخلتُ مكتبي لأهتم ببعض الأعمال الورقية التي تجاهلتها طيلة الأيام السابقة.
لم أكد أجلس حتى صدر بكاء نيكولاي من غرفته فأسرعتُ إليه خوفا من أن يوقظ سام المنهكة. حملتُه معي إلى المكتب العازل للصوت وأجلسته فوق رزمة الأوراق فهدأ وبدأ ينظر حوله متعجبا.
"ألا ترتاح أبدا؟"
سألتُه متنهدا ليصفق بيديه الصغيرتين ويقهقه.نظرتُ إلى عينيه المماثلتين لخاصتي مطولا فبادلني النظرة. لم أظن يوما أنه سيكون لدي ملاك كهذا أناديه ابني، أنا حقا محظوظ لإيجاد سامنثا.
ارتسمتْ على وجهي ابتسامة صغيرة لكنها اختفت حين رأيت أثر الجرح على خده الأيمن. سيظل معه بقية حياته، دليل على أن والده لم يستطع حمايته كما ينبغي.
ماركوس محق، أنا أب فاشل.
قاطع أفكاري الكئيبة ألم طفيف في رأسي لأجد نيكولاي يتمسك بشعري ويسحبه كأنه يريد أن يقتلعه.
"ماذا تريد الآن؟"
اقتربتُ منه وسألته فوضع ذراعيه القصيرتين حول رأسي.أعتقد أنه كان يحاول أن يحضنني...
استمعتُ لضربات قلبه السريعة وأغمضت عيني مستعدا للنوم لكن شعورا بالبلل أيقظني. وضعتُ يدي في شعري لألمس كتلة من اللعاب فيه.
"حقا؟"
مسحتُ يدي على سروالي ليُقهقه عليّ من جديد.يبدو أنه يحب أن يزعجني.
حملتُه إلى الأريكة في الجهة الأخرى من المكتب واستلقيت ثم أجلسته على بطني.
"بابا متعب، لم لا تنام أنت أيضا؟"
ترجيته أن يخلد للنوم حتى أرتاح قليلا لكنه بدأ يقفز بحماس ويُصفق كالفقمة.ليلة بيضاء أخرى إذا...
أنت تقرأ
ماركوس | MARCUS
Werewolfسابقًا: الجرو المزعج الظريف. | الحياةُ ليستْ سهلة، خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى تغيير مجراها إلى ما لم تتوقعه أبدًا. كان خطأ ماركوس هو أنه تأخّر في أخذِ تلك الخطوة ما سمح بموتِ سامنثا، حُبّه الأول وصديقة طفولته. أراد أن يكون قوِيّا من أجلِها ويدع...