الفصل الثاني عشر

23.4K 2K 106
                                    

#ماركوس:

نهاية العالم ليس بإمكانها مسح الإبتسامة العريضة من على شفتيّ، كما لا يمكنها إزالة احمرار خدّي أوليفيا كلما نظر أحد ما باتجاهنا.

هكذا سيبقى الجميع بعيدا عنها، أخيرا.

"هل تخدعني عيناي!؟ هل تلك علامة التي أرى؟! أين كل الوعود بالقتل يا فتاة؟ هل خدعكِ بابتسامته الظريفة؟ لا تدعي هرموناتك تسيطر عليكِ، أوليفيا!"
ظهرتْ سامنثا من العدم وبدأت تصيح جاذبة انتباه من حولنا .

"أخفضي صوتكِ!!"
همستْ أوليفيا ووضعت يدها على فم سام حتى تسكتها لكنها ذلك جعلها تُصدِر أصواتا مكتومة فنظر باتجاهنا أشخاص آخرون بفضول.

"لا فائدة معها، فقط دعي الأمر لي"
سحبتُ أوليفيا إليّ من خصرها ودفعتها خلفي ثم عانقت سام بسرعة.

لم تمر ثانية كاملة وظهر جوش وفي عينيه نظرة القتل، طبعا كانت موجهة نحوي...

"ألم أحذرك من لمسها؟!"
زمجر مستعدا للقتال لكن تهديداته لم تنفع معي، سام لن تسامحه إن تجرأ على ذلك.

"ما بالكم جميعا اليوم؟! لمَ هرموناتكم مرتفعة لهذه الدرجة؟!"
رفعتْ سام يديها في السماء متنهدة بطريقة درامية.

"يا إلهي!"
بدأتْ أوليفيا تقهقه فجأة من ورائي فنظرتُ إليها مستغربا، ألم تكن محرجة منذ دقيقة؟

"حبيبي، لا تخبرني أنك منزعج لأن ماركوس وجد توأمه! هل لازلتَ متعلقا بتلك المرات التي كنتما فيها معا حين اختفيت أنا؟! لقد وعدتني أنك لن تفكر فيه مجددا... كيف أمكنك فعل هذا بي؟"
تظاهرتْ سام بالبكاء ونجحت في ذرف دموع حقيقية... تبا، هذه الفتاة تجيد التمثيل حقا.

جوش وقف مصدوما وفمه يكاد يلامس الأرض، لا ألومه فأنا في نفس الحالة تماما.

"ماذا؟! كل تلك المرات التي ظننتُ فيها أنك تخونني مع شقيقتي كنتَ في الحقيقة مع جوش؟! لا أصدق هذا!"
أبعدتني أوليفيا عنها ونظرت إليّ بتعبير مُنكسِر.

شعرتُ بالسوء لوهلة ثم استوعبتُ كلامها كاملا، الآن دوري حتى أتحول لحبة طماطم.

تهامس الجمهور حولنا مصدقين لما قالته المزعجتان فشعرت بالهلع. لم أستطع حتى الدفاع عن نفسي!

"آسفة لأنني لم أخبركِ أوليفيا، لقد جعلني أُقسم على إخفاء سرهما"
احتضنت الشيطانتان بعضهما وواصلتا البكاء المزيف.

"إنهما تمزحان، بل تخرّفان بالأحرى..."
استيقظ جوش وحاول السيطرة على الوضع، لكن لا جدوى فقد فات الأوان.

من الجانب وقف الألفا جيفري والسيد إدوارد يحاولان كتم ضحكاتهما. وأنا كنت أنتظر مساعدة منهما... فقدتُ الأمل الآن.

"تعالي حبيبتي، لنغادر هذا المكان فليس هنا غير الخونة"
أضافت أوليفيا وابتعدت مع سام إلى داخل المنزل.

"تلك الـ..."
تحكمتُ بصعوبة بذئبي الذي أراد اللحاق بها ورمقتُ جوش بنظرات حادة.

"ليَعُد الجميع إلى ما كان يفعله، التمثيلية انتهت!"
أمرهم بنبرة الألفا حتى لا يتجرأ أحد ويخالفه.

استجابوا فأخذت عمتي جوليا انتباههم عنا حتى نتمكن من الهرب. تبِعنا الفتاتين في صمت وطردنا كل من كان بالمنزل.

غريزيّا ، ذهب كلانا إلى الغرفة التي كانتا فيهما وتنصتنا عليهما قليلا.

"نجحت الخطة!! اضربي كفك"
تعالا صوت ضحكاتهما وقهقهة الصغير نيكولاي معهما.

"يستحقان ذلك وأكثر... عاهران"
أضافت أوليفيا بإنزعاج.

"لن أتحمل أكثر"
كسر جوش الباب بركلة واحدة وزمجر عاليا.

تبعتُه هادئا ظاهريا واستندت على الجدار عاقدا ذراعيّ.

"تعالي إلى هنا"
خطف سام وحمل ابنه بحذر ثم خرج بهما إلى غرفة أخرى على الأرجح.

عمّ الهدوء بعد ذلك إلى أن كسرته أنا وانضممتُ إليها على السرير.

"أنتِ فتاة سيئة للغاية"
تنهدتُ ورفعتها بين ذراعيّ حتى آخذها ألى غرفة فيها باب على الأقل.

"وأنتَ خائن لعين"
أجابتني اوليفيا ببساطة فتجاهلتُ الوكز في بطني.

لدينا الكثير لنتحدث عنه...

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن