الفصل التاسع عشر

19.5K 1.6K 114
                                    

#ماركوس:

بعد الشجار، الصراخ، توجيه أصابع الاتهام في دائرة، بعض البكاء، المزيد من الشجار والصراخ ثم عقد الهدنة؛ اتجهنا إلى منزل الألفا جيفري لقضاء الليلة في حال ما إذا قررت تلك المجموعة الهجوم من جديد.

راجعنا الخطة عدة مرات ثم خلدنا للنوم، سنحتاج كل طاقتنا غدا.

أوليفيا رفضت النوم بجانبي لأنني لم أخبرها بأمر التهديدات، لذا تشاركتُ سريرا مع قريبي.

جاء الصباح وانطلقنا في طريقنا إلى منزل كارلوس باتينسون، تركنا الصغير نيكولاي مع جدته إليانور والبقية تحت حماية الألفا جيفري وإدوارد والد سامنثا.

"سبنسر وجايك ستكونان خلفنا، خذا ثلاثة رجال مع كل منكما ولا تبتعدا كثيرا"
أمر جوش صديقيه فركب كل منهما سيارة وتبعهما الرجال، أما جوش فأخذ سام وأشار إليّ أن أركب السيارة الأخرى مع أوليفيا.

شغلنا المحركات معا ثم انطلق جوش أولا لأنه الألفا ونحن خلفه.

"قد لا نخرج أحياء بعد هذا... أود أن أخبرك بشيء الآن..."
تكلمت أوليفيا لاول مرة كاسرة الصمت الذي حل علينا.

"سنخرج أحياء. حتى إن متت أنا، أنتِ ستخرجين حية... سأحرص على هذا"
قاطعتها بنبرة صارمة وأمسكت بيدها.

حين فتحتْ فمها لتنطق من جديد وضعت يدي عليه وابتسمتُ باتجاهها.

أصدرتْ أصواتا غريبة بسبب كتمي لها ثم عضتني بقوة. كدت أنحرف بالسيارة لكنني تحكمتُ بالمقود بيدي الأخرى ولم أصرخ بصوت عال جدا.

"ألا يمكنكِ تأجيل العض لوقت لاحق، حبيبتي؟"
نظرتُ إليها لأجد أن خدّيها يكادان ينفجران من شدة الاحمرار.

"تبا، كم أنت منحرف!"
ضربتني على كتفي ثم عقدت ذراعيها على صدرها.

"نكاد نصل، سنركن السيارات هنا"
جاء صوت جوش من خلال الرابطة فتوقفتُ بالسيارة على جانب الطريق.

"هيا أوليفيا"
نادت سام والتعب ظاهر في صوتها.

أمسكتا بأيدي بعضهما وبدأتا ترددان تعويذة لإخفاء الروائح حتى يكون لدينا عنصر المفاجأة عند الهجوم.

بعد أن مسحت الفتاتان على رأس كل منا وقعت كلتاهما في نفس الوقت. أمسكتُ أنا بـ أوليفيا وجوش بـ سام بسرعة وجعلناهما تقفان باعتدال.

"أخبرتكِ أنها ستستنزف طاقتكما!"
عاتب جوش متشبثا بزوجته.

"ليست التعويذة، هناك شيء آخر هنا... حقل طاقة أو ما شابه"
فسرت أوليفيا وأغمضت عينيها.

"ماذا الآن، بحق اللعنة؟!"
تمتم سبنسر حين تحركت بعض الشجيرات المجاورة لنا.

تجهزنا جميعا لصد ما سيخرج وحبسنا أنفاسنا. اشتدت الريح ثم صدر صوت نباح وخرج جرو ذهبي يجري باتجاه أوليفيا، وقفتُ في طريقه وأمسكت به من مؤخرة عنقه.

"جرو!! هذا ما كاد يصيبني بسكتة قلبية؟!"
لم أنتهي من كلامي حتى أفلت من قبضتي وعض يدي ليرمي نفسه في حضن أوليفيا.

"يبدو أنه تعرف عليكِ..."
همستْ سام مندهشة كحالتنا جميعا.

"أعتقد أنني أفهمه"
أضافت أوليفيا بعد أن بدأ بالنباح مجددا.

"هل تمازحينني عزيزتي؟ هل فقدتِ عقلك؟"
وها قد أتت العضة الثانية.

زمجرتُ على الجرو اللعين وكشرت عن أنيابي مستعدا لتمزيقه إربا.

"يقول أن كارلوس يعلم أننا هنا ولقد أرسله لإحضاري أنا فقط..."
حملتْه أوليفيا وداعبت أنفها بأنفه.

"إنه ظريف"
اقتربت سام منه منخدعة ببراءته هي الأخرى لكنه كاد أن يعضّ ذراعها.

"نعم ظريف للغاية..."
تكلم جوش بسخرية وسحبها لتقف بجانبه.

أصدر الجرو المزيد من النباح وأشار برأسه إلى الاتجاه الذي جاء منه.

"يقول أن كارلوس ينتظرني، لديه أشياء مهمة ليقولها لي"
أردفت أوليفيا فنظرتُ إليها باستغراب أكثر.

"لا! لن أدعكٍ تدخلين بمفردك إلى هناك. ومنذ متى تتكلمين لغة الكلاب؟!"
صرختُ ما إن خرجت الكلمات السخيفة من فمها.

"أنا أُكلمك أنت... ما الفرق؟"
رمقتني بنظرة حادة بسبب نبرة صوتي.

بالكاد كبتَ الرجال ضحكاتهم خلفي، فزمجرتُ عليهم ليبقوا هادئين.

"ماركوس محق. لا يمكننا تركك تذهبين بمفردك، يجب أن نذهب معا"
دعمتني سام بجدية فبدأ الجرو في النباح.

"يقول أن كارلوس غير مسؤول عما سيحدث لكم إن دخلتم غابته، فقط تأكدوا أنكم لن تخرجوا أحياءً. هو يريد أن يتكلم معي على انفراد ثم سيدعني أذهب"
ترجمت أوليفيا لنا ووضعته أرضا.

"إذا سأذهب معك، ما يريد إخبارك به لن يضرني أنا"
عاندتُها فلم تعارض، لا هي ولا الجرو اللعين.

"إن حدث شيء ما هناك رابطة القطيع، اتصل بنا. لن نتحرك من هنا"
أومأ جوش واستند على إحدى السيارات ثم أشار لرجاله فتوزعوا حول المكان.

"هيا بنا إذا"
أمسكتْ أوليفيا بيدي وتبِعتْ الجرو بين الأشجار إلى المجهول.

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن