#ماركوس:
"هناك أشجار أمامنا، تأكد أن لا تترك وجهك على إحداها مثل المرة السابقة"
تكلمت أوليفيا بسخرية مشيرة بيدها حولنا."نحن نسير نحو حتفنا وأنتِ تفكرين في سلامة وجهي الوسيم... يسرني أنني أعني لكِ الكثير"
أجبتُها بنفس النبرة."عفوا عزيزي"
ابتسمتْ لي ثم ركضت خلف الجرو اللعين فتبعتُها.لم يمر وقت طويل ولاح في الأفق كوخ خشبي ليس بصغير ولا كبير يخرج من سطحه دخان كثيف، دخل إلبه الجرو.
تذكرتُ عندئذ قصة هنسل وقريتل... لا نختلف عنهما كثيرا، ينقصنا أثر من فتات الخبز خلفنا وساحرة عجوز.
لم أنتهي من التخيل وظهر رجل كبير في السن وأشار إلينا بالدخول -على الأقل هو مستذئب وليس ساحرة-.
"توقف عن التفكير كالأطفال وهيا!"
أمسكت أوليفيا بيدي وسحبتني معها إلى الكوخ.ما إن اجتزنا عتبة الباب حتى جاء سهم باتجاهنا فوقفتُ في طريقه كي لا يؤذيها.
"بحق اللعنة!"
أخرجتُه من كتفي بسرعة ودفعتُ أوليفيا خلفي."هل أنتَ بخير؟!"
وضعتْ يدها على الجرح الذي بدأ بالالتئام وسألت بنبرة قلقة."بحالة ممتازة"
أجبتُها بسخرية ثم نظرتُ حولي لأجد مصدر السهم.كان كارلوس -على ما أعتقد- يقف في منتصف الغرفة وبيده قوس يومئ لنفسه.
"مرحبا بك أوليفيا لايلث، كنت أنتظر زيارتكِ"
تكلم أخيرا وابتسم لها متجاهلا وجودي تماما."كيف تعرف اسمها؟!"
زمجرتُ عليه قبل أن تتسنى لها فرصة الرد."لأنني كنتُ أعرف أمها..."
تحولتُ تعابير وجهه إلى الحزن لثانية لكنه أخفاها ببراعة."كيف هذا؟"
نطقت أوليفيا وتقدمت نحوه فوقفتُ بجانبها."كانت توأمي الروحي..."
وعادت النظرة الحزينة في عينيه."هل أنت أبي؟"
انكسر صوتها في النهاية فوضعتُ ذراعي حولها.لقد أخبرتني سابقا أنها لا تعرف من هو والدها، أمها ربتها هي وشقيقتها بمفردها قبل أن تموت.
"أتمنى لو كان بوسعي قول ذلك حقا..."
جلس كارلوس على الكرسي الخشبيّ المقابل للمدفأة والجرو في حضنه ثم أشار إلينا بالتقدم.لم أثق به لتلك الدرجة وفضّلتُ الوقوف بالقرب من النافذة مع أوليفيا للاحتياط.
"إذا ماذا؟"
فقدتْ صبرها وقاطعتْ شروده."القوانين اللعينة"
أجبناها في نفس الوقت."التقيتُ بوالدتكِ لامار بعد انصمامي حديثا للمجلس نيابة عن والدي، أردتُ أن أكون مثالا للجميع وأتبّع القوانين لذا... رفضتُها. بعدها وجدت ساحرا مثلها وارتبطا لكنه وجد توأمه وكانت مستذئبة، وهو -على عكسي- لم يرفضها بل بقي معها وترك لامار حاملاً بكِ وبتوأمك... حين سمعتُ بالأمر أرسلتُ عائلة سانييتي للاهتمام به إلا أنهم فشلوا والآن ابنهم تمكّن من تغيير القوانين بكل سهولة..."
أكمل قصته ورمى قطعة فحم في النار وانتظر رد فعلنا.نادوني غبيا، لكنني صدقته حقا. نبرته الحزينة غير مزيفة لأنني اعتدتُ سماعها من والدي...
"ولِمَ رفضتَ فكرة التغيير؟"
سألتُه حين بقيتْ اوليفيا هادئة تحلل كلامه."أنانية، ولأن الوقت تأخر بالنسبة لي فلقد ماتت المقدرة لي"
رد ونظر لأوليفيا مبتسما من جديد."أنتِ تشبهينها كثيرا"
ثم أردف قائلا."هل أنتَ من أرسل تلك المجموعة لإيذاء آل سانييتي وتهديدنا؟"
عقدتْ أوليفيا ذراعيها."لن أفعل ذلك لابنة لامار. وبقدر ما أكره لانكاستر فأنا لستُ بتلك الوحشية"
تكلم بصدق."لانكاستر؟!"
تكلمتُ بشبه صراخ."إدوارد لانكاستر هو والدك، أوليفيا"
نطق اسمه كأنه يتذوق ليمونا حامضا أو حليبا فاسدا.-------
#أوليفيا:
كاد أن يُغمى عليّ حين خرجت تلك الكلمات من فمه بكل بساطة. تمايلتُ قليلا لكن ماركوس كان بجانبي ولم يسمح لي بالسقوط ككيس بطاطس.
والد سامنثا هو والدي... هذا يعني أنها شقيقتي، بعض الشيء على الأقل.
لكن ما يزعجني هو أنه سنحت لي الفرصة للقائه في حفلة الترحيب التي نظمتها عمة سام ولم أفعل. صدمتٌها ستكون أكبر بالتأكيد، وكذلك أمها المسكينة...
وكأننا تنقصنا مشاكل! لا يزال علينا البحث عن قائد تلك المجموعة اللعينة والآن علينا مراجعة شجرة عائلتنا لنتأكد أن لا مزيد من صلات القرابة المجهولة بيننا.
"يجب أن نعود"
أيقظني صوت ماركوس ولمستُه الخفيفة على خدي."حسنا، شكرا كارلوس على إطلاعنا بكل هذا"
شكرتُه ثم حضنته بسرعة."سأخبر بقية المجلس بأمر هذه المجموعة وسنحل المشكلة قريبا"
بادلني الحضن ثم نظر إليّ مُطولا إلى أن سحبني ماركوس إليه.غادرنا الكوخ بعد ذلك وأسرعنا في الاتجاه الذي أتينا منه.انضم إلينا الجرو وساعدنا في إيجاد طريق العودة.
حين خرجنا من الغابة وجدنا الجميع كما تركناه، ما عدا جوش الذي كان يُنازل جايك.
"جعلتُماني أخسر 10 سنوات من حياتي من القلق عليكما!"
قفزتْ سام إلينا وعانقتنا كلينا.لو لم أكن رفعتُ التعويذة عن ماركوس مع سام لكانتْ تتلوى الآن على الأرض من الألم.
"إذا ستخسرين أكثر بعد أن أخبرك بما اكتشفناه"
ستكون ليلة طويلة فعلا...
أنت تقرأ
ماركوس | MARCUS
Werewolfسابقًا: الجرو المزعج الظريف. | الحياةُ ليستْ سهلة، خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى تغيير مجراها إلى ما لم تتوقعه أبدًا. كان خطأ ماركوس هو أنه تأخّر في أخذِ تلك الخطوة ما سمح بموتِ سامنثا، حُبّه الأول وصديقة طفولته. أراد أن يكون قوِيّا من أجلِها ويدع...