الفصل السابع عشر

19.4K 1.7K 85
                                    

#ماركوس:

تولى الألفا جيفري مهمة البحث عن كارل ذاك وترك جوش لحماية القطيع، ما يعني أنني المسؤول عن حماية أوليفيا وسام.

لا مشكلة في ذلك البتة، عدا أن كلتاهما مريضتان بشدة. ورغم أنني أكاد أضعهما في الفرن إلا أنهما لا تزالان تشعران بالبرد وحتى نيكولاي الصغير أيضا.

لذا فقد أصبحت جليس أطفال في حين جوش ذهب ليُسدد الحراسة على الحدود ويحرص على سلامة البقية من القطيع.

"أعطني هاتفي، أيها الجرو المزعج!"
نادت سام بصوت مرتجف لكن غاضب.

"حاضر!"
رفعتُ يدي وقمتُ بتحية الجيش ثم ابتعدتُ عن أوليفيا لأجلِب الهاتف.

عُدت إلى مكاني وحضنتُ فتاتي من جديد محاولا إبقاءها دافئة.

"أنت طالق!!"
صرختْ سام في السماعة ثم رمته على الجدار فصار ركاما.

جوش في مأزق كبير إن كانت قد كسرت حبيبها العزيز بسببه...

"نوبة جنون..."
همست لي أوليفيا وقهقهتْ بصمت.

"تعال ماركوس..."
رمقتني سام بنظرتها القاتلة فوجهتُ اصبع اتهام للمزعجة بجانبي فضحكتْ عليّ أكثر.

زحفتُ نحوها ببطء مستعدا للضربة التي ستأتي من أي اتجاه لكنها فاجأتني عندما حضنتني ثم تأوهت في ألم.

"التعويذة ستؤذيكِ يا غبية..."
حاولتُ دفعها عني لكنها تشبثتْ بي بإحكام.

"الألم يُشعرني بالدفء، ابق هادئا أحمق"
وها قد تلقيتُ الضربة التي كنت أنتظرها.

تبا! الجميع عنيف في هذا المنزل.

بقينا في تلك الوضعية لبضع دقائق ثم خطرت ببالي فكرة، ففرشتُ بطانية قطنية على الأرض مقابل المدفأة ثم حملتهما إليها وجلبتُ نيكولاي ووضعته في حضني.

الآن يمكنهم تقاسم دفئي.

شغلت فيلما على التلفاز لكنه كان مملا فخلدنا جميعنا للنوم.

----

أيقظني صوت تحطم شيء فانتفضتُ من مكاني موقظا الفتاتين بجانبي.

"ما كان هذا؟!"
سألتْ أوليفيا فزِعة.

"لا تتحركا من هنا"
أمرتهما ثم اتجهتُ إلى مصدر الصوت.

بخطوات حذرة لكن سريعة، سِرت إلى المدخل الأمامي مستعدا للتحول لهيئة الذئب خاصتي في أية لحظة.

مرّت أمامي سحابة سوداء كبيرة لم أتمكن من تحديد ماهيتها، تبعتها إلى غرفة المعيشة فتعرفتُ على الرائحة.

"لا أريد أن أراك، اذهب من هنا"
صاحت سام بالذئب الأسود أمامها فأخفض رأسه لها.

"هذا ثاديوس، ليس جوشذ
أعلمتُها وعدت لمكاني لكن ذلك أكسبني زمجرة من الأحمق.

سحبتُ أوليفيا إليّ مبتعدا عنهما تاركا نيكولاي الباكي برفقة أمه. انحنى له ثاديوس ولعق وجهه فهدأ ورفع يديه سعيدا برؤيته.

"متى سيكون لدي مثله؟"
تساءلتُ مع نفسي فجاءتني نكزة عنيفة من أوليفيا.

"بعد أن نتزوج ونعيش في منزل خاص بنا، على الأرجح بعد بضعة سنوات..."
أجابتني من خلال رابطتنا بشيء من الخجل.

"لا يمكنني الانتظار كل هذا..."
عبستُ ونظرت إليها أحاول إثارة عطفها قليلا.

"لا تناقشني، ف..."
أسكتتُها بلمسة على علامتها فارتجفت بين ذراعيّ.

"كنتِ تقولين؟"
همستُ بالقرب من عنقها فلفحت أنفاسي الساخنة تلك المنطقة الحساسة فاسترخت أكثر عليّ.

"غشاش..."
احمرّت وجنتاها فأخفت وجهها في صدري.

أفسد اللحظة صراخ سام من جديد على زوجها فحملت أوليفيا وصعدتُ بها إلى غرفتنا.

ملأتُ الحوض في الحمام بماء ساخن وأضفتُ له مستحضرات كانت أمامي.

"وقت الاستجمام"
كلماتي كان لها معنى مزدوج ولأن فتاتي منحرفة فقد فهمت المعنى المنحرف ورمت عليّ مصباحا.

تجنبته في آخر لحظة وغمزتُ لها لأتلقى وسادة على الوجه.

"سأستحم بملابسي"
عقدت ذراعيها وحاولت أن تتكلم بصوت قوي لكن ارتجافها منعها.

"متأكدة حبيبتي؟"
سألتها متجهما.

"مئة بالمئة. هيا!"
مدّت ذراعيها كما يفعل نيكولاي عندما يريد أن نحمِله فأخذتها للحوض وأنا أضحك طول الطريق.

انزلقتُ بهدوء على الحافة وجلستُ بها في الماء ثم استرخى كلانا.

لحظة راحة اخيرا!

ذلك الخطر الذي يتربص بنا بالإضافة الى شجار سام وجوش المتواصل جعلا أعصابي في عقد محبوكة تكاد تصيبني بالشلل.

لكن الآن على الأقل جوش هنا وبإمكانه حراسة عائلته بنفسه، أنا سأكتفي بأوليفيا فقط.

وكأنها قد أحست بالتوتر يغلبني، بدأتْ تدلك كتفي بيديها الناعمتين. تنهدتُ وأغمضت عينيّ مستمتعا باللحظة.

لكنها لم تعش طويلا بل اختصرتها صرخة مفزعة من سام بالأسفل.

لم تكن كسابقاتها مليئة بالغضب، كانت مرتعبة مليئة بالخوف جعلت قلبي يقع من مكانِه...

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن