الفصل الحادي والعشرون

17.5K 1.5K 21
                                    

#ماركوس:

في طريق العودة ركبتُ أنا وأوليفيا في سيارة جوش حتى نخبر سام بالسر الذي اكتشفناه، أما سيارتي فقد أخذها جايك.

مرت عشر دقائق كاملة لم يتجرء فيها أحد منا على الكلام إلى أن تشجعت أوليفيا وخلّصتني من العبء.

"جوش أوصد باب السيارة وافتح النوافذ قليلا..."
لاحظتُ التوتر في كتفيه لكنه استجاب لها بهدوء.

"أوليفيا تكلمي قبل أن أصاب بسكتة دماغية!!"
نطقت سام بنبرة قلقة وتمسكت بيد جوش التي لم تكن على المقود.

"أنتِ أختي!!"
صاحت أوليفيا في نفس واحد فنظرتْ إليها سام باستغراب.

"بالطبع، أنتِ أكثر من صديقة بالنسبة لي. لقد أخبرتكِ بهذا من قبل"
أجابت محتارة.

"لا، أنا أقصد أختي من لحم ودم واحد..."
فسرت أوليفيا.

"م... ماذا؟"
بدت سام شاحبة للغاية ظننتُ أنه سيُغمى عليها.

"تبين أن كارلوس توأم والدتي المتوفاة، وهي كانت على علاقة بوالدك قبل أن يلتقي بتوأمه. لكن لا أعتقد أنه يعلم بشأني..."
أكملت أوليفيا بنبرة بها القليل من الحزن فضممتُها إليّ.

"أسرِع جوش! يجب أن أتأكد من الأمر منه"
بعد أن رمشت سام عدة مرات، أمرت زوجها ثم بقيت هادئة.

بقية الرحلة كانت أطول مما يجب، ربما للتوتر الذي كان بيننا. كنتُ سعيدا جدا حين لاح منزل الألفا جيفري في الأفق.

خرجت سامنثا أولا وركضت إلى الداخل لإيجاد السيد إدوارد على الأرجح.

"هذا ما كان ينقصنا..."
تمتم جوش لنفسه ثم لحق بها.

"هل أنتِ بخير؟"
وضعتُ سبابتي تحت ذقن أوليفيا ورفعتُ رأسها برفق حتى أنظر في عينيها الدامعتين.

"لستُ مستعدة للمشاكل التي سأسببها لعائلة لانكاستر، يكفي ما جلبتْه لهم سيلين من معاناة..."
ردتْ بصوت مرتجف وأخفت وجهها في صدري.

"ليس خطئك ولا خطأ أي منا، إنها القوانين اللعينة التي فرقت الكثيرين من قبلنا"
شبكتُ يديّ بين خصلات شعرها البيضاء ومسحتُ بالأخرى على ظهرها.

طبعتُ قبلة خفيفة على جبينها وانتظرتُ حتى انتظمت أنفاسُها ثم حملتُها خارج السيارة.

"تجعلني أشعر كأنني معاقة، ضعني أرضا!"
تلونتْ وجنتاها بالوردي وحاولتْ النزول من بين ذراعي بينما كنت أسير بها باتجاه المنزل.

"لم تقولي كأميرة أو ملكة! أعتقد أن حس الرومانسية لديك معاق"
ضحكتُ على عبوسها الطفولي وسِرتُ باتجاه المطبخ أين سمعت أصوات الآخرين.

"أخذتُ عدوى الإعاقة الرومانسية منك..."
ردّت ثم لكمتْ كتفي بقبضتها الصغيرة.

"تضربين كالفتيات"
سخرتُ منها لتأتيني صعقة من أصابعها... كدتُ أنسى أنها ساحرة.

"ماركوس!! أحضر الفتاة هنا وكفى عبثا"
نادى صوت كاثرين -عمة سام- فأصبحتْ حُمرة أوليفيا أدكن.

"لم؟ هل تشعرين بالغيرة؟"
رددت عليها بنبرة مستفزة وانضممتُ إليهم في المطبخ.

"أخبرتكم أنه سبب وقاحة سام!"
تبادلتْ نظرة مع إليانور التي كانت تضحك علينا.

لم يبدو أن هناك أية مشكلة البتة.

"لحسن الحظ لديها أوليفيا الآن لتعلمها بعض الأنوثة!"
تقدمت إليانور منا بعد أن وضعتُ فتاتي أرضا وحضنتها بحنان.

"أمي!!"
صاحت سام ونظرت لوالدها من أجل الدعم.

"أمك محقة في هذا، صغيرتي"
أجابها إدوارد وتقدم هو الآخر نحو أوليفيا بتوتر لكنها قفزت عليه قبل أن يصل إليها.

أشحتُ بنظري من المشهد قبل أن أبدأ في البكاء مثل العمة جوليا.

اجتمع الجميع بعد ذلك في عناق عائلي، عداي أنا وجوش والألفا جيفري، لأننا ذهبنا لمكتبه حتى نخبره بالمستجدات.

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن