#جوشوا:
هل جربت يوما شعور أن تخسر جزءً من روحِك؟ ليس فقط شطرا من قلبك، بل من روحك حرفيّا.
لا أنصح أيّ كان بتجربة هذه اللعنة، ولا حتى عدوّي اللدود. كل شيء يُصبح أصعب، حتى التنفس يتطلب جهدا كبيرا فما بالك بمقاتلة الحراس والعاهِرة التي قتلتْها.
المشعوذة التي أخذتْ مني كل ما أملك، زوجتي وابني في ومضة برق.
تلك الفتاة التي رأيتُها اليوم خدعتني لوهلة، ظننتُ أن القدر قد أشفق عليّ وأعادها إليّ. لكن تبين أنني لستُ محظوظا لتلك الدرجة.
كانت تشبهها ظاهريا، تحمل فتى رضيعا والرائحة التي شممتها كانت بالتأكيد رائحتها... إلا أنها لم تكن هي فعلا.
تذكرتُ عندها أنني قد فقدتُ فتاتي منذ وقت طويل، لكن تعاويذ تلك الساحرة الشمطاء غسلت دماغي كليّا. جزء مني يتمنى لو لم أستفق من تلك التعويذة حتى لا أشعر بهذا الفراغ الذي يملؤ روحي، وجزء آخر يندم على كل لحظة أمضيتُها معها لأنني كنتُ أخون توأمي بطريقة أو بأخرى.
كل هذا لا يهم الآن. سأجلس في زاوية هذه الزنزانة إلى أن يحين أجلي وألتقي بها مجددا في العالم الآخر...
-----------
#ماركوس:
أيقظتني يد باردة تُربّتُ برفق على خدّي، أمسكتها بسرعة وفتحتُ عينيّ متفاجئا.
"اهدأ عزيزي، إنها أنا"
تكلّم صوت أنثوي ناعم جعلني أسترخي من جديد.نظرتُ إلى اليد الشاحبة التي أمسكتُها ثم رفعتُ نظري ببطء لأجد خصلات حمراء مشتعلة تقعُ على عينين خضراوتين.
"سيلين...؟"
سألتُها محتارا كيف وصلتُ إلى هنا؟ وكيف لا أذكرُ شيئا."نعم، أنا هنا. فلتخلد للنوم تبدو متعبا للغاية"
أجابتني بابتسامة متوترة ورفعتْ البطانية لتُحيط كِلينا.استسلمتُ حينها للتعب محتضنا إيّاها لصدري.
~•~•~
ضباب كثيف، كثيف لدرجة أنني لا أرى ما أمام أنفي.
"جرو ظريف مزعج، جرو ظريف أحمق، جرو ظريف غبي، جرو ظريف أبله..."
بدا الصوت بعيدا وقريبا في نفس الوقت، ومألوفا بشدة أيضا."من هناك؟"
تجرأتُ وناديتُ في الفراغ."كم أنتَ مغفّل، يا جروي الظريف المزعج..."
شعرتُ بأنفاس باردة تضرب أذني فاستدرت بسرعة لكنني وجدتُ المزيد من الضباب."أظهِري نفسك!!"
وليتني لم أصرخ.أوقعني شيء ما على الأرض بقوة ووضع ثقلا على بطني.
"كم مرة عليّ أن أُخبرك ألا تصرخ عليّ؟!"
ثبّتتْ يديّ بجانب رأسي ورمقتني بنظرتها الحادة القاتلة."سام؟ كيف...!؟"
كادت عيناي تخرجان من محجرهما من شدة تفاجئي بما أرى."لأنك غبيّ، وجوش أكثر غباوة منك بقليل"
ضربتني على رأسي بقبضتها ثم جلستْ باعتدال على بطني."هل أنا ميّت؟"
سألتُ متعجّبا، لا أذكر متى تُوفّيتُ حقا..."لا، لست كذلك ولا وقت للأسئلة السخيفة. لديّ أمر يجب أن أقوم به لكن عِدني ألا تخبر جوش"
تكلّمتْ بتوتر وانحنت عليّ."ماذا تقصـ..."
لم أتمكن من إنهاء كلامي لأنها ألصقت شفتيها بخاصتي... لطالما تخيّلتُ قُبلتنا الأولى، لكنها لم تكن أبدا تحت هذه الظروف."هذا فقط حتى لا تؤثر عليك تعويذة تلك المشعوذة، كنتُ لأفعل المِثل لـ جوش لكنني لا أستطيع الاتصال به"
فسرتْ لي بقلق ومسحتْ شعرها الأبيض للخلف."أنا لم أفهم شيئا البتة..."
نطقتُ بأنفاس متقطعة."لست ساحرة هباءً. لقد ألقيتُ عليك تعويذة تبطل جميع التعاويذ الأخرى، كل ما عليك فعله هو التظاهر بأن هذا لم يحدث حتى لا يشُكّ فيك أحد. فهمتَ الآن؟"
بدأتْ الأموتبدو منطقية قليلا لذا أومأتُ لها برأسي."أعتقد أنني فهمت... بعض الشيء"
حاولتُ أن أقف إلا أنها كانت جالِسة عليّ فأشرت إليها أن تنهض عني."لا أريد، بطنك مريح للغاية"
ابتسمتْ ووضعتْ رأسها على صدري مُغمضة العينين لكنها في اللحظة التالية صارت تتأوه وأمسكتْ ببطنها."ما الخطب؟"
استغسرتُ مستغربا."أحدهم يشعر بالغيرة ولا يريد مني أن ألمسك"
كلامها يزداد غموضا كلما فتحت فمها."غيرتُ رأيي، أنا لم أفهم شيئا!"
بدأ يصيبني صداع من كل هذه الألغاز."لنقل فقط أن فتاتك لا تحب أن تلمسك غيرها"
وبذلك اختفت من أمامي كالسراب.~•~•~
أنت تقرأ
ماركوس | MARCUS
Werewolfسابقًا: الجرو المزعج الظريف. | الحياةُ ليستْ سهلة، خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى تغيير مجراها إلى ما لم تتوقعه أبدًا. كان خطأ ماركوس هو أنه تأخّر في أخذِ تلك الخطوة ما سمح بموتِ سامنثا، حُبّه الأول وصديقة طفولته. أراد أن يكون قوِيّا من أجلِها ويدع...